قريبا◌ٍ‮.. ‬لقاح‮ (‬الروتا‮) ‬ضمن لقاحات التحصين الروتيني‮ ‬للأطفال



إعداد/ د‮. ‬محمد الدبعي
‬قريباٍ‮ ‬خلال الأشهر القادمة‮.. ‬سيدرج لقاح‮ (‬الروتا‮) ‬ضمن لقاحات التحصين الروتيني‮ ‬إذ‮ ‬يقي‮ ‬هذا اللقاح من الإصابة بفيروس‮ (‬الروتا‮) ‬الذي‮ ‬يسبب الإسهال الشديد المؤدي‮ ‬إلى الجفاف لدى الأطفال‮.‬
فعلى مستوى العالم‮ ‬يشكل هذا المرض أحد أهم الأسباب المؤدية للوفاة عند الأطفال‮ ‬ومن بين كل الأمراض المسببة للإسهال‮ ‬يتفرد فيروس‮ (‬الروتا‮) ‬بمسؤوليته في‮ ‬اليمن عن أكثر من‮ (٠٤‬٪‮) ‬من حالات الإسهال‮ ‬بل ويعتبر فيها مسؤولاٍ‮ ‬عن وفاة ما‮ ‬يزيد على‮ (٥ ‬آلاف‮) ‬طفل سنوياٍ‮.‬
وبانضمام اللقاح الجديد‮ ‬ستكون‮ (٠١) ‬من أمراض الطفولة القاتلة مستهدفة بالتطعيم في‮ ‬اليمن من أجل تأمين حماية كافية للأطفال من الإصابة بها‮ ‬وتضم إلى جانب مرض‮ (‬الروتا‮) ‬الفيروس أمراض‮ (‬السل‮ ‬شلل الأطفال‮ ‬الحصبة‮ ‬الكزاز الوليدي‮ ‬الخناق‮ ‬السعال الديكي‮ ‬التهاب الكبد البائي‮ ‬المستدمية النزلية‮ »‬ب‮«‬‮ ‬المكورات الرئوية‮) ‬وهي‮ ‬خطيرة ليست بالهينة على الاطلاق‮.‬
ليس من قبيل المبالغة أو التهويل‮ ‬بل حقيقة دامغة‮ ‬لذلك من المجحف جداٍ‮ ‬ترك الأطفال عرضة للإصابة بها بمنعهم من التحصين الروتيني‮ ‬الاعتيادي‮ ‬الذي‮ ‬تقدمه المرافق الصحية بالمجان للأطفال دون العام والنصف من العمر‮ ‬درءاٍ‮ ‬للخطر الذي‮ ‬يلجم عنها الموقع بالمصابين أشد المعاناة‮ ‬وأسوأها‮ – ‬إن لم تؤد إلى الوفاة‮ – ‬الإعاقة الدائمة التي‮ ‬لا تبرأ في‮ ‬الغالب ولا‮ ‬يمكن شفاؤها لأي‮ ‬من أجهزة الجسم الحيوية‮ (‬كالجهاز العصبي‮ ‬القلب‮ ‬الرئتين‮ ‬الكليتين‮ ‬الكبد‮.. ‬إلخ‮).‬
فيما‮ ‬يقضي‮ ‬نحو‮ (٠١ ‬ملايين‮) ‬طفل نحبه سنوياٍ‮ – ‬ووفقاٍ‮ ‬للإحصاءات‮ – ‬ربعهم بما‮ ‬يمثل‮ (‬2‭.‬5‮ ‬مليون‮) ‬تقريباٍ‮ ‬يموتون بأمراض‮ ‬يمكن الوقاية منها إذا أعطوا لقاحات التطعيم في‮ ‬الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة‮.‬
وبالمقابل فإن نصف وفيات الأطفال الناجمة عن السعال الديكي‮ ‬وربع الوفيات الناجمة عن الحصبة تحدث قبل انتهاء إتمام العام الأول من العمر‮.‬
لقد أثبت التحصين بأنه أداة ناجعة في‮ ‬السيطرة والقضاء على الأمراض المعدية التي‮ ‬تهدد الحياة‮ ‬ففي‮ ‬كل عام‮ ‬يقي‮ ‬من حدوث حوالي‮ (٢- ٣ ‬ملايين‮) ‬حالة وفاة في‮ ‬جميع أنحاء العالم‮.‬
