اتهم مجلس الأمن تنظيم “داعش” وجبهة النصرة بارتكاب “جرائم خطيرة” في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق , وطالب بحماية المدنيين في المخيم.
ووصفت الدول الأعضاء في المجلس الوضع في المخيم بأنه “على درجة خطيرة من اللاإنسانية.”
وكان مسلحو تنظيم “داعش” قد بثوا شريط فيديو يظهر سيطرتهم على المخيم الذي يعيش الآن عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين.
وتحذر الأمم المتحدة من أن الغذاء والماء مفقودان في المخيم والأدوية شحيحة والناس محاصرون في منازلهم بينما تدور المعارك في الشوارع.
وتقول تقارير إن جبهة النصرة التي يعتقد بأنها تتبنى فكر تنظيم القاعدة ساعدت مسلحي تنظيم الدولة على دخول المخيم والسيطرة عليه.
وقالت دينا قعوار مندوبة الأردن والرئيس الحالي لمجلس الأمن :إن الدول الأعضاء “استنكرت بأقوى العبارات الجرائم الخطيرة التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة ضد 180 ألف مدني في المخيم.”
وأضافت :إن الأعضاء “يشددون على الحاجة لعدم ترك هذه الجرائم تمر دون عقاب.”
كما دعا الأعضاء حسب قعوار إلى “حماية المدنيين في المخيم لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة بما في ذلك تقديم المساعدة اللازمة لإنقاذ الحياة وتأمين مرور وإخلاء آمن للمدنيين.”
وقد تردت الأوضاع في المخيم منذ شن مسلحو “داعش” هجوما عليه في الأول من إبريل.
وقال بيير كراهينبول ممثل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” أونروا” في تقرير قدمه لمجلس الأمن :إن “الوضع ( في المخيم الواقع جنوب العاصمة السورية) أسوأ من أي وقت مضى”.
وقال المندوب الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور :إن إنقاذ اللاجئين الفلسطينيين هو أهم ما تقوم عليه سياسة حكومته.
فلسطينيون ومقاتلو الجيش السوري الحر المعارض يواجهون تنظيم “داعش” في المخيم.
وقال أحمد مجدلاني المسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية :إن وفدا فلسطينيا يتوجه إلى دمشق لمناقشة فتح ممر إنساني للمخيم مع الحكومة السورية وفصائل فلسطينية في سوريا.
ويقول مراقبون إن مسلحي تنظيم الدولة وجبهة النصرة يقاتلون جنبا إلى جنب في محاولة لدخول المخيم.
وأفادت تقارير بأن بضع مئات من سكان المخيم تمكنوا من مغادرته.
وكان مجدلاني قد قال قبيل مغادرته رام الله إلى سوريا أمس الأول إنه سيبحث في دمشق توفير الحماية للفلسطينيين في مخيم اليرموك.
وقال :إن تنظيم “داعش” يسعى “للسيطرة على مخيم اليرموك لتغيير الوضع العسكري واستخدامه نقطة انطلاق للهجوم على العاصمة السورية دمشق خاصة بسبب موقعه الإستراتيجي المهم”.
وأضاف: “لا نريد أن يتحول شعبنا إلى ضحية ودروع بشرية ويدفع الثمن في معركة ليس له فيها ناقة ولا بعير.”
يذكر أن مخيم اليرموك أقيم عام 1948م لإسكان اللاجئين الفلسطينيين الذين اضطروا لمغادرة مدنهم وقراهم الفلسطينية بعد إقامة دولة إسرائيل.
وقد بلغ عدد سكان المخيم 150 ألف نسمة قبل بدء النزاع المسلح في سوريا وكانت فيه مدارس ومساجد ومؤسسات حكومية.
وقد خضع المخيم للحصار منذ عام 2012م.
وتقول التقديرات إن حوالي 18 ألف فلسطيني يعيشون في المخيم.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا