تعد حمامات المياه العلاجية الطبيعية المنتشرة في العديد من مناطق اليمن من أغنى الينابيع في كميات المياه الساخنة الكبريتية المخزنة في باطن الأرض وتحت صخورها, ومن أجود أنواع وسائل العلاج الطبيعي في العالم, هذه المياه التي تتدفق من باطن الأرض تلقائياٍ وبسبب ضغوط كبيرة بداخلها دون الحاجة لمضخات ميكانيكية أو كهربائية وتتمثل هذه المياه في الحمامات والينابيع الساخنة البخارية العلاجية الموجودة في أرجاء واسعة من أرض اليمن الحبيبة …. حيث اشتهرت اليمن منذ أقدم العصور بأنها موطن الحمامات الطبيعية التي يرتادها الزوار لغرض الاستجمام والعلاج كون مياهها الساخنة والحارة تنبع من جوف الأرض دون أن يتدخل الأنسان في سخونتها أو تحليلاتها العلاجية _ ولذلك فهي من صنع الخالق سبحانه وتعالى ومزودة بمختلف أنواع المحاليل التي تعالج الكثير من الأمراض التي يصاب بها الإنسان…
أهم الوجهات الرئيسية
وللوقوف على حقيقة فوائد الحمامات الطبيعية في بلادنا _ كانت زيارتنا لمنتجع وادي جارف السياحي بمديرية بلاد الروس _ محافظة صنعاء حيث وجدنا فيه غايتنا المنشودة فالحمامات البخارية الطبيعية المتنوعة التي أدخلت عليها التحسينات التي تليق بها وتجعلها جاهزة لاستضافة مرتاديها من مختلف المناطق وخصوصاٍ العاصمة القريبة من منطقة الحمامات, وبلاد الروس منطقة جبلية وإحدى أكبر مديريات محافظة صنعاء تقع بعد 30كم إلى الجنوب من العاصمة صنعاء على الطريق الرئيسي الذي يربط العاصمة / تعز وباقي المحافظات المرتبطة بالطريق…. والمركز الإداري لمديرية بلاد الروس / وعلان ـ وترتفع حوالي 1500م فوق مستوى سطح البحر تتمتع المديرية بمناخ دافئ خاصة في فصل الشتاء بسبب موقعها الساخن فوق منطقة ينابيع المياه الكبريتية والساخنة … كما تشتهر المديرية بوجود العديد من القرى التاريخية ذات المباني الحميرية العالمية والحصون الحضارية السامقة من بينها آل القصر وبيت الزبادي وخدار…. وحصن الدماج هو الأكثر أهمية في بلاد الروس ومديرية بلاد الروس غنية بالتربة الخصبة للزراعة خصوصاٍ على ضفاف وادي عشار الذي يرتبط مع وادي الشهر وسهام في محافظة الحديدة … وتنتج بلاد الروس محاصيل زراعية مختلفة أهمها البن والخضار والفواكه مثل اليوسفي والمانجو و الليمون واليقطين (الدباء) علاوة على أنواع الحبوب…
عن طريقة الشرب
أو الاغتسال
ـ وبلاد الروس ـ كما حدثنا أبناؤها, ومنهم الشيخ /محمد أحمد صالح عبده مديرية عام المنتجع السياحي بمنطقة جارف والأخ/ نصر منصور وازع مساعد مدير المجتمع هي أحد أهم الوجهات الرئيسية للسياحة العلاجية المحلية والدولية في اليمن حيث هناك العديد من الحمامات العلاجية الطبيعية في هذه المنطقة بيد أن أبرز المعالم السياحية الخاصة هو منتجع حمام جارف الطبيعي الذي يقع فوق إحدى الصخور بمنطقة وادي عشار والذي يتميز بمناظره الطبيعية الخلابة .. وتبعد منطقة حمام جارف عن الطريق العام بحوالي 12كم.
ويوجد في منطقة حمام جارف بئران من المياه الحارة وهما البئر رقم (1) والبئر رقم (2) واللذان تفصلهما عن بعضهما مسافة (500) متر فقط مع اختلاف نوعية المياه في كل منهما..!!
وكانت بعثة تونسية مكونة من عدد من الجيولوجيين بزيارة إلى حمام جارف في العام 1985م بغرض منطقة وقوع هذا الحمام ومحتويات مياهه .. وكانت النتيجة مذهلة .. حيث اكتشف هؤلاء العلماء أن مياه آبار هذا الحمام تحتوي على كميات من المعادن والعناصر الكيميائية المفيدة في مجال العلاج الطبيعي ولكن لمياه كل بئر عناصرها الفيزيائية والكيميائية المختلفة عن البئر الأخرى بالرغم من تقارب درجة حرارة مياهما والمقدرة بنحو 55.