وعلى مستوى إقليم شرق البحر المتوسط التي‮ ‬تقع اليمن في‮ ‬كنفه تفيد معلومات صادرة عن منظمة الحصبة العالمية بأن نسبة خفض الوفيات الناجمة عن الحصبة بلغت بين أعوام‮ ‬2000‮-‬2007م نحو‮ ‬90٪‮ ‬وبالتالي‮ ‬سبق هذا ما كان مقررا تحقيقه بثلاث سنوات في‮ ‬حين العديد من البلدان اقتربت من تحقيق هدف القضاء على داء الحصبة وقد حصل أكثر من‮ ‬400‮ ‬مليون شخص في‮ ‬إقليم شرق البحر المتوسط على لقاح الحصبة على إثر حملات واسعة النطاق امتدت بين أعوام‮ ‬1997‮-‬2010م‮.‬
وعلى الرغم من التقدم المحرز بتحصين المزيد من الأطفال على مدى العقد الماضي‮ ‬تشير تقارير منظمة الصحة العالمية في‮ ‬سياق بيانها للواقع إلى أن الوصول العادل للقاحات لم‮ ‬يتحقق حتى الآن ففي‮ ‬كل‮ ‬يوم لا‮ ‬يحصل نحو‮ ‬4500‮ ‬طفل رضيع في‮ ‬إقليمي‮ ‬شرق البحر المتوسط على التحصينات الروتينية الكاملة المقرر إعطاؤها في‮ ‬العام الأول من حياتهم بينما‮ ‬1‭.‬5‮-‬1‭.‬8‮ ‬مليون طفل لم‮ ‬يحصلوا في‮ ‬العام‮ ‬2010م على التطعيم الثلاثي‮ ‬المضاد لثلاثة أمراض هي‮ ‬الخناق والسعال الديكي‮ ‬والكزاز‮.‬
ويقدر بأن حوالي‮ ‬90٪‮ ‬من هؤلاء الأطفال‮ ‬غير المحصنين تماما‮ ‬يعيشون في‮ ‬7‮ ‬دول تعد من ذي‮ ‬الدخل المنخفض والبنية التحتية الصحية الضعيفة والتضاريس الجغرافية الصعبة وتتسم بالصراع الداخلي‮ ‬لذلك دعت منظمة الصحة العالمية من جانبها إلى ضرورة إيجاد وسائل مبتكرة للوصول إلى هذه الفئات المعرضة للخطر والتي‮ ‬يصعب الوصول إليها‮.‬
وفي‮ ‬تقرير صادر عن البرنامج الوطني‮ ‬للتحصين الموسع بوزارة الصحة بدأ التحصين الروتيني‮ ‬باليمن عام‮ ‬1977م ضد ستة أمراض قاتلة هي‮: »‬السل‮ ‬والشلل‮ ‬والحصبة‮ ‬والكزاز‮ ‬والخناق‮ ‬والسعال‮ ‬الديكي‮«‬‮ ‬ورافقته خلال العقد الأول ومطلع العقد الثاني‮ ‬من هذا القرن تطورات كثيرة شملت‮:‬
تحقيق بسبب تغطية عالية للتحصين في‮ ‬اليمن بلغت منذ عام‮ ‬2005م إلى عام‮ ‬2010م أكثر من‮ ‬85٪‮ ‬للجرعة الثالثة من لقاحي‮ ‬الشلل والخماسي‮.‬
في‮ ‬عام‮ ‬2011م وبسبب الأزمة التي‮ ‬مرت بها البلاد انخفضت نسب التغطية باللقاحات إلى‮ ‬81٪‮ ‬واعتبر ذلك إنجازا في‮ ‬ظل تلك الظروف العصيبة عززته الجهود الإضافية التي‮ ‬بذلتها وزارة الصحة وجميع العاملين فيها على مختلف المستويات وخاصة تلك التي‮ ‬بذلها العاملون الصحيون وكذا الدعم الإضافي‮ ‬الفني‮ ‬والمالي‮ ‬لمنظمتي‮ ‬الصحة العالمية واليونيسف والشركاء الآخرين‮.‬
