سياسيون وأكاديميون:
الكحلاني: من قام بهذه الجريمة أناس مأجورون لأيادُ عميلة
عامر: المستهدف هو الشعب اليمني ولا بد من اقتلاع الإرهاب من جذوره
الشجاع: لنقف صفاٍ واحداٍ ضد الارهاب ونقول كفى قتلاٍ ودماراٍ وكراهية
السياغي: من يتلذذون بسفك دماء الأبرياء مجرمون ومنحرفون
زيدان: استهداف الطلاب الشباب استهداف للعلم والتعليم في اليمن.
لا شيء سوى الشجب والتنديد يخيم على موقف المواطنين بمختلف توجهاتهم السياسية والدينية ففي الوقت الذي كان فيه الناس يتابعون أحداث المأسي التي يتعرض لها الوطن اليمني الجريح آخرها ما حدث في محافظات البيضاء و إب وذمار كان الناس على موعد مع فاجعة جديدة وبنفس الطريقة والأسلوب وبذات الدرجة الارهابية المقيتة وفي هذه المرة استهدفت ارواح عددا من خريجي الجامعات اليمنية المتقدمين لاختبارات القبول في كلية الشرطة بالعاصمة صنعاء.
( الثورة) تنقل مشاهدات عدد من المواطنين الموجودين على أرض الحدث, وآراء سياسيين وأكاديميين.. فإلى التفاصيل:
أحمد الكحلاني عضو مجلس النواب وصف هذه الجريمة بالوحشية واللادينية وقال :جريمة اليوم من الصعب التعبير عنها فضحايا طلاب مساكين كانوا يأملون بأن يكون لهم وظيفة في المستقبل وطوال الليل وهم قابعون في الشارع منتظرين الدخول إلى الكلية من أجل التسجيل ولا اعتقد بأن من قام بهذه الجريمة ينتمي إلى الإسلام والمسلمين بل أنهم قد تجاوزوا قوانين البشر وهم منزوعو الرحمة والأخلاق وقلوبهم أشد قساوة من الحجارة ومما لاشك فيه بأن هؤلاء المجرمين أناس مأجورون لأيادُ عميلة تهدف إلى زرع الفتنة في اليمن وبرأيي لايملك هؤلاء أي هدف سياسي أو إنساني إنما هم يقتلون لمجرد فكر ظلالي متشدد منحرف عن الصراط المستقيم وكأن هدفهم هو نقل صورة سيئة عن الدين الحنيف ومما يهدفون إليه هو جر البلاد إلى صراع طائفي وتصفيات جسدية وبطريقة بشعة ودموية فلو كان لهم قضية فإنهم سيواجهون خصومهم بالطرق الشرعية لكن ما يتم هو استهداف لزهرة شباب اليمن وبطريقة حيوانية وبدون تمييز وحقيقتهم السوداء أصبحت ظاهرة للعيان.
استهداف الشعب
نصر الدين عامر, مسؤول العلاقات الاعلامية لانصار الله عبر عن ادانته الشديدة وتحدث قائلا:ندين هذه الجريمة ونعزي أسر الضحايا ونتمنى للجرحى الشفاء العاجل وجريمة اليوم التي استهدفت طلاباٍ متقدمين للتسجيل في كلية الشرطة من حملة البكالوريوس دلالتها واضحة وهي أن المستهدف في مثل هذه العمليات هو الشعب اليمني ككل وليست جهة معينة وهو استهداف للعقل اليمني المفكر استهداف للعلم والتعليم كما تم استهداف عقول اليمن كالبروفسور أحمد شرف الدين والدكتور عبدالكريم جدبان والدكتور المتوكل والاستهداف لطلاب المدارس والجامعات والذين ليس لهم علاقة بالسياسة إنما يتم لأحداث أكبر وجعاٍ وألماٍ في قلوب الشعب اليمني ويسعون لإدخال الخوف إلى قلوبهم لأنهم يقفون مع القوات المسلحة واللجان الشعبية ضد الإرهاب لكن ستكون النتيجة على العكس من ذلك تماما وستزيد أبناء اليمن إصرارا وعزيمة حتى يتم اقتلاع الإرهاب من جذوره ورسالتنا إلى الإعلام اليمني العام والخاص أن يوجهوا كل إمكاناتهم من أجل محاربة الإرهاب كونه عدو اليمن ونقول للإعلام الخارجي لا توظفوا قنواتكم الفضائية لمثل هذه الجماعات الإرهابية فدماء الأبرياء و المستضعفين التي تسفك في الشوارع ليست رخيصة.
