يرى اصلاحيو إيران أن أضرار البرنامج النووي الإيراني فاقت أضرار الحرب مع العراق ويؤكدون أن انتشال البلد من أزمتها الاقتصادية يتطلب اتفاقا مع القوى الكبرى.
ويدرك الرئيس الإيراني حسن روحاني أن انتشال إيران من ازمتها الاقتصادية الخانقة مشروط بالتوصل إلى اتفاق مع القوى الدولية بشأن برنامجها النووي.
ولكن روحاني يبقى رجل النظام كما يؤكد إعلانه في طهران قبل أيام: “إن علينا جميعا في سياساتنا العامة أن نتبع توجيهات المرشد الأعلى”. وفيما كان روحاني ينتقد بخجل المحافظين الذين يعرقلون جهوده لإخراج إيران من عزلتها الدولية فإن حملة أكبر ضد حكومته كانت تنطلق على يساره.
وشهد مؤتمر عقد في جامعة طهران مؤخرا اصلاحيين مبعدين يوجهون انتقادات لاذعة إلى البرنامج النووي الإيراني وتكاليفه المدمرة. وكان الإعلام الغربي افترض منذ فترة طويلة أن طموحات إيران النووية تتمتع بتأييد شعبي ثابت من الإيرانيين.
ولكن الإدانات التي وجهها ممثلو التيار الاصلاحي ذي الشعبية الواسعة إلى البرنامج النووي تؤكد الأساس المهزوز لموقف التحدي الذي يتخذه المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في الملف النووي.
وفي هذا الشأن أعلن النائب السابق احمد شيرزاد أن الإيرانيين لم يجنوا أي منافع من البرنامج النووي “ولا حتى قدح ماء” على حد تعبيره. واضاف: “إذا سألتموني لماذا سار البلد في الاتجاه النووي علي أن أجيب بأن لا علم لي”.
ونقلت صحيفة لوس انجلوس تايمز عن الأكاديمي الإصلاحي البارز صادق زيبكلام قوله إن الحرب مع العراق لم تضر بإيران كما أضر بها البرنامج النووي.
وعلى النقيض من المحافظين فإن الإصلاحيين يؤكدون أن عودة إيران إلى الأسرة الدولية واندماجها بالاقتصاد العالمي تتطلب القبول بما يفرضه المجتمع الدولي من قيود على البرنامج النووي. وكان الاصلاحيون جمدوا البرنامج النووي خلال الفترة الممتدة من 2003 إلى 2005م الذي فقدوا فيه السلطة.
واكد نائب رئيس البرلمان السابق محمد رضا خاتمي أن الإصلاحيين كتبوا رسائل عديدة إلى المرشد الأعلى يوضحون فيها أن الاصرار على تخصيب اليورانيوم ليس في مصلحة ايران. وفي عام 2009م دعت الحركة الخضراء التي سرقت منها الرئاسة بتزوير الانتخابات على نطاق واسع إلى دبلوماسية نووية برغماتية محذرة من الأثمان الباهظة التي يدفعها الشعب الايراني في المواجهة مع الغرب بسبب البرنامج النووي.
وفي عام 2012م دعا وزير الداخلية الإصلاحي السابق عبد الله نوري القيادة الإيرانية إلى عدم الاستهانة بما يعانيه الايرانيون في حياتهم اليومية بسبب سياسات حكومتهم وألا يسمحوا لقضية واحدة مهما كانت مهمة أن تهدد مصالح البلد كلها.
وتنسف هذه المواقف لسياسيين اصلاحيين يتمتعون باحترام كبير وشعبية واسعة بين الايرانيين الرأي الشائع في وسائل الاعلام الغربية بأن البرنامج النووي قضية تتعلق بالعزة الوطنية وأن الايرانيين عموما يقفون وراء حكومتهم وأنشطتها النووية.
ويكون لهذه المواقف والمقترحات التي يطرحها الاصلاحيون مغزى مضاعف إزاء الحقيقة الماثلة في أن الإصلاحيين يمكن أن يفوزوا بالانتخابات إذا كانت حرة ونزيهة.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا