صخور متساقطة تجبر (70) أسرة على إخلاء منازلهم

■المتضررون: وضعنا كارثي والجهات المعنية في مهب الريح

مأساة ومعاناة أبناء منطقة الشويع بمديرية بني سعد بمحافظة المحويت لا تختلف كثيراٍ عن مأساة وكارثة الظفير التي حظيت بدعم محلي وإقليمي منذ الوهلة الأولى من الكارثة بعكس ماهو حاصل في جبل القلح التي كانت وما زالت صخوره المتساقطة تشكل خطراٍ كبيراٍ على السكان فيها وبالرغم من ذلك لم تحظ مأساتهم باهتمام الجهات المعنية إلا من دور يتيم قام به الهلال الأحمر اليمني بمحافظة المحويت من خلال توزيع بعض الخيم للمتضررين.
أكثر من (70) أسرة يفترشون الأرض ويفتقدون أبسط سبل مقومات الحياة بعد أن تعرضت منازلهم وأراضيهم للدمار.
“الثورة” نزلت إلى الشارع والتقت أبناء القرية المتضررة وكذا المجلس المحلي فيها وخرجنا بالمحصلة التالية:
البداية كانت مع المواطن سعد أبكر من مواطني القرية يتحدث عن عمق المأساة التي تعيشها قرية الشويع ويقول: إن “70” أسرة هم أبناء القرية أصبحوا الآن في العراء ولا أحد يلتفت إلينا فالصخور من قمم الجبال أصبحت تتساقط بشكل يومي الأمر الذي جعلنا نضطر إلى المغادرة.
وأضاف: إن التساقط بدا ضعيفاٍ خلال الأسابيع الماضية ولكن مع بداية الشهر الحالي بدأت الكتل الكبيرة بالتساقط وإحداها سقطت في بركة القرية التي تدمرت بالكامل ومنعت بذلك أن تسحق الصخرة الكبيرة عدداٍ من المنازل في طريقها ومنذ ذلك الحين قررنا الخروج من منازلنا بعد أن أصبح البقاء فيها بالإضافة إلى ما نعانيه وأسرنا من هول الكارثة مخاطرة.
واختتم حديثه: حالياٍ نحن في العراء وللأسف الشديد أنه لم يلتفت إلينا أحد إلا الهلال الأحمر اليمني الذي قام بتوزيع بعض الخيام للمتضررين في الوقت الذي نستغرب فيه غياب دور المجلس المحلي بالمحافظة.
شعرنا بالخوف
أما الأخت أمة الرحيم  الولي فتقول: تركنا منازلنا مع سكان القرية وحالياٍ نقيم في خيمة لا توجد بها بطانيات الأمر الذي جعلني اضطر لخياطة شوالات الدقيق والقمح ليفترشها الأطفال وينامون عليها وللأسف أصيب أولادنا بالبرد ويحتاجون لنقلهم إلى الوحدة الصحية إلا أن ظروفنا في الوقت الحالي لا تجعلنا نستطيع مواجهة تكاليف العلاج.
وأضافت: ظللنا لفترة نسمع صوتاٍ ما يشبه “انفجارات” في الجبل ونسمع بعده أحجاراٍ تتساقط وتتدحرج في الجبل ولم نأبه لذلك في بداية الأمر ولكن وبعد وقت قصير كانت الصخور تصل متشظية إلى جوار المنازل وبدأ الناس يشعرون بالخوف حتى وقت سقوط صخرة كبيرة من أعلى قمة الجبل وسقطت في وسط بركة القرية والنساء يجلبن الماء الأمر الذي بث الرعب في قلوبهن فقرر أهالي القرية ترك منازلهم والنزوح إلى أماكن آمنة.
صخرة كبيرة
من جانبه تحدث الوالد أحمد حسين بالقول: جبل القلح أعلى جبال بني سعد وله سنوات يتفتت ولكن بشكل لا يدعو للقلق وخلال شهر مارس الحالي 2015م أصبح معدل تساقط الصخور منه كبيراٍ ويزداد يوماٍ بعد يوم وأول مرة تصل الصخور إلى القرية وتهدد المساكن بل ودمرت صخرة كبيرة بركة القرية وفيما لو كانت الصخرة استمرت في التدحرج لكانت سحقت منزلين من المنازل الشعبية التي يقيم بها سكان القرية.