الحفاظ على خلو اليمن من مرض شلل الأطفال منذ عام‮ ‬2006م من خلال التطعيم الروتيني‮ ‬والحملات العالية التغطية‮ ‬وقد أقرت منظمة الصحة العالمية خلال شهر إبريل‮ ‬2009م التقرير النهائي‮ ‬لليمن عن استئصال شلل الأطفال ومن خلاله أقرت منظمة الصحة العالمية خلو اليمن من هذا المرض‮.‬
نفذت اليمن خلال شهري‮ ‬مارس وأبريل‮ ‬2012م‮ ‬حملة وطنية للتحصين ضد مرض الحصبة‮ ‬طعمت خلالها تقريباٍ‮ ‬أكثر من‮ (‬7‭.‬5‮ ‬ميلون‮) ‬من الأطفال من عمر‮ (‬6‮ ‬أشهر‮ – ‬10‮ ‬سنوات‮) ‬سعياٍ‮ ‬في‮ ‬التصدي‮ ‬لوباء مرض الحصبة الذي‮ ‬أصاب أكثر من‮ (‬4آلاف‮) ‬طفل وحصد أرواح أكثر من‮ (‬170‮) ‬طفلاٍ‮ ‬خلال الفترة من أكتوبر‮ ‬2011م‮ ‬وحتى أبريل‮ ‬2012م‮ ‬ونتيجة لهذه الحملة انخفضت حالات الإصابة بالحصبة بشكل كبير ولم تسجل أي‮ ‬حالات وفاة جديدة بالمرض‮.‬
‮> ‬التوسع بالتحصين ليشمل لقاح التهاب الكبد البائي‮ (‬Hepatitis B‮) ‬منذ عام‮ ‬1999م‮ ‬إذ كانت اليمن من ضمن الدول العالية الانتشار بالنسبة لفيروس الكبد البائي‮ ‬المصنف بأنه المسرطن الثاني‮ ‬بعد التدخين‮.‬
‮> ‬إدخال لقاح المستدمية النزلية‮ »‬ب‮« ‬في‮ ‬مارس‮ ‬2005م‮ ‬ضمن اللقاح الخماسي‮ ‬الذي‮ ‬جمع إلى جانب اللقاح الثلاثي‮ ‬لقاحي‮ ‬الكبد البائي‮ ‬والمستدمية النزلية‮ »‬ب‮« ‬تمكن في‮ ‬أنه‮ ‬يقي‮ ‬من التهاب السحايا والدماغ‮ ‬والالتهابات الرئوية والتهابات الجهاز التنفسي‮ ‬التي‮ ‬تعتبر السبب الثاني‮ ‬للوفاء عند الأطفال دون الخامسة من العمر‮.‬
‮> ‬في‮ ‬يناير عام‮ ‬2011م‮ ‬قامت وزارة الصحة بالتعاون مع حلف اللقاح العالمي‮ (‬GAVi‮) ‬ومنظمتي‮ ‬الصحة العالمية‮ (‬WHO‮) ‬واليونيسف‮ (‬UNICEF‮) ‬بإدخال لقاح المكورات الرئوية ضمن برنامج التحصين الموسع ليْعطي‮ ‬كما بقية اللقاحات مجاناٍ‮ ‬في‮ ‬كافة المرافق الصحية وعبر الفرق المتحركه في‮ ‬الأنشطة الإيطالية‮.‬
حيث تعد جراثيم المكورات الرئوية مسؤولة عن معظم الالتهابات الرئوية والتنفسية والتهابات السحايا وتجرثم الدم عند الأطفال دون الخامسة من العمر‮ ‬وهي‮ ‬من الأمراض الأساسية التي‮ ‬تؤدي‮ ‬بحياة الأطفال أو تسبب العجز والإعاقة لديهم‮ ‬كما أنها مسؤولة عن نحو‮ (‬7‮)‬٪‮ ‬من وفيات الأطفال دون الخمسة أعوام في‮ ‬اليمن‮ ‬أي‮ ‬أن لقاح المكورات‮ ‬يقي‮ ‬أكثر من‮ (‬4‮ ‬آلاف‮) ‬وفاة سنوياٍ‮ ‬بين الأطفال دون الخامسة من العمر‮.‬

‮> ‬المركز الوطني‮ ‬للتثقيف والإعلام الصحي‮ ‬والسكان بوزارة الصحة العامة والسكان

قد يعجبك ايضا