طبيب يمني يدعو السياسيين الى زيارة العيادة النفسية

قال نائب رئيس الجمعية اليمنية للعلوم العصبية والنفسية في اليمن الدكتور أحمد محمد مكي والاستشاري في الطب النفسي والعصبي :” إن الصراعات السياسية وعدم الاستقرار وحالات الفوضى والأزمات المتلاحقة تلعب دورا كبيرا في ازدياد الحالات النفسية في المجتمع .
وأشار إلى أن السياسيين وصناع القرار في اليمن هم بحاجة أيضا إلى مراجعة أطباء نفسانيين للتحرر من آلاف العقد التي باتت تسيطر على مستوى تفكيرهم وتجعلهم يجانبون الصواب..وهو ما تؤكده حالة التخبط ومرحلة اللااستقرار الذي تعيشه البلاد وغياب الرؤية المشتركة في الخروج بالبلاد إلى بر الأمان .
وشدد الدكتور مكي في حديثه لـ” تهامة سكاي ” على أهمية مراعاة الظروف الحرجة التي يعيشها المواطنون جراء الأزمات المتتالية وحالات الفقر الشديدة والتي أثرت سلبا على أوضاع الشعب صحيا ونفسيا وألحقت ضررا كبيرا على مستوى  الصحي والتربوي والاجتماعي لافتا إلى أن الوضع في اليمن يحتاج إلى مساندة وتكاتف كافة شرائح المجتمع للتغلب على الظواهر السلبية التي تساعد في ازدياد الحالات النفسية فيها .
وحث على أهمية التقارب والتعايش ومراعاة الضغوط النفسية للحالات الإنسانية والمرضى النفسانيين وبما يساعدهم في تجاوزها والتماثل للشفاء.
وقال: إن طب الصحة النفسية شبه مغيب على المستويين الرسمي والشعبي رغم أهمية  خاصة في مجتمع كمجتمعنا اليمني الذي بات يعاني الكثير من الضغوطات النفسية بسبب الأزمات المتلاحقة التي تعيشها البلاد ولا تزال في صراعات متتالية وحروب واضطرابات منذ سنوات عديدة .
وأشار الدكتور مكي الى القصور الواضح في البنى الأساسية للعمل الصحي عموما والمجال النفسي على وجه الخصوص والحاجة الملحة للتطوير هذا المجال وتوسيع خدمات العلاج النفسي والتوعية المجتمعية بأهميته لتحديد الحالات المرضية وتلقى الإرشادات النفسانية السليمة دون حرج وبما يسهم في إزاحة حالات التوتر والقلق والاضطرابات الاجتماعي وينعكس إيجابا على المجتمع واستقراره بشكل عام .
ولفت إلى أن نسبة الأطباء العاملين في مجال الصحة النفسية محدودة جدا وربما لا يتجاوز أعدادهم الأربعين أو الخمسين أخصائيا وكذا ندرة المراكز المتخصصة لمعالجة شيوع  الأمراض النفسية بما يمكن من تلبية أبسط الاحتياجات المتزايدة لمعالجة الحالات النفسية وتقديم ابسط الرعاية لهذه الحالات المتزايدة في البلاد على الأقل.
وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه العمل في معالجة الحالات النفسية تحدث الدكتور مكي بمرارة عما يعانيه هذا القطاع من الخدمات الطبية والإهمال الواضح ممن قبل المجتمع والدولة على حد سواء وما يعانيه المرضى من التهميش وتجنب الاحتكاك أو التعامل معهم من قبل المجتمع والوصمة التي يوصم بها المريض النفسي وهو ناتج قصور في الوعي الصحي في إدراك مدى أهمية التقارب والتعامل مع هذه الحالات بما يساعدهم على الشفاء وتجاوز هذه الحالة المرضية.. علاوة عن الصعوبات التي يواجهونها في شراء الدواء الجيد لارتفاع أسعاره وغياب الجهد الحكومي في توفيره بأسعار زهيدة تمكنهم من الحصول عليه إلى جانب ظاهرة تعاطي القات في اليمن وارتباطه بمضاعفة الحالات النفسية وغيرها من المعوقات التي تدفع المجتمع إلى التعامل بصورة سلبية مع الحالة المرضية والانصراف نحو الشعوذة وتجاهل الطب النفسي وما تتطلبه من قدرة عالية من الصبر والمصابرة للتماثل للشفاء موضحا أن هناك بعض الأمراض قد تحتاج إلى وقت طويل المدى مثلها مثل أمراض السكر وغيرها من الأمراض .
وكانت الأزمة التي مرت بها البلاد ولا تزال أدت إلى ازدياد كبير في الحالات المرضية وكان مستشفى الأمل للطب النفسي استقبل خلال عامي 2012-2013م أكثر من 200 ألف حالة وحسب تقارير فإن عدد حالات المرضى المصابين بأمراض نفسية في اليمن ارتفع خلال العامين الماضيين لتصل إلى أكثر من مليون مصاب.
بالإضافة إلى أن الأوضاع الاقتصادية كالفقر والبطالة وعدم وجود فرص عمل بالإضافة إلى الأسباب الاجتماعية كالمشكلات الأسرية والطلاق تؤثر في الحالات النفسية.

قد يعجبك ايضا