ليست رياضة
ما حدث في ملعب بارادم بالمكلا من إيقاف مباراة شعب حضرموت والصقر بقوة السلاح لا أقول أنه ليس من الروح الرياضة في شيء ولكني أقول بأنه ليس من الروح الوطنية فالفريقان يمنيان واللاعبون يمنيون والمسابقة يمنية والأرض يمنية ولكن الأسلوب ليس يمنيا ولا هو من شيمهم.
ما حصل لا يفيد القضية التي يتبناها من أوقفوا المباراة وأثاروا الرعب في وسط اللاعبين والجماهير بل على العكس من ذلك سيثير سخطا ليس فقط في بقية المحافظات بل من داخل محافظة حضرموت كون ذلك سيعزز توجهات الاتحاد لعدم إقامة أي نشاط كروي وكذلك بقية الاتحادات بسبب عدم استتباب الأمن مع أن الأمن في بقية المحافظات ليس في صورته الطيبة ولكن على الأقل لم يحدث ما حدث في ملعب بردام.
شعب إب هو الآخر تعرض مرتين لمنعه من اللعب مرة أمام الشعلة وثانية أمام وحدة عدن وكلتا المباراتين في عدن.. ما ذنب الشعب الذي تجشم عناء السفر وما ذنب لاعبوه أن يمارس عليهم الترهيب والمنع.. الغريب ان فرقا أخرى سمح لها في اللعب بعدن في نفس الفترة.. وهذا الأمر يشير إلى أن هناك أمورا لا علاقة لها بقضية المانعين .
ما حصل سيقوي من توجه الاتحاد الدولي لإبقاء المنع من اللعب على ملاعبنا وللأسف الشديد فقد قدم لهم الإخوة في حضرموت وعدن ما يجعلهم أكثر إصرارا على إبقاء المنع وهذا ما سيقوض جهود اتحاد كرة القدم في بلادنا فالاتحاد موقفه جدا ضعيف ولا يمكن أن يبرر للاتحاد الدولي ما يفيد السماح للعب في اليمن.
هذه ليست رياضة وهذه ليست طريقة مثلى لأصحاب المطالب السياسية لإجبار الدولة على تلبية مطالبهم فالرياضة طريقة جميلة لتوحيد الجهود في بلد واحد وهي تحقق من المحاسن ما عجز عن تحقيقه الساسة ولنا في جماهير المهجر من مختلف المحافظات بدورة الخليج اكبر دليل.
كذلك ندين الاعتداءات التي تطال زملاء الحرف الرياضي وآخرها ما تعرض الزميل عاصم النهمي الذي تعرض للاعتداء في مباراة وحدة صنعاء والشعلة لكونه بحسب المعتدين كتب ضد النادي فهل هذه رياضة أن تواجه الكلمة باللكمة وان يتحول الإعلامي إلى محارب يدافع عن نفسه.
الزميل عبد الكريم الرازي بحاجة أيضا إلى التضامن معه فالسجن ليس الوسيلة المناسبة وهي لن تسجن الكلمات في داخل الإعلامي ولهذا فإننا نتوجه للأستاذ العزيز عبد الله بهيان نائب وزير الشباب والرياضة بطي صفحة ليست جميلة لا بحقه كرجل كبير القدر ولا بحق الرازي كقلم متميز.
الاستاذ محمد نعمان الصنوي رجل له في وزارة الشباب والرياضة اعوام عديدة كان وما زال يعتبر نحلة في عمله فهو وان كان يقضي ساعات الصباح خلف كرسي مكتبه في الوزارة تراه نشيطا وهو يقود المباريات في الملاعب يتمتع بالأخلاق العالية ولهذا نستغرب ان يهان بدل ان يكافئ.
إن ما تم تسطيره في الفقرات السابقة لا يمت للرياضة بأية صلة ولا يمت للتسامح الذي دعا إليه نبي الرحمة الذي نحن ما زلنا نحتفل بمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم وما حصل يعد مؤشرا سيئا لبداية عام جديد نتمنى أن تكون هذه الصفحات السوداء آخر الصفحات فيه.
رحم الله القاضي
ببالغ الأسى والحزن تلقينا نبأ وفاة الاستاذ محمد عبد اللاه القاضي رئيس الاتحاد اليمني الاسبق لكرة القدم والذي كان له الفضل بعد الله في ايصال الكرة اليمنية للعالمية في نهائيات كأس العالم للناشئين بفلندا.. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ..إنا لله وإنا إليه راجعون.