الإدانة لا تكفي
الدكتور عادل الشجاع استاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء أكد على ان أساليب هذه الجماعة قد تجاوزت حدود العقل والمنطق وتابع بالقول:هذه جريمة بشعة وينبغي على كل مواطن يمني أن يقول كفى ولابد للحكومة ومؤسسات الرئاسة أن تقوم بدورها ولابد ان يستصرخ العالم ويقف إلى جانب اليمن لأجل محاربة التطرف والارهاب والمطلوب من كل الأحزاب السياسية ليس ان تدين وتشجب فقط هذه الجريمة وإنما عليها ان تدعو اتباعها إلى التسامح والتعايش داخل البلد لأن ثقافة الكراهية هي التي تغطي مثل هذه الجرائم ومن الواضح بأنه كان هناك تسريبات بأن أغلب المتقدمين للتسجيل في كلية الشرطة من أنصار الله وبالتالي خطط لهذه الجريمة وبرأيي هذا الاستهداف لم يستهدف أنصار الله بل أنه قد استهدف كل فئات الشعب اليمني, ويضيف : وبالتأكيد كل الحوادث مترابطة وجريمة اليوم مرتبطة بحادثة رداع ومستشفى العرضي مثلما هي مرتبطة بمذبحة الجنود في حضرموت كذلك تفجير ميدان التحرير فكلها جرائم تستهدف الانسان اليمني ورسالتي إلى الأحزاب والقوى السياسية ورجال الدين والحكومة والبرلمان أن يقفوا وقفة رجل واحد ويقولون كفى للقتل والدمار والكراهية ويجب أن نقف صفاٍ واحداٍ ضد الارهاب ولابد أن يعود اليمن إلى سابق عهده, حيث كانت مهدا لكل الرسالات السماوية.
مجرمون ومنحرفون
* بدوره تحدث الدكتور سامي السياغي رئيس مركز الدراسات السياسية في جامعة صنعاء حول هذا العمل الإجرامي بقوله : نترحم على أرواح كل من سقط شهيدا نتيجة هذا العمل الإجرامي الحاقد الجبان.. ونسأل المولى جل وعلا لهم الرحمة والمغفرة وللجرحى الشفاء الذي لا يغادر سقما..وبأقسى عبارات المقت ندين ونستنكر هذه الجريمة النكراء ونؤكد إيماننا بأن أولئك المنحرفين المجرمين لن يغادروا بأي حال زمرة من وصفهم الله سبحانه بالأخسرين أعمالا لا أدري كيف لهم بلقاء الله ذلك اليوم وهم مسؤولون عن نهر الدماء البريئة المتواصل الذي يتلذذون بسفكها ليل نهار دون وازع من دين أو ضمير وهم يحسبونك مغترين بتهويمات إبليس اللعين أنهم يحسنون الى دينهم ويتعبدون ربهم بتلك الدماء ويتقربون إليه… إنها لعمري لمأساة حقيقية.
استهداف التعليم
إسماعيل زيدان مدير الإعلام في وزارة التربية والتعليم تحدث قائلا:نحن ندين ونستنكر هذا الحادث الإجرامي اللإنساني الذي ارتكبته ايادي الغدر والخيانة وكان ضحيته عدد من خيرة شباب اليمن عندما كانوا يبحثون عن بصيص أمل في الحياة العملية وهم بذلك شهداء لله والوطن ولاذنب لهم سوى أنهم يمنيون شرفاء وهذا الصباح كان صباحا مأساويا على أرجاء اليمن لأننا لم ولن ننصاع لحكم الإرهاب والإرهابيين فالملاحظ في الآونة الأخيرة هو استهدف الطلاب الشباب كما حدث اليوم وسابقا في رداع وهذا يجعلنا ندق ناقوس الخطر وهذه العمليات تدل على أن الإرهاب والارهابيين أعداء للعلم والتعليم والحياة والإنسان وعلينا أن نقف صفاٍ واحداٍ ونشد من أيدي بعضنا لكي نقتلع هذه الآفة من الجسد اليمني الطاهر.