ويضيف: الآن اصبحت القرية بلا ماء بعد تحطم بركة المياه ويضطر الأهالي إلى جلب المياه من الوادي على الرغم من بْعد المسافة ومشقة الطريق لذا أناشد أهل الخير والدولة سرعة مساعدتنا.
مساعدات محدودة
أما الأخ أحمد عباس عضو الهلال الأحمر اليمني بمحافظة المحويت قال: إن وصول المساعدات إلى القرية يتطلب جهوداٍ كبيرة نتيجة غياب الطريق المعبدة الأمر الذي لا يمكننا من بلوغ القرية سوى بالسيارات المرتفعة (الشاص).
وأضاف: قدم الهلال الأحمر اليمني بالمحويت مساعدات عاجلة لأهالي القرية بغرض الإيواء على شكل خيام بعد تخليهم عن منازلهم تحت تهديد الصخور المتساقطة.
وفي ذات السياق تحدث منسق برنامج الكوارث والاستجابات السريعة بالهلال الأحمر اليمني بمحافظة المحويت عبدالكريم الشاعر قائلاٍ: في البداية أوجه دعوة عبر صحيفتكم الغراء للمنظمات الإنسانية والسلطات المحلية للمبادرة في تقديم مساعدات عاجلة للأسر المتضررة من هذه الكارثة والذين مايزالون في أمس الحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
وأردف: إن الهلال الأحمر اليمني لا يمكنه وحده تقديم الكثير بل لابد من تضافر جهود الجميع وضرورة التنسيق مع المنظمات المهتمة بالتخفيف من آثار الكوارث سواء كانت محلية أو أممية.
وبدورها عقدت الجمعية العامة للهلال الأحمر اليمني في المحافظة اجتماعاٍ من خلاله تم الرفع بتقرير عاجل بالحالة الإنسانية للمتضررين والمساعدات الإنسانية المختلفة المطلوب تقديمها لهم.
وواصل حديثه بالقول: قام فريق ميداني من جمعية الهلال الأحمر اليمني بالمحويت  بزيارة المنطقة المنكوبة والاطلاع على الأضرار والخسائر الناجمة عن الانهيارات الصخرية والترابية في منطقة الشويع والتي أدت إلى تهدم عدد من المنازل ونزوح جماعي لأكثر من 70 أسرة كما التقى الفريق بقيادة السلطة المحلية وأعضاء المجلس المحلي بمديرية بني سعد وكذا الأهالي واستمعوا إلى شرح توضيحي حول أبرز الأضرار والخسائر التي تعرضت لها المنطقة بسبب الانهيارات الصخرية التي حدثت مطلع الشهر الحالي.
غياب أبسط المقومات
وبدوره تحدث عاقل القرية بالقول: إن ما تمر به القرية هو اختبار من الله سبحانه ويتوجب على السلطة المحلية الوقوف إلى جانب الأهالي في محنتهم هذه حيث اضطروا إلى النزوح عن منازلهم والإقامة في العراء وهم يفتقرون لأبسط مقومات الحياة.
ويضيف: لولا رحمة الله لكانت القرية سحقت بالأحجار المتساقطة ولكن تساقطها بشكل تدريجي نبه السكان ودفعهم للخروج من مساكنهم بعد أن وصلت شظايا بعض الصخور المتساقطة وضربت بعض المنازل.
وضع صعب
في إحدى الخيام يقبع عبده المهدلي مع أسرته المكونة من خمسة أطفال أصغرهم لم يتجاوز عامه الأول بعد تبدو أحوال الخيمة مزرية فبالكاد يبدو الفرش صالحاٍ للاستخدام والذي تحدث بقوله: وصلت بعد علمي بنزوح أهلي إلى خارج القرية حيث وأنا كنت متواجداٍ أثناءها في مقر عملي وحالياٍ كما ترى أسكن أنا وزوجتي وأطفالي ووالداي المسنان في خيمة واحدة نتقاسمها للأكل والشرب والنوم فالوضع صعب ولا يمكن البقاء هكذا لفترة طويلة.
