عند مشاهدة أحد المحلات الصغيرة سواء في الشوارع العامة أو الفرعية بداخلها سرير واحد وجدران مطلية باللون الأبيض بالإضافة إلى بعض الملصقات الطبية عليها فاعلم أنك بت قريبا من الخطر الذي قد يتسبب لك به من يعمل بداخل تلك الأماكن المسماة (عيادات الإسعافات الأولية) بسبب تجاوزه حدود عمله أقصد هنا من يطلق على نفسه طبيبا خيل له أنه يستطيع معالجة كل الحالات المرضية بنفس الأدوية المسكنة والمضادات الحيوية والنتائج في الغالب مؤسفة.
رحم الله امرءا عرف قدر نفسه هذا ما يجب أن يفهمه كل أصحاب عيادات الإسعاف الأولي حتى لا يعرض نفسه وغيره للأذى من خلال قيامه بمعالجة أي حالة تصل إليه ليصبح وبمحض إرادته الذاتية مخولا بتفسير نتائج الفحوصات والكشافات التلفزيونية وما يزيد الطين بلة تصديقه لكذبه ليقوم بعدها بصرف أدوية للمريض دون خوف ولسان حالهم يقول : لماذا الخوف إذا كان الرقيب يبحث عن رقيب¿
عيادات الموت الأولية, كما يطلق عليها البعض من الأطباء, لا تحتوي على أدوات صحية كافية حتى يتمكن المسؤول عنها من أداء عمله بصورة صحيحة, والعاملون فيها لا تخولهم شهاداتهم بوصف الأدوية للمرضى وتتوقف حدودهم عند ضرب الإبر والمجارحة ومعالجة الحالات المرضية البسيطة التي لم تتجاوز 24 ساعة من وقت المرض بل يجب عليهم تحويلهم لأقرب مشفى أو طبيب مختص, هذا ما يجب أن يحصل وحين مخالفة العاملين بتلك العيادات لذلك ينبغي أن يتم عقابهم فحياة الناس ليست لعبة بأيديهم إن لم يتم التصدي لهم فإن نسبة المتضررين من مجازفاتهم قد تزداد كما هو الحاصل حاليا في أقسام الطوارئ بالمستشفيات وهذا ما أكده لي أطباء مختصون في المستشفيات الحكومية والخاصة.
من المؤسف معرفة أن تلك العيادات ليست مرخصة, وهذا ما أكدته وزارة الصحة العامة والسكان وإدارة المنشآت الخاصة بالوزارة في تصريح سابق قالت فيه إنها لم تمنح أي ترخيص لأي عيادة إسعافات أولية كون هذا الأمر يمنعه القانون الخاص بالمنشآت الطبية ومنها منع منح أي ترخيص لمثل تلك العيادات داخل المدن وإنما في الأرياف فقط بشرط أن تتوفر فيها مواصفات خاصة ينص عليها القانون أهمها أن يكون طالب الترخيص حاصلا على شهادة في مجال التمريض ومتفرغا للعمل ولابد من توافر جهاز للتعقيم وهذا يعني أن العيادات المنتشرة في كل شوارع العاصمة وبقية المحافظات غير مرخصة وأن العمل فيها عشوائي وهذا ما يدفعنا للتساؤل: إذا كان من يعمل في عيادات الإسعافات الأولية غير مؤهل علميا ولا يمتلك الحق لمعاينة الحالات المرضية, وإذا كانت تلك المحلات لا تملك ترخيصا من قبل الجهات المختصة فلماذا تعمل في وضح النهار ولماذا لم يتم إغلاقها¿