محمد بن عبدات
لا أخفيكم سرا أنني كنت متفائلا هذه المرة بأن اتحاد الكرة سوف يغير من نهجه السابق الذي يعتمد على العشوائية والمحاباة في تسيير دفة عمله بعيدا عن نظرة تطوير آلية العمل واختيار كوادر متمرسة ومجربة تملك الخبرة والفكر والإبداع للارتقاء بواقع الكرة خاصة بعد الانتقادات الكثيرة التي واكبت سير فترته السابقة ووصلت ذروتها إلى ما بعد الانتخابات الأخيرة كما أن وعود الاخ الفاضل أحمد العيسي رئيس الاتحاد بتحسين صورة الأداء واستقطاب العناصر المعروفة سواء من نجوم الكرة السابقين أو من كوادر اللعبة إضافة إلى فتح صفحة جديدة مع الجميع وأولهم الإعلام الرياضي كل ذلك جعلني أتفائل خيرا لمعرفتي المسبقة بطموحات هذا الرجل لتحقيق قفزة ولو بسيطة للكرة اليمنية سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات وبالفعل كانت هناك لمسات تبشر بالخير كبداية الدوري المبكرة واستقدام مدرب من مدرسة كروية معروفة للإشراف على المنتخب واستدعاء بعض من كوادر ونجوم اللعبة المشهود لها بالكفاءة والنزاهة مثل الكابتن أبوعلي غالب والزميل العولقي للعمل في أروقة الاتحاد وهو ما أعطى نوعا من الطمأنينة في بادئ الأمر..
لكن الشيء الذي فاجأني وربما فاجأ الجميع هو عودة أغلب فريق العمل السابق أو منهم على شاكلتهم للعمل مجددا في لجان اتحاد الكرة هو الشيء الذي سبب صدمة كبيرة لكل عشاق ومتابعي الكرة اليمنية حيث إذا تمعنا في القوائم المعلنة لكافة اللجان سنجدها تفتقد جميعها لمعايير الاختيار الصحيح طبعا مع احترامي لبعض الأسماء التي لا تتجاوز العشرين في المائة من القائمة المعلنة مؤخرا أراها تستحق بجدارة أن تكون على رأس عضوية تلك اللجان أما البقية فهم كغثاء السيل لا فائدة ولا جدوى منهم كونهم فاقدين الشيء وفاقد الشيء بطبيعة الحال لا يعطيه.. وبالتالي على قيادة منظومة الكرة في هذا البلد أن تراجع حساباتها جيدا وتوفي بوعودها وتعيد النظر فيما أقدمت عليه كونه سيناريو معروفا يرافق مسيرة عمل اتحاد (الكبة) منذ قدوم أبوصالح من على ضفاف سواحل البحر الاحمر إلى مقر الاتحاد الواقع بجوار استاد (أبوالكابتن) المرحوم على محسن المريسي بالعاصمة صنعاء هذه حقيقة أقولها بصراحة ليس لهدف أو مراوغة لشيء ما كما يسعى البعض وإنما لغرض مصلحة مسار اللعبة وتطويرها وهذا غيض من فيض وأتمنى أن لا يكون هذا آخر الكلام لدى اتحاد الكرة حتى لا يكون لنا كلام آخر ومعه فتح جبهات كثيرة حسب اعتقادي لا يقدر عليها من يتمترس في مبنى الاتحاد وإن ضل لا يبالي بكل ذلك فالسقوط سيطاله ويطال معه الكرة اليمنية لامحالة.
وقفة: للأسف هناك بشر لا يقدرون جهدك وتعبك وإن كان ينصب في خانة مصلحتهم بل إنهم يستغلون طيبتك وحسن نواياك تجاههم عندما يتطاولون حتى على أبسط حقوقك حين تسنح لهم الفرصة لذلك دون المراعاة للقيم والاخلاق والمبادئ .. فتبا للمصالح الدنيوية التي افقدت الكثير منا صوابه.
