الحفاظ على التراث وحمايته
جاء في النشرة الربعية العدد (67) يوليو – اغسطس 2014م الصادرة عن الصندوق الاجتماعي للتنمية ما يؤكد على أهمية الصندوق في الحفاظ على التراث وحمايته حيث تحدد المؤشرات أن العدد التراكمي لمشاريع التراث وصلت إلى 274 مشروعا بكلفة تقديرية حوالي 62.5 مليون دولار تتولد عنها فرص عمل تقارب 2.5 مليون يوم عمل ويتوقع أن يستفيد منها قرابة 343 ألف شخص (48 % من الإناث) كما أن عدد البنائين المهرة الذين تم تدريبهم أو اكتسبوا مهارات بلغ عددهم حتى 30 سبتمبر 2014م (631) بزيادة عن المستهدف بلغت (121) بناء وتدريب (253) مهندسا أما عدد المنجز تراكميا من المواقع والمعالم الأثرية التي تم توثيقها والمحافظة عليها بلغ 39 موقعا حتى نهاية سبتمبر 2014م من أصل 50 موقعا مستهدفا من بينها الجامع الكبير بصنعاء القديمة وشمل أعمال التوثيق بالتصوير المسحي والتوثيق والتصوير التلفزيوني المزمن والحفريات والمجسمات الأثرية وتنظيف المعثورات الحجرية والفخارية والعظام ومواصلة رسم وتوثيق العناصر المعمارية .. الخ ومنها أيضا مشروع ترميم الجامع الكبير بشبام كوكبان وجامع الأشاعر بزبيد ومسجد ومدرسة الأشرفية بتعز وإنقاذ جامع الشاذلي ومن المشاريع ذات الأهمية لاستمرار الحفاظ على التراث القيام بإعداد مناهج الحفاظ على التراث المعماري.
كل ذلك يدعونا في الأدنى إلى استعادة الثقة في نفوسنا وبمؤسساتنا وبالمسؤولين القائمين على حماية التراث وإبرازه ولا أقصد هنا الوزراء وإنما المهندسين العاملين والمشرفين والمتابعين والموجهين في الميدان والمتواصلين باستمرارية مع تلك المواقع كأنها قطعة من أجسادهم لمتابعة أعمال الترميم والانقاذ والساعين بجهد أمين للبحث عن التمويل وتوظيفه والاستفادة منه بنزاهة وجدية في أعمال مثمرة كان ذلك في الصندوق الاجتماعي للتنمية أو الهيئات المعنية وهو ما يعطي مؤشرا أن الضوء لم ولن يفقد من هذا الوطن مهما تكالبت النفوس الضعيفة التي تبحث عن الصدى الإعلامي وعن المنجز اسما للصيت والعلو والمكسب فالشباب الواعد الصادق يعمل بصمت لتتحدث الأعمال الملموسة والصندوق هو الذي يقدم جهدا وعملا محددا وملموسا بما توفر لديه من إمكانات مادية وبشرية وجدية في الأداء المزمن والسليم.
وأتمنى أن يكون من بين اهتماماته معالم جبلة وذي السفال وغيرهما من المدن والقرى اليمنية القديمة خاصة وأن هناك جهودا تبذل من قبل وزارة السياحة والجهات الحكومية الأخرى المشاركة لإحياء مشروع (إب) عاصمة السياحة اليمنية لتكون تلك المواقع مزارا للسياح والزوار مما يولد استثمارا وطنيا عبر السياحة وتحية لكل مسؤول وطني صادق ومتواضع وكل مؤسسة تشارك بفعالية في هذا العمل عن دراية وفهم ومهنية عالية.