البرنامج الوطني لإيواء المشردين غير المصحوبين يكتب أولى قصص النجاح بتخرج 25 شخصاً وتمكينهم اقتصادياً
الثورة / قضايا وناس
لم يمر عام على تدشين البرنامج الوطني لإيواء المشردين غير المصحوبين في العاصمة صنعاء، حتى كتبت هذه المبادرة الإنسانية فصلها الأول من النجاح: تخرج 25 من نزلاء المركز هذا الشهر بعد إعادة تأهيلهم وتماثلهم للشفاء، وتمكينهم اقتصادياً بمشاريع صغيرة، لضمان استقرارهم النفسي والأسري.
هذا الحدث ليس عادياً؛ بل هو تجسيد حي لقضية راسخة: إن الإنسان مهما بلغ به الضعف، أو سقط في قاع المعاناة، فإنه يظل جديراً بالحياة الكريمة، إذا ما توفرت له الرعاية الصادقة، والإدارة المسؤولة، والدعم المخلص.
ومن هذه البذرة الأولى للنجاح، نستعرض في هذا التقرير القصة الكاملة لهذا البرنامج الوطني، الذي حوَّل فلسفة “الكرامة الإنسانية كحق للجميع” إلى واقع ملموس، وخطة عمل متكاملة.
التأسيس: أبريل 2025 – بداية الرحلة
في أبريل 2025، انطلق البرنامج بخطة مرحلية واضحة، تستهدف في مرحلتها الأولى 100 حالة من أكثر الفئات ضعفاً وتهميشاً.
واستهدف البرنامج بشكل أساسي المرضى النفسيين والعقليين غير المصحوبين ممن يعيشون في الشارع دون رعاية أسرية.
نموذج الرعاية المتكامل
قصة النجاح الاولى التي كتبها البرنامج لم تكن صدفة، بل هي ثمرة نموذج رعاية متكامل صُمم بخبرة وإنسانية، ويتم تنفيذه بدقة ومتابعة.
الرعاية الصحية والنفسية:
وفق المختصين في البرنامج يبدأ المسار بالرعاية الصحية الجسدية كأولوية، لأن الجسد السليم هو المدخل للاستقرار. يلي ذلك برنامج نفسي واجتماعي مكثف، يعيد بناء الثقة ويعالج الصدمات.
وخلال الرعاية، يعمل فريق متخصص على تتبع الأسر وتقييم إمكانية إعادة الدمج الآمن، لأن الأسرة تظل الدعم الطبيعي الأول للإنسان.
التمكين الاقتصادي: ضمانة والكرامة
هنا يأتي الضمان لعدم العودة إلى الشارع.
البرنامج لا يقتصر على العلاج والتأهيل، بل يمنح مشاريع صغيرة ملموسة مثل:
أكشاك لبيع المأكولات الخفيفة بسطات الخضار والفواكه عربيات بيع متنقلة..
وقد تم تسليم هذه المشاريع لخمسة وعشرين متخرجا هذا الشهر وتحويل هؤلاء إلى منتجين وعائلين لأسرهم.
الرعاية اللاحقة
حسب المختصين البرنامج لا يقول “وداعاً” عند التخرج فهناك برنامج المتابعة الذي يمتد لأكثر من سنتين ويهدف إلى ضمان الاستقرار الدائم.
الحالات الخاصة: لا يُترك أحد
حتى في الحالات المستعصية علاجياً (والتي تشكل حوالي 10 %)، لا يتخلى البرنامج عن مسؤوليته، بل يعمل على تأهيل الأسر لتكون قادرة على رعاية ذويها.
من يدعم هذا النجاح؟
قصة النجاح هذه ما كانت لترى النور دون تحالف حقيقي بين مؤسسات الوطن: الهيئة العامة للزكاة: كداعم أساسي، مجسدةً بذلك القيم الدينية والاجتماعية في أبهى صورها والجهات الحكومية الشريكة: في نموذج نادر للتكامل بين القطاعات لخدمة قضية إنسانية واحدة.
وبالتأكيد فإن قصة الـ 25 متخرجاً من البرنامج هذا الشهر ليست نهاية المطاف، بل هي البوابة الأولى لقصة نجاح وطنية أوسع، قد نرى فصولها خلال الفترة القادمة.
