العمليات الإرهابية محاولة يائسة لإضعاف قوة الدولة وهيبتها



> غياب قانون يحمي أفراد الجيش والأمن أثناء تأديتهم واجباتهم يفاقم عمليات استهدافهم

> استمرار الصراع والمكايدات السياسية ساعد المنظمات الإرهابية على التمدد أكثر

أكد سياسيون وعسكريون أن ما يحدث من اغتيالات وزعزعة لأمن واستقرار البلد هدفه إضعاف مؤسسات الدولة وفي طليعة تلك المؤسسات المؤسسة العسكرية من خلال استنزاف الأمن والجيش والحيلولة دون انجاز مهمة القضاء على الإرهاب ودحر أوكاره.
وأشاروا إلى أن الاستهداف الممنهج للجيش والأمن يزداد ضراوة بعد أي نجاح يتحقق خاصة تجاه كل ما يهدد وحدة اليمن واستقراره ..

* باسم الحكيمي ناشط سياسي عضو مؤتمر الحوار الوطني يقول: إن ما يحدث للجيش اليمني محاولة لإضعاف الدولة بكل مقوماتها ليسهل تمزيق الوطن وإدخاله في مرحلة من الفوضى لذا لابد من اليقظة الأمنية ووضع استراتيجية لحماية منتسبي الجيش والأمن وبما يتناسب مع الوضع الحالي خاصة وأن إحداث هذه الزعزعة أثر على ثقة الشعب بالدولة وبمؤسساتها.
صراعات وتصفيات
– ومن جانبه أوضح الكاتب والناشط السياسي محمد الصباري أن المؤسسات العسكرية والأمنية هي من تمثل سيادة الدولة لذا فإن التنظيمات الإرهابية تراها العائق الكبير أمام نشاطها ومشاريعها التخريبية التي تسعى لجر الدولة إلى صراع وإدخالها في متاهات طويلة المدى وهذا سر الاعتداءات والاغتيالات إلى جانب كونها تصفية حسابات بين بعض القوى السياسية.
مؤكداٍ أن التستر وراء القاعدة مجرد غرض سياسي يستهدف كيان الدولة وقد يكون هذا الاستهداف خارجياٍ أكثر مما هو داخلياٍ.
– خالد القدمي مدير عام المركز التعليمي للقوات المسلحة والأمن يقول: إن تفكيك الجيش تحت مسمى هيكلة الجيش سبب رئيسي بالدرجة الأولى لما هو حاصل لأن الهيكلة المزعومة تمت على أساس حزبي.. ولم تكن في مصلحة الوطن والدليل جريمة العرضي حيث تعتبر وزارة الدفاع المؤسسة الأولى للدفاع عن الوطن وقد طالتها أيادي الإرهاب وتم فيها تصفية بعض القيادات المحسوبة على طرف معين ولازال هذا النهج مستمراٍ.
كيان مسلح
– حمود الكمالي إداري بالنيابة العامة قال: هناك أسباب كثيرة منها ظهور الكيانات المسلحة الخارجة عن إمرة الدولة في شمال اليمن وجنوبه حيث أصبحت هذه القوى أكبر من الدولة نفسها وخصوصاٍ مع وجود لاعبين خارجيين وإقليميين وداعمين للكيانات المسلحة بالمال والسلاح والخبرات والتقنيات الحديثة ووسائل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع.
وأضاف بالقول: أصبحت هذه القوى تشعر أن في قوة الجيش ضعفاٍ لها وبالتالي تريد أن تقلل من قوته فتعمد إلى الاعتداء على أفراد وتجمعات الجيش والأمن وتدبير الاغتيالات في المؤسسة العسكرية والأمنية في محاولة للتقليل من حجم خطر الجيش والأمن عليها من جهة ومن جهة أخرى تسعى لتقوية نفسها من خلال التجهيز والتدريب المستمر ..
خيبة أمل
– فيما لفت طارق الحداد ناشط سياسي إلى أن ارتفاع وتيرة الاعتداءات على الجيش والأمن يعود إلى انتصارات الجيش على تنظيم القاعدة وتحجيم نشاطه لكنه يرى أن تواصل العمليات الإرهابية تجاه أفراد المؤسسة العسكرية والأمنية أدى إلى إصابة الجنود بخيبة أمل وما لم تتدارك الدولة الاختلالات الأمنية سريعاٍ فقد تلحق بالجيش خسائر كبيرة.
مكايدات سياسية
– القاضي عبد الكريم باعباد يشير إلى أن الجيش اليمني حظي بدعم شعبي واصطفاف وطني لاسيما في الفترة الأخيرة حيث استمد قوته من جماهير الشعب التي تؤازره وتعاضده وهذه الاعتداءات هي محاولة بائسة تلجأ إليها عناصر الإرهاب لتلقيها خسائر فادحة في كثير من المناطق التي كانت تسيطر عليها وفقدانها الكثير من منتسبيها نتيجة الملاحقات التي قام بها الجيش في مسرح العمليات .
ويرى أن الجماعات الإرهابية تعتبر الاعتداءات نوعاٍ من التأثير على القوات المسلحة وقيادتها لتخفيف الضغط عليها ولا ننسى البعد الإقليمي والدولي الذي يعد واحدا من الأسباب التي حولت اليمن إلى مسرح للعمليات الإرهابية.. كما أكد على ذلك رئيس الجمهورية .
وطالب بتجاوز المكايدات السياسية وقطع الطريق على كل من يحاول إضعاف الجيش كي ينقض على الساحة السياسية.
خطط ممنهجة
ويؤكد العقيد علي العمري أن استنزاف الجيش والأمن اليمني خطة ممنهجة لإضعاف قوة الدولة وهيبتها لأن الشعوب لا تبنى إلا في ظل وجود جيش قوي يحمي مكتسبات الدولة ..
موضحاٍ أن ما يحدث للجيش يعد مؤامرة من دول خارجية لها عملاء في الداخل يحاولون إدخال الجيش والأمن في صراعات حزبية ومذهبية من أجل تصفيته كما يحصل في بعض الدول العربية حالياٍ للتخلص من الجيوش العربية.
مشيراٍ إلى أن ما يسمى بتنظيم القاعدة ما هو إلا أداة لزعزعة أمن واستقرار اليمن من خلال ضرب الجيش والأمن وهذا التنظيم يخدم عملاء معينين لتصفية حسابات داخلية خارجية.
قواعد حزبية
– من جهته أوضح محمود قائد علي ضابط أمن في محكمة غرب الأمانة أن وجود العمليات الإرهابية قد يكون لأسباب حزبية بالدرجة الأولى الهدف منها تصفية بعض الأشخاص.
وبالمقابل ينبه للتأكيد على فرضيته أن عمل القاعدة معروف من خلال عمليات إرهابية جماعية وليست فردية لمحاولة إذلال رجل الأمن والجيش الذي يؤدي واجبه بشجاعة ويجابه المجرمين والخارجين عن القانون.
وختم حديثه بالقول: إن مشكلتنا تكمن في عدم وجود قانون قوي يخدم أفراد الجيش والأمن ويحميهم أثناء قيامهم بواجبهم وبدون القانون سيستمر استهداف الجيش والأمن.

قد يعجبك ايضا