من يستعبد الأوطان ويستولي عليها بالقوة فانه يفرض قانونه وأخلاقياته على من تحت يده حتى وإن غيّر الأسماء ووضع لها عناوين تخفي إجرامه واستعباده ذلك هو قانون الإجرام ودستور المجرمين .
الاحتلال واغتصاب الأوطان سمى نفسه استعمارا وهو الخراب والإجرام لأنه يستولي على الأوطان ويصادر كرامتها وحريتها ويصل الأمر إلى ممارسة أبشع أنواع الإجرام ومنها الاغتصاب لمكونات المجتمع صغارا وكبارا رجالا ونساء كي يقضي على المقاومة ويؤمّن تواجده ويمنع الثورة ضده .
يحدثنا التأريخ القريب والبعيد أن الإمبراطوريات الاستعمارية الأوروبية وغيرها إلا ماندر، حفظت حقوق الآخرين ولم تتخذ الإجرام والتعذيب سلوكا ومنهجا.
فرنسا مارست كل وسائل التعذيب ضد الشعوب العربية والإسلامية ومنها التعليق على الخازوق والاغتصاب للرجال والنساء ومازال رأس المناضلة الجزائرية الشهيدة علجية فوغالي في متحف الإنسان بباريس حتى اليوم بعد ان تم قتلها بأبشع الوسائل وقتل ابنها بعد تعذيبه أمامها؛ والجيش الألماني ارتكب جرائم الإبادة الجماعية في أفريقيا، ومثلها بريطانيا في كل الدول التي أخضعتها واستعبدتها، وكل الإمبراطوريات الاستعمارية لكن التحكم في المعلومات وفلترتها منع العالم من الاطلاع على ما يفوق 95%منها.
الإمبراطوريتان الأمريكية والسوفيتية وغيرهما مارست أبشع الجرائم أيضاً ضد الشعوب العربية والإسلامية، ومنها جرائم الاغتصاب والإبادة الجماعية في العراق وأفغانستان والبوسنة والهرسك وكيان الاحتلال في فلسطين وهي مآسٍ قريبة الحدوث.
تعذيب الأسرى والتفنن في ذلك يدل على انعدام الأخلاق وعمق وأصالة الإجرام سواء من الجيوش أو الجماعات الإرهابية التي تديرها المخابرات أو من الحكومات والأنظمة العميلة أو من الخونة والعملاء.
كانت أمريكا تستخدم قاعدة بإجرام الأفغانية لممارسة التعذيب وارتكبت الكثير من المذابح منها مذبحة قلعة جانجي وسجن غونتنامو الذي أعدته خصيصا بعيدا عن المسؤولية الدولية؛ وفي العراق استخدمت سجن أبو غريب ليشهد العالم على الانحطاط الإجرام الأمريكي، فقد تم اغتصاب الرجال والنساء والأطفال وتعذيبهم بواسطة الكلاب وأمثالهم من الحيوانات البشرية وما ظهر شيء بسيط لأنه تم منع الإعلام من تغطية الحرب التي شنها التحالف الإجرامي بقيادة أمريكا ودول أوروبا الاستعمارية والصهاينة.
المواثيق والعهود الدولية تُجرّم وتحرّم كل أنواع التعذيب ومواثيق حقوق الإنسان توجب المساءلة والنظام الدولي يستخدم ذلك للضغط على الحكومات والأنظمة التي لا تخضع له في الابتزاز أو تأمين مصالحه أوفي إسقاط التي تعارضه .
الأنظمة التي تخدمه لا يتحدث عنها ويساعدها والتي تعارضه يتخذها ذريعة لإسقاطها، فمثلا كيان الاحتلال محمي من النظام الدولي ولا يستطيع أحد محاسبته، الهالك شمعون بيريز زار الأمم المتحدة واطلع على القرارات الأممية الخاصة بمواجهة الاحتلال وسخر منها وقال: إنها لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به .
ثقة الإجرام الصهيوني بدعم النظام الدولي له أتاح له ممارسة كل أنواع الإجرام وابشعه بحق الشعب الفلسطيني قبل؛ وعقب السابع من أكتوبر، أرسلت المخابرات الإسرائيلية مجندة كصحفية نشرت تقارير كاذبة (نيويورك تايمز) عن الاغتصاب للأسرى وقطع رؤوس الأطفال وحرقهم واستخدام المدنيين دروعا بشرية؛ واستدعت إسرائيل مسؤولة أممية لإثبات كل تلك الأكاذيب لكنها لم توثق دليلا طبيا واحدا ولاجنائيا أيضاً بل وثقت كلام ضباط جيش الاحتلال وكل ذلك من أجل إدانة المقاومة وتبرير كل جرائم الجيش الإجرامي.
ما يكذب تقارير(نيويورك تايمز) نفي المدعية العسكرية الإسرائيلية انها لم تتلق أي شكاوى اغتصاب أو معاملة سيئة من الرهائن أو من غيرهم منذ أكتوبر وحتى الآن.
