مواطنون: نحتاج توفير سبل العيش »فقط«


عدم استقرار البلاد سياسياٍ وأزمات متكررة للمشتقات النفطية واقتصاد مائل للركود وغيرها من المشاكل والأعباء التي ألقت بحملها الثقيل على كاهل المواطن وجرته نحو وضع معيشي مترد وأوضاع إنسانية لا تسمح بالعيش الكريم وخاصة مع البسطاء من الناس والذين يمثلون غالبية الشعب والساعد الأيمن المعول عليه بناء الوطن وانتشاله من براثن الفقر والبطالة إلى النمو والدفع بعجلة التنمية إلى الأمام .
المواطن اليوم يعاني الكثير من الأمور التي تكدست عليه خلال السنوات الأخيرة ومع المخاض العسير للبلاد وأفتقر للعديد من مقومات العيش والاحتياجات الأساسية من المواد الغذائية وبعض الكماليات وضعف للقوة الشرائية وكذلك الانعدام المتكرر للوقود ومشتقاته من البترول والديزل والغاز …(الثورة) رصدت أوضاع المواطنين المعيشية بمختلف الجوانب وآمالهم المعلقة في تحسن الأوضاع وذلك في سياق الاستطلاع التالي .

يعمل الكثير من المواطنين في مختلف الأعمال وفق مستحقات مالية منخفضة لا تفي بمتطلبات المعيشة اليوم وخصوصاٍ ونحن نعيش على وقع أزمات متتالية أثرت بشكل مباشر على وضع المواطنين وأدت إلى ازدياد نسبة البطالة الحاصلة في أوساط الشباب وتدهور الجانب الاقتصادي.
الأخ رياض العولقي أحد الموظفين في القطاع الحكومي يرى بان الوضع العام للموظف حتى وإن كان يتقاضى 100 ألف في الشهر لا يسر وذلك وفقاٍ لمعطيات المرحلة التي نعيشها من ركود في الجانب الاقتصادي وتوقف العديد من المشاريع والتي كانت ستعطي نتائج ملموسة في تقليل نسبة البطالة المستعصية والتي تزداد كل عام وخصوصاٍ بين الشباب .
ويوضح العولقي أنه شخصياٍ يبحث عن وظيفة أخرى تعينه على متطلبات عيشة كونه متزوجاٍ ويمتلك أسرة ولا يكاد يستطيع أن يلبي متطلبات لقمة العيش حتى منتصف الشهر وبعدها يضطر إلى اقتراض مبلغ من المال ليواصل العيش على مضض حتى نهاية الشهر , ويضيف أن هذا الوضع أصبح ملازماٍ للعديد من المواطنين سواءٍ كان موظفاٍ حكومياٍ أو في القطاع الخاص أو حتى بائع أو تاجر وذلك لعدم استقرار البلاد أمنياٍ وسياسياٍ وبالذات في السنوات الأخيرة .

افتقاد للنور
وتعد الكهرباء المشكلة الحقيقية التي عانى منها المواطنون خلال السنوات الأخيرة في العاصمة صنعاء وما زالوا يعانون منها نظراٍ لتوالي التفجيرات التي استهدفت خطوط نقل الطاقة بمحافظة مارب وفي منطقة نهم بصنعاء مما أدى إلى كثرة الانقطاعات المستمرة للكهرباء عن المواطنين لساعات معدودة وصلت في بعض الأحيان إلى يوم كامل , ومازالت الاقتطاعات مستمرة في كثير من المناطق داخل العاصمة صنعاء التي دخلت في ظلام منذ بدء الأزمات في العام 2011م وما تخلله من دخول البلاد في صراعات سياسية أثرت على جميع القطاعات الأساسية للدولة وفي مقدمتها الاقتصاد .
وتأثر بشكل مباشر من الانقطاعات الكهربائية الكثير من المواطنين وبالذات أصحاب الأعمال الحرفية والمهندسين وورش الصيانة والتلحيم وغيرهم وذلك في توقيف أعمالهم وتأخيرها , ويتحدث أحد أصحاب محلات النجارة عبدالله النجار أن عملهم تأثر كثيراٍ بالانقطاعات المستمرة للكهرباء والتي كانت تستمر من 6على 8 ساعات خلال اليوم الواحد مما أضطر إلى شراء ماطور كهربائي لكي يستمر عمله وحتى لا يخسر زبائنه الذين يأتون إليه باستمرار .