وكمنتجع سياحي وعلاجي طبيعي يقصد الزوار حمام جارف للتداوي من آلام المفاصل الحادة “الروماتيزم” والأمراض الجلدية والسمنة ويتم ذلك إما عن طريق شرب مياهه أو الاغتسال بها..
مشروع المنتجع..
وكانت الحكومة قد قامت في العام 1987م ببناء أحواض مياه منفصلة خاصة بالرجال وآخر مماثلة للنساء كل على حدة مع بعض غرف الإقامة –كما يقول المختصون من القائمين على المنتجع والحمام..
ويواصل الأخ محمد أحمد صالح عبده القول بأنه في الوقت الراهن فإن منتجع جارف الحديث وحماماته يعتبر متنفساٍ طبيعياٍ آمناٍ تتوفر فيه كافة الخدمات الأساسية التي تمكن الزائرين من قضاء وقت أطول من المتعة والاستجمام في هذا المنتجع الرائع بعد أن أدخلت عليه مختلف وسائل الراحة والمتعة والاستشفاء..
ويعد هذا المشروع الاستثماري الحديث من أهم المشاريع في منطقة بلاد الروس ويتكون المبنى الأول من ثلاثة طوابق .. تم تخصيص الطابق الأرضي لأحواض المياه حيث يوجد فيه حوضان منفصلان لكل من الرجال والنساء بينما تم تقسيم الطابقين الثاني والثالث إلى أجنحة إقامة فخمة بطاقة استيعابية لعدد 10 أشخاص في كل جناح..
بالإضافة إلى قاعة اجتماعات مع 3 قاعات للاستراحة والمقيل وتوجد كذلك حديقة مائية خاصة بالأطفال وبقالة وكافتيريا للأطعمة الخفيفة والمشروبات ومزرعة فواكه ضخمة يمكن للزائرين التمتع فيها بطعامهم في الهواء الطلق تحت ظلال الأشجار ومناظر الخضرة الخلابة..
كما تم تنفيذ مشروع جديد لوحدات سكنية خاصة للزائرين ممن يرغبون في خصوصية أكثر حيث تحتوي كل وحدة على حوض ماء وغرف نوم وقاعة جلوس خاصة بها تحت سقف واحد..
أما المبنى الثاني فيتكون من دورين بإجمالي 43 شالية بطاقة إجمالية تستوعب كل شاليه 5 أشخاص‘ بالإضافة إلى حمامي سباحة أحدهما بأبعاد 12×6 أمتار والآخر 10×3 أمتار حيث يستخدم أحدهما لتبريد المياه التي يتم ضخها إلى الأحواض فيما بعد .. كما تم تجهيز المبنى أيضاٍ بخزان أرضي لحفظ المياه..
وهناك أيضاٍ في المبنى الثاني استراحة كبيرة مكونة من 4 أحواض ماء بطاقة استيعابية لعدد 10 أشخاص في كل حوض ويمكن حجزه بشكل فردي أو عائلي بالإضافة إلى وجود حمامات بخارية ومسابح عامة..
على أحدث طراز..
وحقيقة فلقد وجدنا في منتجع وحمام جارف السياحي العلاجي الطبيعي –على مدى يومين- متعة مفضلة وراحة استجمامية مفيدة خاصة مع وجود الهواء النقي الخالي من عوادم بيئة المدينة وزحامها وصخب ضجيجها المزعج حيث قضينا إجازة أسبوعية رائعة قل أن يجدها الإنسان إلا في أجمل المنتجعات العالمية الراقية..
ونقول قبل أن نودع جارف –الوادي المنتجع الحمام- فإن زيارة واحدة تكفي لأن يعاود المرء الرحيل إلى هذه المنطقة الجذابة بمناخها الدافئ وأجوائها الأخاذة ليتمتع بتلك المناظر الجميلة والأحواض المائية ذات الأنواع المختلفة في معدنها وكبريتها المفيدة للبدن المزيلة للأرق وآلام الظهر والركب والعضلات والإلتهابات الروماتيزيومية –خاصة وأن هذه الأحواض منسقة علمياٍ وطبياٍ داخل غرف الإقامة في دورين مبنيين على أحدث الطراز المعماري اليمني الجديد .. ولاشك أن الأسعار مناسبة لجميع فئات المجتمع ويستطيع أي مواطن تسليمها.
أما طباع وتعامل القائمين على هذا المرفق “المنتجع” الحيوي الهام –سواء المسئولين الإداريين والفنيين أو العمال والكوادر المساندة- ما يجعلنا نشيد بإدارة المنتجع وفي المقدمة الأخ محمد أحمد صالح عبده –المدير العام- والأخ نصر منصور وازع -المدير المساعد- ونشد على أيديهم لمزيد من التطوير والتحسين بما يجعل من جارف ووادي عشار منتجعاٍ سياحياٍ يرقى إلى مستوى العالمية.