طقس.. متقلب

محمد المساح –
تغيم السماء حينا◌ٍ إلى درجة الإظلام الأولى عند الغروب¡ وفي هذه اللحظة بالذات تنعكس على النفس حالة انقباض ليس بالمقدور تفسيرها¡ وتكون التوقعات أنها ستمطر لا محالة¡ لكن حالة التغييم يستمر وبلا هطول¡ وحينها يتوقف ذلك التوقع والترقب¡ ويستمر الانقباض النفسي على حاله¡ وتتعمق الكربة في الصدر¡ تحاول النفس الانفلات من تلك الحالة¡ للحؤول دون الضيق والكربة¡ فتنهمك في الانشغال بقضايا حالاتها الراهنة¡ بعد وقت يطول أو يقصر يتلاشى.. ذلك التغييم فجأة¡ وتستعجب النفس لتلك الانفراجة وتعود الشمس في جدار السماء كعادتها إلى الإبهار الضوئي¡ وكأنها خارجة من معركة¡ حررت فيها من وجه السماء كل الغيم وبقع السحاب وقتها يعود التوازن الطبيعي لدرجة الإبصار في العيون¡ لكن شيئا◌ٍ ما يظل غامضا◌ٍ ومبهما◌ٍ يشمل النفس ويدفعها للتساؤل.. ما هو كنه ذلك الشيء المبهم والغامض¿ فلا تجد جوابا◌ٍ شافيا◌ٍ للتساؤل المطروح من جانبها يصاحبه اجتماع عضوي يحكم ثقله على النفس المتسائلة والمستغربة¡ ذلك الطقس الغريب المتقلب لا تستطيع تصنيفه في خانة الشتاء أو الصيف لا الربيع ولا الخريف هو مزيج وخليط عجيب من الطقوسات ينفصل كلية من ارتباطه بخطوط الطول والعرض الأفقي والعموي¡ قطعا◌ٍ خارج عن أي تصنيف طقس خاص استثنائي لموقع جغرافي مناخي¡ استثنائي بطبعه لا يبتعد ولا يقترب من خط الاستواء¡ كما أنه لا يتوسط ولا يقترب من خط السرطان شمالا◌ٍ أو خط الجدي جنوبا◌ٍ¡ موقع يتملص من الدخول في أي مناخ محدد¡ زئبقي بالمزاج¡ لا يحكمه جهاز باروميتر¡ خارج عن التأطير بالمفهوم التقليدي أو الحداثي¡ بين البين¿! أو خليط من كل¿! ذلك وجه الغرابة ومدعاة العجب!.

قد يعجبك ايضا