–
فيلم «صيد السلمون \ اليمن» سابع أكثر الأفلام مشاهدة \ دور العرض \ أمريكا
احتل فيلم “صيد السلمون في اليمن” الذي يشارك في بطولته الممثل المصري عمرو واكد إلى جانب ايوان ماكغريغور وايملي بلونت المركز السابع في شباك التذاكر الاميركية.
وعبر ماكغريغور عن إعجابه بموهبة عمرو مشيراٍ الى سعادته بهذه التجربة التي جمعتهما.
وينافس فيلم صيد السلمون في اليمن في “البوكس الأوفيس” الأميركي الذي صور في المغرب.
وتدور أحداث الفيلم الذي يحتل المرتبة السابعة في شباك تذاكر قاعات السينما بأميركا حول الشيخ محمود اليمني المهووس بأسماك السلمون فيطلب من عالم بريطاني إجراء تجربة عن نقلها إلى صحراء اليمن ليتكاثر بإحدى مزارع تربية الأسماك أو البحيرات الموجودة هْناك وهو ما قد يؤدي لطفرة بتلك المنطقة.
ويجسد المصري عمرو واكد دور الشيخ اليمني أمام ماكريجور في دور العالم البريطاني وإيملي بلونت التي تجسد شخصية مسؤولة من الحكومة البريطانية لمتابعة التجربة.
تقرير ومتابعة/محمدعبدالسلام
ويعتبر الفيلم وسيلة لتغيير وجهة نظرة العالم لليمن التي اتسمت فقط بمصدر للارهاب وتنظيم القاعدة وخطف السياح والنزاعات القبلية والحروب العبثية التي كان يخوضها النظام تارة باسم المتمردين وتارة بحجة مكافحة الارهاب دون النظر الى مطالب الشعب التي يعاني منها والفقر والجهل اللذان مارسهما النظام كمعين له في إدارة البلاد الى جانب بيع ثروات اليمن للدول المجاورة القريبة منها والبعيدة حتى البحر اصبح مستباحاٍ لكل طالب رزق ليحرم صاحب الأرض والأحق بهذه الثروات من الاستفادة منها ليخفف من وطأة الفقر ويستغني عن المعونات التي تقدم له كصدقة لا يرى منها الا الأخبار ولا يراها واقعا على الأرض وفي معظمها كانت تعطى مقابل تنازلات من اجل مزيد من الانتهاكات ونهب لخيرات هذا الشعب …تنبه العالم الى ما يخبيه هذا الوطن من خيرات وتغافلها القائمون على إدارة البلد فصنعوا منها قصة يتابعها الملايين ولم يتابعها أو يتنبه لها صاحب الحق لانشغاله في إزاحة من استباحوا وانتهكوا حرماته واكلوا خيراته …
لم يكن أي روائي طموح يود أن يكون في وضع الكاتب بول تورداي الذي نْشرت أول رواية له في مجلة نسائية عام 1965 ثم ظل طيلة أربعة عقود بعيدا عن تقديم إبداع حقيقي باستثناء عمل أو عملين خلال كل هذه الفترة الطويلة. وكانت النظرية القائلة بأن وصوله إلى سن الستين من شأنه إشعال طموحه الأدبي نظرية سخيفة وعبثية لا يوازيها من حيث السخف والعبثية سوى السعي لصيد سمك السلمون في اليمن.
في الحقيقة خرجت رواية «صيد السلمون في اليمن» بحسب صحيفة الديلي تلغراف البريطانية إلى النور عام 2007م ولقد أنتج فيلماٍ سينمائياٍ يحمل هذا الاسم من بطولة يوان ماكغريغور وإميلي بلانت ينتظر أن يعرض في دور السينما. ومنذ ذلك الحين أي 2007م وقبل مطلع كل عام جديد كانت تطل رواية جديدة لتورداي مفعمة بالحيوية والنشاط وكان آخر هذه الروايات رواية «إرث هارتليبول هول» التي تدور أحداثها مثلها مثل العديد من رواياته في بيئة مولده بمقاطعة نورثمبرلاند بأقصى شمال شرقي إنجلترا.
تورداي الذي عمل معظم سنوات حياته في قطاع الهندسة يقول عن تجربته: «عندما تصل لأواخر الخمسينات من عمرك تبدأ تدرك أن أي شخص آخر أصغر سنا وأكثر ذكاء منك ولذلك حان الوقت للمضي قدما. ولقد قلت لنفسي: سأقوم بمحاولة أخرى وحيدة وإذا لم يظهر أي شخص أي اهتمام بما حاولته فستكون هذه هي الأخيرة».
لقد توصل تورداي إلى هذه الفكرة الغريبة التي شهدت أول نجاح له خلال أحد لقاءات رجال الأعمال وعن ذلك يشرح: «كنت أسافر كثيرا إلى منطقة الشرق الأوسط وكنت أساعد في إنشاء مؤسسة خيرية لها علاقة بتحسين حال بعض الأنهار المحلية. وبالمناسبة أنا من عشاق صيد الأسماك. وفي واحد من تلك الاجتماعات وبينما كنت لا ألقي بالا للنقاش الدائر خطرت ببالي تلك الفكرة: صيد الأسماك في الصحراء. وقلت لنفسي سيكون شيئا جيدا لو أقدمت على تأليف كتاب يتعاطى بأسلوب الكناية عن تحاشي التورط في الشرق الأوسط».
بدأ تورداي الكتابة حول هذه الفكرة بدايةٍ في شكل رسائل إلكترونية على نفس منوال رواية «كلاريسا» الحديثة أو رواية «ذي وومن إن وايت» التي كانت قد كتبت على شكل سلسلة من الرسائل ثم خفف قيود هذه الصيغة بحيث اتسعت لسلسلة من اليوميات والمذكرات ونصوص مقابلات شخصية. وتدور الرواية كما أرسل نصها إلى الناشر حول عالم خجول يعمل مع الحكومة في مجال مصايد الأسماك (يلعب دوره في الفيلم يوان ماكغريغور) يعاني حالة من الملل في حياته الزوجية الجافة وتكلفه فتاة أرستقراطية (تلعب دورها إميلي بلانت) تعمل مساحة على الرغم منه بطرح الفكرة على شيخ يمني محب للسلام وحريص على مواجهة الصعاب في واد صحراوي.
وحسب كلام تورداي «لم يحدث شيء. لقد كانت النسخة الأصلية للرواية موضوعة هناك لعدة أشهر وكنت قد تخليت عن فكرة أن أصبح كاتبا. غير أنني تلقيت في ما بعد بريدا إلكترونيا يفيد بأن عملي يمكن أن يأخذ طريقه إلى النشر في كتاب. وجاء فيه: هل يمكن أن أرى بقية الرواية¿. ولذا كان يتوجب علي أن أكتب باقي الرواية على نحو ما غالبا أثناء الليل ولا سيما خلال عطلات نهاية الأسبوع. وعندما خرجت الرواية للنور قال أحد أصدقائي إنه سيكون أمرا رائعا لو تمكنت من بيع 50 نسخة من تلك الرواية لرجال في نورثمبرلاند».
ولكن تولت مؤسسة «كيودوس» أمر حقوق الفيلم واضطلع سيمون بوفوي وهو كاتب سيناريو الفيلم الكوميدي الشهير «ذي فول مونتي» بكتابة سيناريو وحوار الفيلم. أما تورداي فاختار أن ينأى بنفسه عن الموضوع موضحا: «لم أكن أرغب حقا في المشاركة في كل ذلك لأنني كنت قد عرفت للتو فقط كيفية كتابة الروايات ولا أعتقد أنه كان بإمكاني أن أضيف جديدا إلى العمل على الإطلاق».
تلك كانت الطريقة التي اعتمدها تورداي طيلة حوارنا معه. فهو رجل قليل الادعاء بعيد عن التباهي يشعرك سلوكه وكأنه لا ينتمي إلى الأوساط الأدبية أو إلى لندن. وما يذكر هنا أن تورداي يعيش وزوجته في منزل ريفي يعود إلى عصر الملك جيمس الأول في واد بعيد في مقاطعة نورثمبرلاند. إن معطف التويد المصنوع من الصوف الخشن الذي يرتديه والطريقة التي يلفظ بها أحرف العلة خلال كلامه يوحيان بأن جذوره تنتمي إلى مكان آخر غير لندن (حتى كنيته العائلية «تورداي» هي اسم قرية في إقليم ترانسلفانيا ذي الكثافة المجرية في رومانيا المعاصرةº إذ تعود أصول والد الكاتب إلى المجر).
يتميز تورداي بتواضع شديد حتى عند كلامه عن عمله. وفي روايته الثانية التي تحمل اسم «ميراث ويلبرفورس الذي لا يقاوم» يسلط تورداي الضوء على رجل آخر يعيش في عالمه الخاص يعوزه الانسجام والتكيف مع مجتمعه. وتدور الأحداث هذه المرة حول شخصية اختصاصي كومبيوتر موهوب وبارع أدمن الكحول بعد اكتشافه مذاق النبيذ الفاخر. وفي هذه الرواية يروي تورداي الأحداث بطريقة عكسية مفسرا: «إنها وسيلة. أعتقد بل أرجح إن كنت صادقا أنني ما كنت واثقا بقدرتي على تأليف كتاب دون الاعتماد على إحدى وسائل التحايل ولكن بعد ذلك تمكنت بصورة تدريجية من الوصول إلى السرد بطريقة مباشرة».
من جهة ثانية تقدم رواية «إرث هارتليبول هول» نوعا مختلفا من سياج الأمان لكنها تعيد العديد من الشخصيات الموجودة في رواية ويلبرفورس ولا سيما ذلك الوريث الأرستقراطي الشاب الذي يعيش في منزل فخم يئن تحت وطأة الديون. وتبدو هذه الرواية وكأنها مذكرة كئيبة. وعنها وعن أجوائها الريفية يقول تورداي: «أشعر أنه ما عاد مناسبا عند البعض الميل إلى الكتابة عن الحياة في الأرياف ولذا تدور العديد من الروايات (الحديثة) في أجواء المدن وتتجاهل وجود طبقة إقطاعيي أو مالكي الأراضي الزراعية مما يجعلك تشعر كأن هؤلاء الناس ينتمون إلى نوع من الأقليات العرقية التي لا يجوز التكلم عنها والإشارة إليها ولذا تراني أفضل الكتابة عنهم».
على صعيد آخر ثمة مفارقة أخرى مع أعمال تورداي تكمن في أنه – كما عبرت جاين أوستن ذات يوم – يبتكر شخصيات بالكاد يستسيغها أحد غيره. فشخصية إد هارتليبول شخصية متشرد وضعيف لا يشعر بأي حزن بعد فقدان الإرث. وهنا يقاطع تورداي ليفسر الشخصية: «لا ليس من المفترض أن يكون محبوبا لكنني أردت أن أكتب عن أناس معقدين ومكسورين نسبيا». ولذا فهو هنا يقف في صف الشخصية التي قدمها يوان ماكغريغور في «صيد السلمون في اليمن» وهذا مع أنه يقر بأن مِن جسد دور البطل في نهاية المطاف «كان حقا جذابا ووسيما جدا».
تورداي من ثم يقول إنه ليس لديه أدنى فكرة عن السبب وراء هذا النجاح متابعا: «هناك مصادفات كبيرة للغاية وعشوائية أيضا في ما إذا كان النص سيأتي في وقت مناسب وجيد له أم لا. وما حصل أنه جاء في وقت يشهد الكثير من القلق الوطني حول الحرب في العراق وبالتالي حظي بأصداء جيدة».
أما ما يخص رواية «صيد السلمون في اليمن» بالذات فإنها حتما لم تستند على معرفة الكاتب باليمن التي لم يسبق له أن زارها من قبل مطلقا لكن تورداي اعتمد في بحثه على حصيلة رحلة قام بها إلى جنوب عمان. ومن ثم تلقى شخصيا دعوة لزيارة اليمن من قبل وزير الثقافة اليمني والمجلس الثقافي البريطاني.
وهنا يقول تورداي: «كل اليمنيين قالوا لي: (ما كل هذه الأشياء عن الأسماك¿) ولكن لحسن الحظ يتمتع اليمنيون على وجه العموم بروح الدعابة والفكاهة وهذا على الرغم من أنني عندما ألقيت محاضرة في جامعة صنعاء كان هناك رجل ذو لحية طويلة في نهاية الغرفة كرر سؤالي عما إذا كان صيد السلمون مباحا إسلاميا أم لا لكنني حرصت طوال حديثي على تحاشي التطرق إلى هذه النقطة».