المواطير كـ “حل “
أما المواطن محمد بادي فيذكر أن المواطير هي الحل الأخير للخروج من معضلة الإنطفاءات المستمرة للكهرباء مبيناٍ أن جدول انقطاع الكهرباء غير محدد يومياٍ وأن أقل وقت تستمر فيه الكهرباء في الإنطفاء يومياٍ يصل إلى 4ساعات كمعدل يومي روتيني متسائلاٍ: لماذا مازالت الإنطفاءات مستمرة حتى هذه الأيام على الرغم من هدوء الأوضاع نسبيا وعدم وجود تفجيرات طالت خطوط النقل ¿ .ويشير بادي إلى أن الوضع أصبح روتينياٍ لدى المواطنين والظلام جزءاٍ من حياتهم كونه لا زال موجوداٍ والكهرباء لم تتحسن بعد , املاٍ أن تتحسن الأوضاع خلال المرحلة القادمة بدءاٍ من العام 2015م ويتم إصلاح خطوط نقل الطاقة وتحل مشكلة الكهرباء نهائياٍ من إنطفاءات وضعف للتيار الكهربائي وعدم وصوله إلى كثير من المنازل نتيجة أضرار في الخطوط أو محطات النقل الفرعية في الأحياء وغيرها .

أساسيات العيش
البحث عن لقمة العيش والاحتياجات الأساسية أهم شاغل لبال للمواطنين جراء المعاناة التي تضاعفت بشكل كبير في السنوات الأخيرة وزاد معدل الأسر الفقيرة داخل البلاد الأمر الذي ينذر بكارثة كبيرة في حق الإنسانية وفي حق أبناء الوطن حيث ومازالت الحكومة في مخاض عسير للأوضاع إلى جانب عدم الإحساس بالمسؤولية واتخاذ إجراءات واقعية تحد من توسع دائرة الفقر وتحرك عجلة التنمية للأمام .

الاكتفاء الذاتي
ونجد أن كثيراٍ من المواطنين يطالب فقط بالاكتفاء الذاتي وتوفير الاحتياجات الأساسية من المواد الغذائية وبعض المنتجات والكماليات الضرورية للعيش بكرامة وعزة مثل سائر الناس في العالم بعيداٍ عن غلاء الأسعار في وقت يفقد الكثير من المواطنين أبسط الحقوق والاحتياجات الأساسية للعيش, فهناك من تقطعت به السبل ولجأ إلى أعمال غير شرعية من أجل توفير لقمة عيش أبنائه وأعاشتهم بسلام ومنهم من لجأ إلى العمل في الطرقات ببيع أدوات وملابس مستخدمة وهذا ما يقوم به الأخ سام منصور ويكافح يومياٍ من سوق إلى آخر بحثاٍ عن لقمة العيش التي تستره وأسرته من مد اليد إلى الغير ,ويتفاءل سام بالخير بداية هذا العام في أن يتحسن وضع الناس المعيشي وبخاصة الفقراء ويحل الأمن والأمان وتزال كل المظاهر المسلحة من البلاد وتستقر الأوضاع وتفعل الجهات الرقابية دورها لضمان عيش المواطنين بسلام .

أزمة الوقود
وتعتبر الظروف التي تمر بها البلاد وعدم الاستقرار السياسي أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تقلص معدل توفير المشتقات النفطية للعاصمة صنعاء وكثير من المحافظات إلى جانب الاختلالات الأمنية التي تقوم بها جماعات مسلحة في تفجير أنابيب النفط والغاز وكذلك التقطع في الطرقات وعرقلة نقل المشتقات النفطية للمحافظات وهذا بدوره أوجد أزمات حقيقية متكررة ومستمرة بين الحين والآخر وخاصة في السنوات الأخيرة مع تخبط الوضع العام للبلاد .

أطراف الأزمات
أصحاب محطات بيع المشتقات النفطية هم أيضاٍ جزء من هذه المشكلة وقد أكد على ذلك ضيف الله رضوان والذي أشار إلى أن أصحاب المحطات عامل مهم في صناعة الأزمات المتكررة في المشتقات النفطية , ويضيف أن كثيراٍ منهم يقومون باحتكار الوقود من البترول والديزل والغاز مجرد سماع انعدام للمشتقات النفطية ويشكل ذلك أزمة خانقة يستفيدون منها برفع أسعار البيع وتتفاوت الأسعار من محطة إلى أخرى في ظل عدم وجود رقابة عليهم ,مشيراٍ إلى أن المواطنين يساعدون على توسع هذه الأزمات وذلك بالإقبال الكبير على المحطات والطلب المتزايد على الوقود مشكلين طوابير طويلة تمتد في بعض المحطات على مسافة كيلو متر بجانب الطريق.
ويطالب المواطنون على لسان الأخ ضيف الله أن يتم توفير الوقود بشكل مستمر وضبط جميع المخالفين من أصحاب المحطات وحماية أنابيب النفط والغاز من العبث بها أو محاولة تفجيرها وكذلك توفير الحماية لناقلات النفط حتى تصل بأمان إلى المحطات .

قد يعجبك ايضا