ضيق النفس والتهابات الرئة مؤشرات لثقب في الحاجز بين الأذينين


● أمراض القلب كثيرة ومتعددة وتختلف أعراضها وطرق تشخيصها لكنها تتفق في إمكانية العلاج عند الفحص المبكر, وفي مرض ثقب الحاجز بين الأذينين في القلب يغيب على الوالدين بعض العلامات التي تظهر لدى الأطفال المصابين بهذا العيب الخلقي والتي تكون بمثابة جرس يدق ناقوس الخطر ..وبسبب تدني الوعي الصحي يرافق المرض الطفل ويكبر معه ولا يلتفت للحالة بعين الاهتمام إلا حين تشتد الأعراض وتصبح معاناة تفقد الطفل ابتسامته .. ولمزيد من تسليط الضوء على هذا المرض يحدثنا الدكتور أحمد الارحبي استشاري القلب والقسطرة القلبية زميل كلية أطباء القلب الأمريكية عن هذا المرض وطرق التشخيص والعلاج.

_ما هو ثقب الحاجز بين الأذينين¿
_افات القلب الولادية او الخلقية متعددة ومنها ما يصاحبه حدوث ازرقاق للمولود او بدون حدوث ازرقاق مصاحب له مع العلم أن معدل العيوب الخلقية 1% من الأطفال المواليد . وهنا سنتطرق الى نوع من انواع الافات الولاديه وهو ثقب الجدار الفاصل بين الاذينين ( ASD )
ثقب الحاجز بين الأْذينين هو أحد أمراض القلب الخلقية التي يولد بها الطفل. و هو عبارة عن ثقب ( فتحة صغيرة ) في الجدار العضلي الفاصل بين الأذين الأيمن و الأذين الأيسر للقلب و يمثل الثقب بين الأذينين حوالي 13% من مجموع العيوب الخلقية التي تصيب القلب.
في أغلب الحالات يتم التشخيص و العلاج بنجاح دون الوصول إلى مضاعفات. و لازال سبب حدوث المرض غير معروف حتى الآن فهو يحدث نتيجة عيب خلقي يحدث أثناء نمو الجنين. و هو أكثر انتشارا في الأطفال الإناث عن الذكور.و يختلف حجم و مكان الثقب في الحاجز بين الأذينين من حالة إلى أخرى. فقد يكون حجمه صغيرا أو كبيرا. و قد يكون في أعلى الحاجز بين الأذينين أو في منتصف الحاجز أو أسفل الحاجز.

صوت مميز
_ ماذا يحدث في حالة الثقب بين الأذينين¿
_ في حالة وجود ثقب بين الأذينين فإن جزءا من الدم المحتوي على الأكسجين الموجود في الأذين الأيسر ينتقل خلال الفتحة الموجودة في الجدار الفاصل بين الأذينين إلى الأذين الأيمن. و بذلك يختلط مع الدم غير المحتوي على الأكسجين الموجود في الأذين الأيسر و يؤدي إلى زيادة كمية الدم التي تنتقل إلى الرئتين.
_ ماهي أعراض و تشخيص ثقب الحاجز بين الأذينين

عادة عندما يكون حجم الثقب بين الأذينين صغيرا فلا تظهر على الطفل أي أعراض و يتم اكتشاف المرض بواسطة الطبيب أثناء الكشف الطبي الروتيني للطفل. يسمع الطبيب أثناء الكشف بالسماعة على القلب صوتا مميزا يسمى (لغط).لكن في بعض الحالات قد تظهر الأعراض الآتية:
نقص شهية الطفل ( قلة طعام الطفل سواء الطعام الخارجي أو الرضاعة ).
عدم زيادة نمو الطفل الزيادة الطبيعية المناسبة لعمره.

ضيق التنفس
بعض المشاكل بالرئة مثل الالتهاب الرئوي.وإذا لم يتم علاج المرض و كان حجم الثقب كبير فإن حالة الطفل قد تزداد سوءا حيث تزداد مضاعفات المرض و يصاب الطفل بزيادة الضغط الرئوي مما يؤدي إلى:

الإغماء.
ضيق التنفس.
ألم بالصدر.
ازرقاق الجلد Cyanosis و الذي يشير إلى عدم وصول الأكسجين بالقدر الكافي إلى الأنسجة.