ويضيف: اثنان من أطفالي أصيبا بالسعال وأحتاج الآن إلى السفر لمركز المديرية لمعاينتهم وهذا الأمر يتطلب مبلغ ألفي ريال أجور مواصلات ذهاباٍ وإياباٍ دون تكاليف العلاج لذا أناشد الدولة وأهل الخير للوقوف معي أنا وأبناء القرية في محنتنا هذه ليتسنى لنا العودة إلى منازلنا.
بحاجة للمساعدة
ومن جانبه يقول بشير الحاج فتيني  عبده: جميع الأسر بالكاد تجد القوت الضروري للاستمرار بالعيش في ظل الظروف الاعتيادية فكيف الحال وقد أصبحوا نازحين.
وأضاف: سكان قرية الشويع كما هو حال أبناء مديرية بني سعد يشكون بصورة دائمة من غياب المساعدة الغذائية خاصة نتيجة ضعف الدخول للأسر وهذه الكارثة التي حلت بأبناء القرية فاقمت من حجم الكارثة ومن خلال صحيفتكم أطالب فاعلي الخير بمد يد المساعدة لأهالي القرية وإعانتهم على تجاوز محنتهم خاصة وأن الكثير من عائلات أسر القرية إما جنود أو مزارعين أو ذوي مهن بسيطة.
إمكانات محدودة
وبدوره تحدث الأخ أحمد البكاري عضو المجلس المحلي بمديرية بني سعد بالقول: كارثة قرية الشويع تفوق إمكانات وقدرات المجلس المحلي بمديرية بني سعد إلى حد كبير وتحتاج حتى لما هو أكبر من قدرات السلطة المحلية بمحافظة المحويت.
وأضاف: في كارثة قرية الظفير بمحافظة صنعاء شهدنا تكاتفاٍ وطنياٍ وإقليمياٍ إلا أن الوضع هنا مختلف مع أبناء قرية الشويع فالبلد تعيش وضعاٍ اقتصادياٍ صعباٍ ولكن الحمد لله على كل حال حيث لم يسقط فيها ضحايا  باستثناء وضعهم الاقتصادي الصعب والهلال الأحمر مشكوراٍ قدم خياماٍ حتى اللحظة ولكن الكارثة كبيرة والوضع الإنساني قاسُ للغاية لذا نحن بحاجة لجهد وطني حقيقي يشترك فيه الجهاز الحكومي ورجال الخير.
واستطرد: المجلس المحلي سيعطي أيضاٍ أولوية لإصلاح الطريق الواصلة إلى القرية ورصها حيث سيتم توفير قطعة شق لإعادة تأهيل الطريق التي ستمثل شرياناٍ حيوياٍ وأساسياٍ لوصول أية مساعدات مرتقبة أما في ما يتعلق بعودة أهالي القرية إلى  منازلهم فهو مرهون بنزول فريق جيولوجي لتقييم حالة جبل القلح المطل على القرية وإعطاء تقرير حول مدى إمكانية عودة أهالي القرية إلى منازلهم أو ضرورة نقل مكان القرية وإعادة بناء مساكن لهم في حال ظل الجبل يهدد حياة السكان علماٍ بأنه سبق لنا وأن رفعنا تقريراٍ  خلال العام الماضي  طالبنا فيه بنزول فريق جيولوجي خلال الفترة الماضية بعد شكاوى عدة من الأهالي حول سماع أصوات مفزعة قادمة من قمة الجبل تنبئ عن تشققات وتساقط صخور على أطراف القرية بحسب إفادات السكان لكن التقرير وصل أدراج الجهات المعنية ولم ير النور إلى الآن فمتى ياترى سيقوم الفريق الجيولوجي بالنزول إلى القرية وتقييم الوضع فيها!

قد يعجبك ايضا