سورية .. سنة خامسة حرب!

تدخل الحرب في سورية سنتها الخامسة دون أن تلوح في الأفق بوادر تسوية سياسية لإيقاف حمام الدم النازف من جسد السوريين الذي عطل قدرات الشعب وحشره في زوايا ضيقة من المعاناة وهدر الطاقات .
ومن المعروف أن الحرب المتواصلة والمدمرة في هذا البلد الشقيق قد تركت ظلالا كئيبة على مجمل الحياة وبخاصة في أوجهها الإنسانية حيث ملايين المشردين في دول الجوار الجغرافي فضلا عن ضعف أعداد هؤلاء النازحين إلى غير ديارهم.
وحسب التقارير الأممية فإن أكثر من 17 مليون طفل سوري يعانون من عدم الحصول على طعامهم وهناك الملايين ممن فقدوا مساكنهم أو مصادر أرزاقهم .
وتأتي وثالثة الاثافي ــ كما يقال ــ مؤكدة أن أكثر من مائتي ألف قتيل قد سقطوا في هذه الحرب العبثية.. ونحو مليون مصاب فضلا عن آلاف المختفيين في دوامة هذا الصراع .
ولاشك بأن إطالة أمد هذه الحرب المأساوية سوف ترتب أعباء إضافية على السوريين وشعوب المنطقة مالم تكن ثمة مبادرة حقيقة من كافة الأطراف الداخلية والخارجية للقبول بتسوية مرضية تعمل فورا على إيقاف هذا النزيف في الجسد السوري الذي يدخل عامه الخامس على التوالي بنفس الوتيرة من احتدام الصراع الذي لن يكون فيه منتصر مهما استبد بالنظام أو المعارضة نشوة النصر في استباحة دماء السوريين .
وفي هذا الصدد يرشح المراقبون بأن تكون تصريحات وزير الخارجية الامريكية الأخيرة بشأن التفاوض مع الرئيس الأسد لإيجاد حل عادل وشامل للقضية السورية ــ رغم انتقادات حلفاء واشنطن ــ أن تكون هذه التصريحات مؤشرا جديدا على تغيير السياسية الامريكية والاتجاه إلى نزع فتيل الحرب التي تقودها المنظمات الإرهابية بتعزيز وتيرة الأداء الدبلوماسي بما في ذلك كسر القوالب الجامدة التي تعاملت مع القضية السورية طيلة الفترة المنصرمة بنظرة أحادية الجانب تعتمد خيارات القوة لفرض واقع جديد داخل سورية مع الأسف الشديد .
وأخيرا فإن البعض وعلى الرغم من مشهد الاحتراب داخل هذا البلد بالنظر إلى امتداداتها الجغرافية مع العراق واتساع نطاق تداعياتها الخطيرة على الأمن الاستراتيجي العربي لايزال يعلق آمالا كبيرة على إمكانية أن يحمل العام الخامس من هذه الحرب العبثية خارطة لمحاصرتها على الأرض في ظل نظام إقليمي بدت ملامحه تتشكل رويدا رويدا .

قد يعجبك ايضا