مواطنون: خطبة الجمعة ينبغي أن تستعيد رونقها ودورها في إصلاح المجتمع


اســتطلاع / أمين العبيدي –
صلاة الجمعة وخطبتاها هي من أعظم الشعائر الإسلامية حيث تلتقي فيها جموع المسلمين كل أسبوع خلف إمام واحد وقبلة واحدة في صفوف يتساوى فيها الفقير والغني مجسدين أجمل معاني الوحدة والأخوة والتلاحم.. لكن الحاصل وما نراه على أرض الواقع في بلادنا أن أغلب من يحضر يشتكي والبعض يتساءل والبعض يعلو صوته بالصراخ والاحتجاج وأصبح المصلون بين مؤيد ومعارض لما استمعوا إليه من الخطيب فماذا يريد الناس من خطيب الجمعة وما هي الأمور التي يجب أن يناقشها وبماذا يمكن أن يتكلم ليرضي ربه ومجتمعه.. هذه التساؤلات طرحناها على عدد من الشباب والشخصيات فكانت الحصيلة كالتالي:

جميل الزبير (طبيب( أشار بالقول: نريد من خطيب الجمعة أن يكون منارة للحب والتوسط والحرص على حفظ المودة بين الناس بعيداٍ عن الأفكار التي تفرق أكثر مما تجمع ويكفينا ماهو موجود من خلافات ومناكفات حزبية وسياسية خارج المسجد أما المسجد فنريد أن ندخله لنصفي قلوبنا ونجدد علاقتنا مع الله ونعرف أمور ديننا لا أن نزيد الطين بلة.
وأضاف:
نريد من الخطباء إنكار الفساد الموجود بجميع صوره والمطالبة بإصلاح ما أمكن وبيان حق الرعية على الراعي وبيان أن علاج الفساد يكون بالخير والرشاد لا بما هو أفسد منه وأن قتúل امرئ مسلم أعظم عند الله من كثير من المنكرات الدنيوية التي يْراد تغييرها
ويشير الزبير: ما أجمل أن يلفúت الخطباء أنظار الناس إلى أن المستفيد من القتل والتخريب هم أعداء الإسلام ومن يتربصون بالأمة ومقدراتها.
احترام العقول
وفي الصعيد نفسه قال المهندس علي راجح (مهندس الكترونيات): إن أبرز سلبيات الكثير من الخطباء اليوم هو ضعف الإلقاء وروتين الطرح وقلة العلم وعدم التحضير المسبق فنتمنى من الخطباء أن يحترموا عقول الناس وعليهم أن يعلموا أن صلاة الجمعة يجتمع فيها الأستاذ والدكتور والمهندس والآباء والأطفال وكل شرائح المجتمع ويستمعوا بإنصات بمعنى أن يسلموا عقولهم وأبصارهم وأسماعهم لما سيقوله الخطيب وهم يتوقون لمعلومة جديدة..
وفي الأخير يقول راجح: نقول للخطباء والوعاظ والمرشدين.. يكفينا بكاء على الماضي نريد أن نهتم بجيل اليوم.
والحث على تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة والشخصية والحزبية والحذر من التقليد الأعمى والولاء الحزبي الضيق والحرص على استعمال العقل السليم والفطرة الصحيحة في كل ما يتلقاه المجتمع من أوامر فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وإنما الطاعة في المعروف وعلى الخطباء نصيحة الناس بكثرة الدعاء والابتهال إلى الله تعالى في أوقات استجابة الدعاء بكشúف الغمة وجمúع الكلمة والعفو والعافية والنجاة من الفتن وعدم المؤاخذة العامة بما فعل السفهاء منا.
البعد عن الحزبية
أما الشيخ أحمد الصالحي (عاقل حارة) فيقول: نريد من الخطباء أن يلامسوا معاناة وهموم الناس وواقعهم الذي يعيشون فيه بعيداٍ عن الحزبية فنحن في هذه الأيام خصوصاٍ نحتاج إلى ما يجمع الصف ويكون مفتاحاٍ للخير ومغلاقاٍ للشر.