المفكر الأمريكي ذو الأصول اليهودية نورمان فنكلشتاين شكل فريقا لدراسة الأدلة على دعاوى كيان الاحتلال وقام بمراجعة تقارير الأمم المتحدة بحدوث جرائم اغتصاب في 7 أكتوبر وحتى الآن تم مراجعة5 ألف صورة و 50 ساعة من اللقطات الرقمية من كاميرات مراقبة ولم يثبت أي دليل على الاغتصاب لافوتوغرافي ولارقمي (رغم جهودنا لم نلتق مع احد تعرض لاعتداء جنسي في 7اكتوبر)، رئيسة الفريق وومثلة الأمين العام .
جيش الاحتلال منع المنظمات الدولية ووسائل الإعلام من دخول الأراضي المحتلة في غزة والضفة وفي باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ ولكن تقارير المنظمات الأممية العاملة هناك أثبتت ارتكابه جرائم الإبادة والتهجير القسري والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وجرائم الإبادة بالحصار والتجويع وأثبتت قيام كيان الاحتلال باتخاذ إجراءات للقضاء على الشعب الفلسطيني بتقليص نسبة الخصوبة العالية لديه بهدف تحويله إلى أقلية كي يسهل السيطرة عليه والتحكم فيه.
الإجرام المتواصل بحق الشعب الفلسطيني يستند إلى تعاليم التوراة والى توجيهات مسؤولي النظام العنصري التي تدعو إلى إبادة العرب والمسلمين صغارا وكبارا، ولذلك فقد استعملوا كل الأساليب الإجرامية والوحشية ضد الأسرى والمواطنين منها تكسير عظام الأطفال والمتظاهرين في الانتفاضات وقتلهم بالرصاص والذخيرة الحية والغازات السامة .
في عمليات التبادل ظهرت المفارقات واضحة بين الإجرام المدعوم وبين المقاومة/ أسرى العدو أشادوا بالمعاملة الحسنة التي تلقوها من المقاومة فيما سلم جيش الاحتلال الأسرى الفلسطينيين وعليهم آثار التعذيب، واما الجثث فقد سُلمت مشوهة عليها كل آثار التعذيب ولا يمكن التعرف عليها.
الاعتداء الجنسية على السجناء يتخذه جيش الاحتلال أساسا وآخرها ما سمحت بنشره مدعية الجيش توثيق لاعتداء جنود الإجرام الصهيوني على أسير مقيد ولولا ان الضحية مازال حيا وأثبتت التقارير الطبية ذلك لتم التغطية عليها .
تحقيق استقصائي تحدث فيه المحامي خالد محاجنة عن قصص التعذيب الوحشية للأسرى ومنها الاغتصاب لهم وهم مقيدون وبث تلك المشاهد لبقية السجناء والتي تزايدت بشكل كبير بعد طوفان الأقصى ولم يتم كشفها لأن الاحتلال منع الصحافة ومنظمات حقوق الإنسان من الدخول إلى الأراضي المحتلة والاطلاع على أماكن وظروف الاحتجاز للسجناء والأسرى.
أعضاء الكنيست من العرب استنكروا ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون من الوسائل البشعة .
الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية ممنوع عليها الاطلاع على الإجرام الصهيوني الذي يمارس ضد الأبرياء والعُزل وهو ما جعله يتفنن في استخدام أبشع وأقذر الوسائل مهما كانت، لأنه لم يحاسب ولا على جريمة واحدة رغم ثبوتها أمام العالم أجمع.
الداعمون للإجرام الصهيوني يبررون له كل جرائمه ويقولون ان ذلك من اجل الدفاع عن النفس، فترامب: يحمل المقاومة كل الخروقات من كيان الاحتلال ويقول انها دفاع عن النفس ويحذر المقاومة من الرد عليها؛ والمستشار الألماني يتعاطف مع ما قيل انه الهلوكست الذي تعرض له اليهود على أيدي النازيين، ويبارك كل الجرائم التي يرتكبونها في حق الشعب الفلسطيني، ويقول انها دفاع عن النفس ولا يختلف رأي الأنظمة والرؤساء والملوك الداعمين للإجرام الصهيوني عن ذلك.
الإجرام الذي يمارسه جيش الاحتلال هي استراتيجية معتمدة لدى التحالف الصهيوني الصليبي من صهاينة العرب والغرب بعضهم يستند إلى التوراة المحرفة وبعضهم إلى الاناجيل المحرفة وبعضهم إلى الإجرام سلوكا ومنهجا لإرهاب الشعوب وإخضاعها بالقوة والبطش والإجرام.
أمريكا ضحت ببعض الجنود وأغلقت ملفاتها الإجرامية في العراق وأفغانستان وأما كيان الاحتلال فعاقب المدعية العسكرية لانها سمحت بنشر فيديو الاعتداء الجنسي على الأسير الفلسطيني، لأن إبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره وارتكاب جرائم الإبادة ضده هو من صميم تعاليم التوراة المحرفة..
