ربما كان التساؤل الملح أمام القمة العربية التي ستنعقد في شرم الشيخ المصرية غدا عما إذا كان ثمة جديد تحمله هذه القمة , خاصة في ظل الظروف الاستثنائية الراهنة التي تعيشها دول المنطقة والتي تفرض تحديات خطيرة على حاضر ومستقبل الأمة.
وبالنظر إلى مخرجات القمم العربية المتتالية منذ تأسيس الجامعة وحتى الآن فإنها لم تلب الحد الأدنى من تطلعات شعوب هذه المنطقة حيث اكتفت جميعها بالحديث عن تعقيدات المشهد العربي في أوجهه المتعددة ودون أن تمتلك معالجات موضوعية تسد ثغرات التدهور المريع الذي أصاب الأمة جراء النزاعات الداخلية والقطرية وهدر الإمكانات والطاقات والمساهمة ــ دون إدراك ــ في جعل هذه الدول ساحة للتجاذبات الإقليمية والدولية.
ومن الواضح فإن غياب السياسات العربية الناجعة لحل مشكلات الأمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية فقد أدى ذلك إلى اتساع ظواهر الاختلالات في بنية المجتمعات العربية.. وبالتالي بروز جرائم التطرف والإرهاب وغيرها من الظواهر المخلة بالأمن المجتمعي داخل الأقطار العربية دون استثناء.
ومن باب التفاؤل فإن الجميع يأمل بأن تكون قمة شرم الشيخ محاولة جادة من القيادات العربية لاستحضار اللحظة التاريخية لانتشال الواقع العربي من اسر التحديات القائمة وإعادة التوازن إليها جراء ما أصابها من تدهور خطير يهدد الأمن الاستراتيجي العربي ,خاصة وان القمة تعقد في اكبر بلد عربي تعول عليه الأمة كثيرا في هذه المرحلة وفي ظل قيادة سياسية مصرية جديدة استطاعت خلال فترة وجيزة أن تضع حدا لحالة الفوضى والعبث السياسي الذي استبد بالمشهد المصري مؤخرا , فضلا عن قدرة هذه القيادة المصرية في حشد الدعم السياسي والاقتصادي الإقليمي والدولي في اتجاه تعزيز طريق المستقبل , الأمر الذي يجب أن تتبوأ مصر من خلال لعب دور حيوي ومؤثر على مستوى دول المنطقة التي باتت مركز صراع إقليميا ودوليا محموما منذ مطلع الألفية الجديدة.
وعلى الرغم من حالة التفاؤل هذه بدور مصر وإمكانية أن تخرج القمة برؤية مشتركة تجاه التحديات الراهنة إلا أن المشكلات المؤرقة سوف تلقي بظلالها السلبية على القادة العرب, لعل في طليعتها مستجدات التطورات الخطيرة على الساحة اليمنية وتداعيات استمرار الحرب في سوريا والعراق وليبيا وكذلك التوقف أمام التدخلات السافرة في شؤون الدول العربية ..وهي الملفات الأساسية التي تحظى بأولويات القمة وذلك بهدف خلق اصطفاف عربي قوي وموحد تجاه التعامل مع تلك التحديات بمسؤولية كبيرة ما لم فإن هذه القمة ستكون كسابقاتها مجرد مناسبة لتبويس اللحى وتبادل كلمات المجاملة وتناول أقداح القوة العربية ليس إلا!!
قد يعجبك ايضا