تصدر العدوان السعودي الغاشم على اليمن اهتمام وسائل الإعلام العالمية وسط مخاوف من الانهيار التام لأسس ومقومات الدولة اليمنية جراء الغارات اليومية والمتواصلة لطيران السعودي الذي يستهدف مرافق حيوية ومساكن المدنيين نتج عنها سقوط عدد من الشهداء في الأوساط المدنية غالبيتهم من الأطفال والنساء في حين يأتي هذا العدوان التي تقوده السعودية ضد اليمن في وقت تعيش البلاد أزمة إنسانية خطيرة تنذر بمأساة تضاف إلى المآسي التي يعيشها اليمن جراء العدوان ومحاصرة اليمن برا وبحرا وجوا نتج عنها نقص في الوقود والمياه والدواء والمواد الغذائية ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن كما يهدف العدوان السعودي الغاشم في غاراته ومحاصرته إلى تدمير البنية التحتية للدولة اليمنية.
وفي هذا السياق تؤكد أحدى الصحف الأمريكية بأن السعودية تقود الحرب ضد اليمن من خلال مجموعة من الغارات الجوية الفاشلة والتي تدخل أسبوعها الثالث.
وتشير صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إلى أن الكثير يلعبون على وتر أن ما يحدث في اليمن هي حرب طائفية لكن الاضطرابات السياسية في اليمن حتى الآن معقدة جدا لاتتناسب مع التصنيف الطائفي فأولا من الخطأ وصف أنصار الله بأنهم وكيل إيران في اليمن لأنهم قبيلة يمنية تقطن المرتفعات الشمالية الوعرة في اليمن وخاضت حروبا عديدة لسنوات دون مساعدة إيران.
وتؤكد “واشنطن بوست” أن إيران لاعب هامشي وكما يقول الخبراء فإن هذا مجرد صراع سياسي مستمر على السلطة منذ رحيل “صالح” في عام 2011 مضيفة أن اليمن يشهد أزمة إنسانية منذ بداية الغارات الجوية حيث نقص في مخازن المواد الغذائية كما أن البلاد على وشك الانهيار والأثار المترتبة على ذلك صارخة حيث يحذر فواز جرجس أستاذ سياسات الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد:” اليمن ينحدر نحو حرب شاملة والسيناريو محتمل فقد تشهد البلاد أزمة إنسانية أكبر من سوريا”.
في حين نشرت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية مقالا للكاتب دانييل ويكهام قال فيه إن بريطانيا وأميركا تسهمان في دفع اليمن إلى الانهيار التام وذلك في ظل ما تسهمان به من دعم للتحالف الذي يواصل حملته الجوية على اليمن منذ أكثر من أسبوعين.
وأوضح أن الولايات المتحدة وبريطانيا قررتا دعم التحالف الذي تقوده السعودية من خلال توفير الطائرات المقاتلة وتقديم الدعم اللوجستي والاستخباري وأن كلا البلدين يلعبان دورا هاما في العملية مما أسهم في تصعيد حاد في أعمال العنف في اليمن في الأسابيع الأخيرة.
ودعا الكاتب الولايات المتحدة وبريطانيا إلى فعل ما في وسعهما لكبح جماح حلفائهما وإيقاف ما يجري في اليمن الذي بدأت أزمته تتفاقم على المستويين السياسي والاقتصادي ولأن الشعب اليمني هو من يدفع الثمن.
كما حذر الكاتب من أن تتسبب الضربات الجوية على اليمن بخلق فراغ تملؤه الجماعات المتطرفة مثل تنظيم القاعدة.
من جانبها أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إلى أن أسابيع من القتال بين الجيش اليمني والقاعدة خلفت حالة من اليأس والدمار خاصة في عدن وأسفرت عن مقتل أكثر من 200 إنسان وتركت مدينة عدن محرومة من المياه والوقود والكهرباء بينما تكافح المستشفيات للحصول على المخدر والضمادات.
كما أشارت الصحيفة في تقرير منفصل إلى أن الولايات المتحدة توسع عملية التبادل الاستخباري مع السعودية بشأن اليمن وذلك لتوفير معلومات عن أهداف محتملة للحملة ضد اليمن.
وأوضحت الصحيفة أن المساعدة الموسعة تشمل بيانات استخبارية حساسة تسمح للسعوديين بمراجعة الأهداف وبيانات استخبارية على درجة كبيرة من الحساسية.
وفي السياق أشارت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية إلى أن نحو 500 من المواطنين الأميركيين تقطعت بهم السبل في اليمن وأنهم يطالبون دولتهم بسرعة التدخل لإجلائهم.
من جانبها حذرت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور الأميركية من أن تؤدي الأزمة المتفاقمة في اليمن إلى تصعيد أخطر يكون من شأنه المزيد من الانقسام.
قد يعجبك ايضا