أما عبدالرحمن الموشكي (محاسب قانوني) فيقول: نتمنى من جميع الخطباء أن يناقشوا ويحاضروا في أمور الدين نريد أن نفهم أمور ديننا ونعرف ما أمرنا الله به فنأتمر به وما نهانا عنه نجتنبه وأن يذكروا الناس بتاريخ أمتهم المشرق وأن صلاح الأمة منوط بطاعة الله وذكúره لا بمعصيته والغفلة عن دينه.
هيشات الأسواق
أما الأستاذ صادق الشهاري (مصمم جرافكس) فقد أشار بالقول: إن هذه المرحلة التي تمر بها اليمن تتطلب من الخطباء والدعاة أن يتكلموا بما يهدئ ثائرة الناس وبما يصون بيوت الله عن هيشات الأسواق التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الشريف (إياكم وهيشات الأسواق في المساجد) ويحفظ قلوب المسلمين ومودتهم لبعضهم ما أمكن ولذلك أنصح بالحذر من حدة اللهجة في الخطاب فإن هذا كمن يصب الزيت على النار والرفق ما خالط شيئٍا إلا زانه وما فارق شيئٍا إلا شانه والحكمة في الدعوة مطلوبة دائمٍا وفي هذه الأيام نحن بحاجة إلى تهدئة الفوران في نفوس الناس والنزاعات بينهم في المساجد والمجالس وغير ذلك ولذا فلúيحذر من يْؤجج الخلاف من مآل صنيعه.
وكذلك أنصح الناس بحفظ ألسنتهم عن الثرثرة والاشتغال بنقل الحديث هنا وهناك وترويج الإشاعات والفتن سواء عبر وسائل الإعلام أو على مستوى المنابر والمحاضراتº فإن هذا مذموم دائمٍا ورْبِ كلمة يقولها المرء لا يْلقي لها بالاٍ من سخط الله تهوي به في نار جهنم سبعين خريفٍا.
ويضيف الشهاري:
نريد تحذير بعض الخطباء من الجرأة على دماء المسلمين سواء يذكروا المدنيين أو غيرهم من الأبرياء في الجيش والأمن وعليهم أن يذكروا الناس بالأدلة على حرمة دم المسلم وأن يتوسعوا في ذلك ويوجهوا نصيحة صريحة الإسلام لا يْحل دم المسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني والنفúس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة.
الاقتداء بخطبة المصطفى
أما العقيد محمد شرف القارة فيقول: الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كانت خطبته قصيرة وروي عن بعض الصحابة أنهم كانوا يعدون كلماته عدداٍ في خطبته الشريفة فنتمنى من الخطباء أن تكون الخطبة قصيرة ما بين 10 إلى 15 دقيقة والاعتماد على المصادر الصحيحة والتحضير والاستعداد الجيد للخطبة وتجنب الأحاديث الموضوعة والمكذوبة والضعيفة, وعدم تكرار الخطب فإن ذلك يؤذي الحاضرين… ونصيحتي لمن يعتلي المنبر أن يستفيدوا من الخطب القديمة الخاصة بالمشايخ والعلماء وطلبة العلم الكبار مع الابتعاد عن التقليد الأعمى.
وأن يكون هناك اهتمام بالمناسبات واستغلال الفرص لإرشاد الناس كصلاة الجنازة بعد خطبة الجمعة فيحاول الخطيب أن يركز على التوبة والاستعداد للرحيل والموت.
نريد ربط الخطبة بواقعنا المعاصر وحبذا أن تكون الخطبة ارتجالية مدروسة فذلك أفضل من الخطبة الورقية لكونها تؤثر في الناس أكثر وكذلك مخاطبة الناس بما يعرفون فالناس أعداء ما جهلوه.
وما أجمل أن تكون الخطبة نابعة من القلب لتصل إلى القلب وعلى الخطيب الفاهم أن يتجنب الدخول في المسائل الخلافية التي لها حظ من النظر والمهم أن تكون أقوال الخطيب مطابقة لأفعاله فالناس في هذا الزمن بحاجة ماسة للقدوة الحسنة.

قد يعجبك ايضا