مؤتمر وطني موسع يبدأ استعراض تطورات الساحة الوطنية



المشاركون يؤكدون ضرورة الالتزام باتفاق “السلم والشراكة” ومخرجات الحوار

الصماد: أْبلغúنا بعدم ترحيب قوى دولية بالشراكة.. والشعب ليس ألعوبة بيد القوى السياسية
الجنيد: الوطن يمر بمرحلة عصيبة تحتم موقفاٍ واحداٍ لإنقاذه ورفض تمزيقه تحت أي مسمى

بدأت عصر أمس في قاعة 22 مايو للمؤتمرات الدولية في العاصمة صنعاء أعمال المؤتمر الوطني الموسع و الذي دعا إليه السيد عبدالملك الحوثي لتدارس التطورات على الساحة الوطنية وبلورة الرؤى لتجاوز التحديات الراهنة.
ويشارك في المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام تحت شعار “وطناٍ نبنيه وشعبْ يحميه” حشد من العلماء والسياسيين والأكاديميين والقيادات العسكرية والأمنية وممثلي عدد من المكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والاتحادات والمشائخ والوجاهات الاجتماعية من عموم محافظات الجمهورية .
وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني أكد رئيس المجلس السياسي لـ”أنصار الله” صالح الصماد أن المؤتمر يهدف إلى مناقشة الأوضاع التي يمر بها الوطن والخروج بقرارات تسهم في خلق الاستقرار الوطني وتجاوز الصعوبات والتحديات الراهنة… مشيرا إلى أن “انعقاد المؤتمر يأتي لتوضيح الصورة لأبناء الشعب حول ما جرى ويجري على الساحة الوطنية من تداعيات خطيرة” .
وتناول الصماد التطورات التي شهدتها الساحة اليمنية خلال الفترة الماضية والحيثيات والأسباب التي دفعت أبناء الشعب اليمني للخروج في ثورة 21 سبتمبر مشيرا إلى أن “هناك قوى تسلطت على البلاد وحولت أهداف ثورتي 26سبتمبر و14أكتوبر إلى مصالح شخصية لها”.
وقال ” إن التجاوزات التي أعقبت ثورة 21 سبتمبر 2014 وكذا التجاوزات التي ناقضت بنود اتفاق السلم والشراكة الموقع بين مختلف الأطياف والقوى السياسية فضلا عن الأزمات المتتالية التي شهدها ويشهدها الوطن دفعت بقوى المجتمع اليمني إلى التآزر والوقوف صفا واحدا إلى جانب إخوانهم في اللجنة الثورية لثورة 21 سبتمبر لحماية الوطن من الانجرار نحو الهاوية وحماية مكتسباته ومقدراته التي يحاول البعض النيل منها من خلال الالتفاف على مخرجات الحوار الوطني وبنود اتفاق السلم والشراكة ” .
وكشف رئيس المجلس السياسي لـ”أنصار الله” صالح الصماد أن “قيادة ثورة 21 سبتمبر أْبلغت بأن الشراكة السلمية التي دعا إليها الثوار غير مرحب بها من قوى دولية همها الوحيد هو عدم استقرار البلد وجر الوطن إلى صراعات داخلية لن تفضي إلا لمزيد من الأزمات”.
مجددا التأكيد على “إصرار ثوار 21سبتمبر في المضي قدما نحو خلق الشراكة السلمية في إدارة البلاد وعلى النحو الذي يضمن تجاوز كل الأزمات وخلق الاستقرار الأمني والاقتصادي والاجتماعي ومقارعة الفساد وبما يكفل بناء دولة يمنية مدنية حديثة” .
وقال الصماد” إن مطالبتنا بالشراكة نابعة من حرصنا على اجتثاث الفساد الاقتصادي والسياسي ومنع احتكار وتفرد القوى السياسية الفاسدة بالحكم وضمان تصحيح الأوضاع الراهنة التي اكتوى من نارها المواطنون”.
واستعرض رئيس المجلس السياسي لـ”أنصار الله” الأوضاع الأمنية والاقتصادية وأبرز ما شهدتها الساحة الوطنية خلال الفترة الماضية من تداعيات خطيرة تهدد حاضر ومستقبل الوطن ومنها “سوء الإدارة التي اسهمت في تنامي تدهور الأوضاع المعيشية واتساع رقعة التفجيرات والعمليات الإرهابية التي طالت جنود الوطن في المؤسستين الأمنية والعسكرية وكل مقدرات الدولة”.
ولفت إلى ما واجهته اللجنة الاقتصادية المْشكلة بقرار من رئيس الوزراء لمراجعة الأوضاع الاقتصادية في البلاد وموازنة الدولة للسنة المالية 2015 وتصحيح أوضاع أسعار المشتقات النفطية من “تجاوزات أخلت في مضمونها بالأهداف التي من أجلها تم تشكيل اللجنة “.
وشدد الصماد على “أهمية الفرصة التاريخية التي يعيشها اليمن من خلال هذا المؤتمر في سبيل استعادة حضارته ومجده وأن اليمن ما بعد هذا اللقاء ليس كما كان قبله” مؤكدا أن “الشعب ليس ألعوبة في أيدي القوى السياسية فإما السير مع الشعب أو يلفظها الشعب”.
من جانبه أكد رئيس الملتقى الإسلامي الصوفي فضيلة الشيخ عبدالباسط الجنيد أن “الوطن يمر اليوم بمرحلة عصيبة في وقت تنهب فيه ثرواته ويتآمر عليه بعض من أبنائه مع القوى الخارجية والأجنبية وهو ما يحتم على أبناء الوطن من علماء ومثقفين وسياسيين وأكاديميين وعسكريين اتخاذ موقف واحد لإخراج البلد من هذه الأزمة الخطيرة”.
ونوه الجنيد بأهمية هذا المؤتمر الوطني الموسع الذي “يأتي لتدارس الأوضاع وتدارك إنقاذ الوطن وتأكيد الرفض الكامل لتمزيق اليمن تحت أية مسميات كانت أقاليم أو غيرها”.. مشيراٍ إلى أنه “بات من الضروري وضع رؤية واضحة تحفظ لليمن أمنه واستقراره ووحدته”.
وشدد رئيس الملتقى الإسلامي الشيخ عبدالباسط الجنيد على “ضرورة استشعار القوى السياسية وأبناء اليمن بمختلف توجهاتهم ومشاربهم لمسؤوليتهم لإنقاذ وطنهم مما يحاك ضده والتخلص من الفساد والفاسدين”.
كما ألقيت كلمة عن القطاع الخاص ورجال الأعمال ألقاها رجل الأعمال توفيق الخامري وكلمة عن الثوار ألقاها عضو مجلس النواب عبده بشر وعن أحفاد بلال” شريحة المهمشين” ألقاها محمد القيرعي أكدت في مجملها حاجة اليمن إلى الأمن والاستقرار لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والمعيشي لجميع أبناء اليمن في شماله وجنوبه وشرقه وغربه .
وأوضح المتحدثون أنه “لن يتحقق الأمن إلا بوجود جيش يمني يحمي الوطن بالإضافة إلى إقامة دولة مدنية تكفل للجميع حقوقهم وتدفعهم للمشاركة في التنمية الشاملة”.. محذرين من الأخطار المحدقة بالوطن اقتصاديا سيما في ظل تفاقم البطالة وتفشيها بفعل الفساد وسوء الإدارة التي حولت البلاد إلى شركة خاصة لأصحاب النفوذ”.
وعبرت الكلمات عن تطلع كافة أبناء اليمن لإقامة دولة مدنية حديثة عادلة “دولة النظام والقانون ” تتجسد فيها قيم العدالة والمساواة والحكم الرشيد التي تعتبر إحدى توجهات العصر في عالم السياسة والاقتصاد وإدارة الأعمال.
كما عبر المتحدثون عن” رفض كافة أبناء اليمن للتدخلات والأجندات الخارجية مهما كانت المبررات” .. مشددين على “ضرورة الشراكة بين كافة الأطراف الوطنية وعدم إقصاء أي طرف على حساب طرف آخر” .

قد يعجبك ايضا