مراقبون وحقوقيون:الهوية الإيمانية منهج حياة اليمنيين وسلاح عزتهم وصمودهم

جاء رجب الأصب وتجسدت في معالمه جذور الهوية الإيمانية الأصيلة، شهر له وقع خاص في الواقع والشارع اليمني، فيه صنع التاريخ الإيماني وتحققت الحكمة اليمانية في أبرز ملامحها وصورها، بشكل يتطلب على اليمانيين اليوم تعزيز تلك الهوية والحفاظ عليها من براثن الحرب الناعمة:

الثورة / أسماء البزاز

الكاتبة والإعلامية وفاء الكبسي تقول: تأتي جمعة رجب لا كتاريخٍ في الذاكرة، بل كهويةٍ حية، وميثاقٍ إيماني، وجذوة وعيٍ متقدة في وجدان هذا الشعب، تذكّره بمن هو، ومن أين استمدّ نوره، وعلى أيّ خطٍّ أراد الله له أن يكون، وهي ذكرى دخول الإيمان إلى اليمن طوعًا لا قهرًا، وبصيرةً لا تقليدًا، حين احتضن اليمنيون رسالة السماء بقلوبٍ واعية، فكانوا – كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – قومًا أرقَّ أفئدةً وألين قلوبًا، لكنهم في الحق أصلبُ من الجبال.

وتابعت: الهوية الإيمانية ليست شعارًا يُرفع، ولا مناسبةً تُستحضر ثم تُنسى، بل هي منظومة قيم، وموقف، وسلوك، وبوصلة تحدد للإنسان أين يقف حين تختلط الصفوف ولهذا بالذات، كانت هذه الهوية هدفًا مباشرًا لأعداء الله من الصهاينة والأمريكان؛ لأنهم يدركون أن الأمة حين تعود إلى هويتها الإيمانية، تستحيل أمةً حرة، عصيّة على الهيمنة، غير قابلة للشراء أو التطويع.

وقالت : حين ننظر إلى حال السعودية اليوم، نرى مثالًا صارخًا على نتائج التفريط بالهوية الإيمانية أرض الحرمين التي كانت تُعرف بمرجعيتها الدينية، أصبحت ساحة مفتوحة للمجون، ومسارح للفساد، ومنصات لتطبيع العار، وانفلات أخلاقي ممنهج يُقدَّم كـ«تحديث» و«انفتاح».

مضيفة: تمّ مسخ الهوية، وتجفيف منابع القيم، وتحويل المجتمع من أمة رسالة إلى جمهور استهلاكي، تُدار ذائقته، ويُعاد تشكيل وعيه بما يخدم المشروع الأمريكي–الصهيوني، وما جرى هناك ليس حالةً معزولة، بل نموذج تحذيري لما يريده الأعداء لكل شعوب المنطقة، في المقابل، يقف اليمن – رغم الجراح والحصار – شاهدًا على أن التمسك بالهوية الإيمانية الذي هو سرّ الصمود والانتصار.

منهج قرآني

من ناحيته يقول الناشط الحقوقي محمد الرضي: شعبنا اليمني له في الهوية الإيمانية خصوصية في مستواها الايماني وفي تجسيد قيمها كالتزام عملي إنساني أخلاقي وفق منهج قرآني سليم وصحيح.

وتابع: ولأن لنا في الهوية الإيمانية ارتباطاً وثيقاً وعميقاً ومتجذراً وأصيلاً منذ فجر الإسلام وإلى يومنا هذا، لذلك نرى شعبنا شعباً مستهدفاً في هويته الإيمانية واليمنية لأنهم يرون التزام شعبنا العملي بها ونرى غيرنا من الشعوب المستغلة ممن فقدوا هويتهم الإسلامية كيف انجرفوا بعيدا عن إيمانهم وإسلامهم وهويتهم حتى العربية وذهبوا ليرقصوا خلف اليهود ويتعاونوا معهم ضد الإسلام والمسلمين، كيف ذهبوا للتمسك بقيم الغرب الكافر وتنصلوا عن مبادئ وقيم الإسلام والقرآن الذي يهدي للتي هي أقوم.

وأضاف الرضي: لقد أعاد السيد القائد- حفظه الله- إلى وعي شعبنا أهمية الهوية الإيمانية واليمنية، فقد كان حريصا على تعزيزها في النفوس، لأنه يدرك أهمية أن ينطلق شعبنا في كل حراكه وتعامله مع قضاياه الداخلية وقضايا الأمة.

مؤكدا أهمية تعزيز الهوية الإيمانية في نفوس الطلاب في المدارس والجامعات وكذلك نشر ثقافة الهوية الإيمانية في أوساط العامة في الإذاعات والتلفاز والإعلام الإلكتروني، فالوسط الإعلامي يعتبره العدو مجالاً مفتوحاً لبث سمومه وثقافته التي تستهدف الأمة وأجيال الأمة.

