أكثر من ساعتين قطعتها يوم الأحد الماضي مع عائلتي من مقر أقامتنا بولاية ماساتشوشتس إلى مدينة نيويورك في رحلة للقيام بالواجب ..استغليت الفرصة وقمت بزيارة المبنى الجديد لمركز التجارة العالمي .. وهناك جاءت فكرة رسالة اليوم وفيها عن الوجه الحقيقي لسياسة النظام الديكتاتوري السعودي الذي ارتكب أكبر غلطة في تاريخه (الاعتداء الجوي الجبان على اليمن ) ..ولن يستطع آل سعود بعد انتهاء العدوان من إصلاح هذه الغلطة كما يعتقدون ويخططون بضخ المليارات .. قد ربما يتم معالجة الجروح السطحية البسيطة ولكن مستحيل أن يعالجوا الجراح الداخلية .. فقنابلهم التي سقطت على رؤوس الأبرياء وأرعبت الأطفال والنساء وسعت وعمقت الكراهية ضد آل سعود .. ولو سكبوا أموال الدنيا لن يردموا هذه الحْفره ..!!!¿
15 سعودياٍ .. أبطال يوم ” الثلاثاء الأسود … “
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي توجهت السعودية إلى الدول الإسلامية التي تخلصت من الهيمنة الشيوعية وقامت ببناء أكثر من 200 مسجد على نفقتها ( عمل عظيم ) .. ولكن لوعرفنا أنها وضعت السْم بداخل العسل لغيرنا رأينا .. اذ طعمت المسلمين هناك بالحركة ” الوهابية ” والتي فرخت التيار السلفي .. وهذا انتج تطرفاٍ ومتطرفين .. ونفس الشيء قام آل سعود في بقية دول العالم ومنها مصر التي تعاني الأمرين في سيناء هذه الأيام..ولو كان عند الحكام المصريين شوية شجاعة لتصدوا للسعودية وحاربوها.. ولكن لأن لذة ” الريال السعودي ” لا تقاوم وسعره عالى في سوق بيع وشراء “المواقف السياسية ” شارك النظام المصري آل سعود في العدوان المدمر والقاتل على اليمن .
الأحد الماضي قمت بزيارة المبنى الجديد لمركز التجارة العالمي بمدينة نيويورك والذي تم افتتاحه 3نوفمبر الماضي كأطول بناية في غرب الكرة الأرضية بتكلفة حوالي أربعة مليارات دولار .. ووقفت شارداٍ أمام المبنى وتذكرت كارثة يوم الثلاثاء الأسود ( 11 سبتمبر 2001م) والتي نفذها 19 انتحارياٍ (منهم 15 سعودياٍ وهابياٍ سلفياٍ) أكرر ( 15 سعودياٍ….)..!!!¿ وقتلوا حوالي ثلاثة آلاف شخص من جنسيات وأديان وعرقيات مختلفة .. هذا ما قدمه الحْكم الديكتاتوري السعودي للعالم ( سْم ملفوف بالعسل الوهابي …!!!¿ )
أنا شخصياٍ أرفض التطرف في أي مذهب أو دين أو فكر.. وأحب التطرف فقط في حْب الوطن وعشقه وحمايته ..كما أرفض التدخل السعودي أو الأمريكي أو الإيراني .. وأعشق السيادة والاستقلال والاعتماد على الذات .
…. لهذا السبب أنا متألم من الرئيس أوباما …!!!¿
كنت ومازلت مْعجب بالرئيس باراك أوباما لعدة أسباب ومنها أنه ذكي وجاء من عْمق الأقلية التي أنا واحد منها.. ولهذا أعطيته صوتي عندما رشح نفسه في الانتخابات الرئاسية.. وتطوعت في حملته الانتخابية.. كما أن الرئيس أوباما كان قد أرسل لي مْلصقاٍ صغيراٍ علي شكل دائري قْمت بإلصاقه على سيارتي حتى فاز في الانتخابات ومن ثم نزعته واحتفظت به .. وما زالت تصلني إيميلات باسمه واسم زوجته ميشيل .. ومع هذا كله فأنا متألم جداٍ من موقفين صدرا من الرئيس أوباما: الأول عندما قام بزيارة السعودية ( إبريل 2009م ) وقبل أن يصافح الملك عبد الله انحنى أوباما بدرجة مهينة.. وجدت نفسي أصرخ وأقول : تْف عليك يا أوباما تنحني لواحد ياما وصفته وسائل الإعلام الأمريكية بالدكتاتور .. لقد أهنت أكثر من 300 مليون أمريكي ..!!¿
أما الموقف الثاني وهو طازج جداٍ ومؤلم أكثر من الأول وهو دعمه المعلوماتي واللوجستي وموافقته على العدوان السعودي الغبي والشرس والقاتل على اليمن تحت مبررات غبية لا تستند إلى أي قانون أو شرع .. يا أوباما لقد أحرجتني بموقفك هذا..!¿
في جامعة إرزونا مع خليط من الشباب الخليجي الصائع والرائع
عندما كنت أدرس في جامعة إرزونا بمدينة توسان 1994م كنت من ضمن خمسة طلاب يمنيين في الجامعة.. أما معظم الطلاب العرب فهم من الخليج وأكثرهم من السعودية .. وبحْكم لغة الضاد والدم والدين والأرض التي تجمعنا بالأخوة في الخليج كنا نجتمع في فترة الراحة بين المحاضرات وأيضاٍ في المسجد المجاور للجامعة .. المهم كانت علاقتنا قوية وعميقة .. وعندما يطمئنون لنا كانوا يفضفضون ما بداخلهم من كبت وحرمان ديمقراطي رغم النغنغة المادية التي كانوا يحظون بها من حكومة العائلة المالكة.. ولن أنسى عندما جاء رجال الشرطة إلى قاعة المحاضرات بالجامعة وبصحبة الكلاب البوليسية يبحثون عن شباب سعوديين اغتصبوا شابة أمريكية جميلة جداٍ كنت أعرفها تماماٍ لأنها استقبلتني في المطار وأوصلتني الفندق ثم ساعدتني على إيجاد سكن بحكم عملها كمسؤولة اجتماعية في الجامعة واسمها ديانا ..وكنت أيضاٍ أعرف الشباب الذين اعتدوا عليها ولكنني لم أكن أعرف أنهم من الحرس الخاص بالملك فهد …!!¿
كثير من الشباب السعودي يأتون إلى بلاد العم سام وتفكيرهم لا يتعدى سراويلهم.. وبالمقابل هناك شباب سعودي رائع وممتاز وقد تعرفت على بعض من هؤلاء وجمعتني بهم علاقة أخوة ممتازة قامت علي الاحترام المتبادل .