موجات فوق صوتية
_ كيف تشخصون المرض ¿
_ في أغلب الحالات لا يتم تشخيص المرض في المرحلة الأولى من عمر الطفل على عكس بعض الأمراض الخلقية الأخرى للقلب مثل ثقب الحاجز بين البطينين مثلا. و يرجع ذلك إلى أن صوت اللغط الذي يسمعه الطبيب بالسماعة يكون عادة منخفضا و لا يتم سماعه بسهولة.
و يتم تشخيص المرض من خلال بعض الفحوصات التي تتمثل في:
أشعة موجات فوق صوتية على القلب : تبين صورة القلب و مجرى الدم خلال غرف القلب. و تعتبر وسيلة التشخيص الأولى للمرض.
أشعة سينية على الصدر : تبين حجم القلب و إذا كان هناك احتقان بالرئة.
تخطيط القلب الكهربي يسجل النشاط الكهربي للقلب و يبين زيادة العبء على الجزء الأيمن من القلب
_ ماهو العلاج ثقب الحاجز بين الأذينين وهل يغلق الثقب تلقائيا مع الايام¿
يعتمد علاج ثقب الحاجز بين الأذينين على عدة عوامل و هي:

حجم الثقب.
مكان الثقب ( علوي في المنتصف أو سفلي ).
عمر الطفل.
حدة المرض.
إذا كان حجم الثقب صغيرا و لا يسبب أي أعراض للطفل فغالبا ينغلق تلقائيا دون الحاجة إلى الجراحة خلال السنة الأولى من عمر الطفل. و يحتاج الطفل فقط المتابعة المستمرة مع الطبيب لتقييم الحالة. أما إذا كان حجم الثقب كبيرا فعادة لا ينغلق تلقائيا و يحتاج للعلاج الجراحيهناك طريقتان للعلاج الجراحي:
القسطرة القلبية
يتم إدخال أنبوبة رفيعة مرنة ( قسطرة ) من خلال وعاء دموي موجود بالساق و يؤدي هذا الوعاء الدموي إلى القلب. ثم يتم وضع رقعة خاصة في الثقب الموجود في الحاجز بين الأذينين.
غالبا يقضي الطفل يوما واحدا بالمستشفى بعد إجراء القسطرة القلبية. ثم يعود إلى المنزل و يلزم الفراش لمدة أسبوع دون القيام بأي مجهود . و يعود لممارسةحياته الطبيعية بعد ذلك. و قد يحتاج الطفل تناول بعض الأدوية لعدة شهور بعد القسطرة القلبية لتجنب تكون أي جلطات.

جراحة القلب المفتوح:
يتم عمل شق ( فتح ) جراحي بالصدر. و يتم وضع الطفل على جهاز قلب صناعي خلال العملية الجراحية. ثم يتم إغلاق الثقب إما مباشرة بالخياطة أو الاستعانة برقعة و خياطتها لغلق الثقب.
يبقى الطفل بضعة أيام قليلة بالمستشفى للاطمئنان من عدم وجود أي مضاعفات و الاطمئنان على الشق الجراحي الموجود بالصدر. و يتم متابعة الطفل و التأكد من عدم وجود أي مشاكل. مثل: صعوبة في التنفس عدم الأكل ارتفاع درجة الحرارة احمرار أو خروج صديد من مكان الشق الجراحي.
أغلب الحالات تتماثل للشفاء دون التعرض لأي مشاكل. فقط تحتاج لبعض الزيارات للطبيب لمتابعة حالة الطفل و إجراء أشعة موجات صوتية على القلب للتأكد من انغلاق الثقب و نجاح الجراحة.
بعد الجراحة ( القسطرة أو القلب المفتوح ):
يجب عدم التهاون و إعطاء الطفل المضادات الحيوية خلال 6 شهور من جراحة غلق ثقب الحاجز بين الأذينين ( سواء عن طريق القسطرة أو عملية القلب المفتوح ) في الحالات الآتية:

إصابة الطفل بأي التهاب بكتيري.
تعرض الطفل لأي جراحة و لو بسيطة.
الفحص الروتيني لأسنان الطفل لدى طبيب الأسنان أو أي مشكلة و لو بسيطة بأسنان الطفل.
و ذلك لتجنب انتشار البكتريا و وصولها للقلب و الإصابة بالتهاب الشغاف Infective Endocarditis .
و يجب متابعة الطفل و التوجه للطبيب فورا في الحالات الآتية:
ازرقاق الجلد في منطقة الشفاه و حول الفم و اللسان.
فقدان الشهية و صعوبة في تناول الطعام.
عدم زيادة أو نقص الوزن.
ارتفاع درجة حرارة الطفل دون وجود سبب واضح.
زيادة الألم مكان الشق الجراحي بالصدر.
خروج صديد من مكان الشق الجراحي الصدر.

قد يعجبك ايضا