مصدر العزة:

سعاد الكحلاني- المنسقة الثقافية في الهيئة النسائية العامة تقول من جهتها: في ظلّ ما تتعرّض له بلادنا من حربٍ شاملة لم تقتصر على السلاح والاقتصاد، بل امتدّت لتستهدف الوعي والثقافة والانتماء، تبرز الهوية الإيمانية كخط الدفاع الأول، وكأهم عوامل الصمود والثبات.

مضيفة: أن الاستهداف اليوم موجّه بالدرجة الأولى إلى الإنسان، إلى قناعاته، وقيمه، ونظرته لنفسه ولأمته، في محاولةٍ لفصله عن جذوره الإيمانية واليمانية الأصيلة.

وقالت الكحلاني: الهوية الإيمانية ليست شعارًا يُرفع في المناسبات، ولا حالةً عاطفية مؤقتة، بل هي منظومة متكاملة من الإيمان والوعي والموقف والسلوك. فهي التي تصنع الإنسان الحرّ الذي يرفض الظلم، ولا يقبل بالهيمنة، ولا ينخدع بحملات التضليل مهما تعددت أساليبها وتلوّنت شعاراتها.

مبينة أن من أخطر أدوات الاستهداف اليوم الحرب الناعمة التي تُمارس عبر الإعلام والثقافة والتعليم، وتسعى إلى تطبيع الباطل، وتشويه القيم، وتقديم الانحراف على أنه تطوّر، والتبعية على أنها واقعية وهنا تتجلّى أهمية الإعلام الواعي، والتعليم الهادف، والخطاب الثقافي المسؤول، في حماية المجتمع من الانزلاق وفقدان البوصلة.

وتابعت: تقع مسؤولية تعزيز الهوية الإيمانية على الجميع دون استثناء. فالأسرة هي الحاضنة الأولى للقيم، ومن داخلها يُصاغ وعي الأجيال، والمدرسة والجامعة تصنعان العقل والمعرفة. والإعلام يؤثر في الاتجاهات والمواقف، والمجتمع، بتكافله وتعاونه، يحوّل الإيمان إلى ممارسة واقعية حاضرة في حياة الناس.

ثبات وصمود

أما الكاتب والناشط مجاهد أحمد راجح فيقول من جهته: استعادت اليمن هويتها الإيمانية من خلال توليها للقيادة الثورية الفذة المتمثلة بالعلم السيد عبدالملك الحوثي، والتي نالت من خلال توليها كل الاستحقاق الايماني الأصيل بإقامة الاحتفالات الجماهيرية العظيمة بذكرى جمعة رجب وبذكرى ميلاد الرسول الأعظم وذكرى الإسراء، وغزوة بدر، وإحياء كل الارتباطات الإسلامية التي تربط اليمنيين بنور الهدى المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وبأعلام الهدى من آل البيت- عليهم السلام- كالإمام الحسين عليه السلام والإمام زيد عليه السلام.

وقال راجح: منذ فجر الإسلام كان اليمنيون السباقين في اتباع نهج الهدى والتضحية في سبيل ما آمنوا به.

وأضاف: سنعزز من ترسيخ الهوية الإيمانية وسنتصدى لكل الحملات الغربية والصهيونية والتي تعمل جاهدة على طمس هويتنا بكافة وسائل الحرب الناعمة وإذهاب زكاء أنفسنا وقطع جذور الانتماء بماضينا المشرف بكل ملاحمه وبطولاته الإسلامية الممتلئ بالإيمان الكامل والمعزز بقوله صلى الله عليه وآله وسلم «لو سلك الناس واديا وسلك الأنصار واديا لسلكت وادي الأنصار».. ومن قال عنهم عليه الصلاة والسلام» يقلّون عند الطمع ويكثرون عند الفزع»، وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «الإيمان يمان والحكمة يمانية» وهذا امتدادا مترابط بقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (برز الإيمان كله للكفر كله)، حاكيا عن موقف الإمام علي- عليه السلام- عند منازلته لرأس الكفر عمرو بن عبدود العامري بغزوة الخندق.

وتابع: أهل اليمن في حاضرنا بكل قبائلها تحت راية قائدها العلم يمثلون البأس الشديد على خطى الإمام علي- عليه السلام- ونرى اليوم بعين اليقين، الإيمان كله وهو يبرز للشرك كله.

مضيفاً: يخوض اليمنيون ضد أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وأدواتها نزالا شرسا في البحار والمحيطات وينكسون رؤوس الشرك والطغيان ويغرقون بوارجهم الحربية وسفنهم، نصرة للقضية الإسلامية الأولى القضية الفلسطينية، في الوقت التي خنعت فيه وممالك إسلامية وسارعت للتطبيع.

قد يعجبك ايضا