شهود عيان يصفون لحظة الفاجعة
* مهيب سلطان حمود ومحمد صادق محمد من المتقدمين لكلية الشرطة وصفا المشهد بصورة دقيقة حسبما رصدته عدسات أعينهما فقالا ” كنا منهمكين في طابور المتقدمين للتسجيل بالكلية وفي تمام الساعة السابعة وأربع دقائق كانت مسامعنا على موعد مع صوت انفجار ضخم هز المكان وهز معه أمننا وحياتنا وبعد سماعنا للانفجار التفتنا مباشرة إلى مصدر الصوت فكانت أعيننا هي الأخرى على موعد مع مشهد رعب رهيب حيث رأينا قبعات الجنود وأشلاء الضحايا تتطاير في الجو بعدها غطى المكان سحبا من الدخان تحمل في طياتها آثام الضالين وما يفعلون ولأن رائحة الموت كانت قد نفثت في المكان حاولنا الاقتراب من مكان الحادث وحينها لم نستطع أن نتمالك أنفسنا فالمشهد هناك أكثر رعبا وأكثر دموية بل وتظهر الصورة الروح الآثمة المجرمة التي يحملها أرباب الإرهاب ومنفذوه ومخططوه فكانت الجثث أكواماٍ بينما الاشلاء متناثرة على الرصيف والشارع أما الدماء فقد ترتكت لنفسها بصمة فرسمت نفسها على الجدران المجاورة ” طلاب آخرون كانوا أيضا على مقربة من الحادثة غير أن فضاعة المشهد لم يمكنهم من وصفه ولا من ذكر ولو بعضا من تفاصيله كل ما أفادونا به نظرات صاخبة ولعنات لمن خطط ونفذ.
الأربعاء الدامي
* عبدالغني جميل مواطن من أبناء محافظة ذمار صحا من نومه وهموم الدنيا تخيم على رأسه فهو ـ كما يقول ـ غارق في مشاكل الحياة ومتاعبها غير أن تمام الساعة السابعة من صباح يوم الأربعاء الدامي ـ كما يسمه ـ أنسته كل تلك الهموم ولم يعد يفكر بها مطلقا فكل ما يفكر به هو تحليل مشهد الرعب الذي قام به عناصر الشر والإرهاب بتفجيرهم للمتقدمين بكلية الشرطة من خريجي الجامعات المنتسبين لوزارة الداخلية لذا فالرجل الآن غارق في الحزن من أعلى رأسه وحتى أخمص قدميه.
* المساعد حسن الرعوي افتتح حديثه عن العملية الإرهابية بتمتمات غريبة وعجيبة لكنها تصب إجمالا في شجب الحادثة الإرهابية ” بذات الوجه يظهر لنا الارهاب صورته كل يوم لمِ لا والمؤكد أن الإرهاب ليس له سوى وجه واحد وليس له مهنة سوى مهنة واحدة هي صناعة الموت وما حدث في كلية الشرطة لإخواننا الجامعيين المتقديمن للكلية ليس بالغريب على أناس عشقوا سفك الدماء وأدمنوا على رؤية تناثر الأشلاء فهم مغرمون بالإجرام حتى الثمالة ولذلك فنحن كجنود وشباب ندين كل ما يقوم به الارهابيون من قتل جماعي وتفجير لمصالح الدولة ونخص بهذه الإدانة المجزرة الأخيرة التي ارتكبها الارهابيون في كلية الشرطة “
* أما حبيب العمري طالب جامعي فيتساءل عن مصلحة الجهة التي نفذت العملية حيث وأن المستهدفين طلاب لا يملكون شيئا في جعبهم ولا حتى في حياتهم فكل ما يملكونهم مجرد أحلام الحصول على وظيفة يحسون من خلالها أنهم موجودون على قيد الحياة بعيدا عن العيش القسري وسط زحمة الظروف القاسية .
لا ينتمون للإسلام
* حمدي سعيد ” كنا نعرف للارهاب هدفا وإن لم يكن صحيحا والمتمثل بتفجير مصالح الغرب وعملاء الغرب كما يدعون لكننا اليوم لم نعد نفهم الهدف الذي ينفذون لأجله تلك العمليات الارهابية خصوصا الحادثة الأخيرة التي استهدفت الطلاب المتقدمين لكلية الشرطة من المنتمين لوزارة الداخلية وقبل هذه العملية ما حدث في محافظتي إب وذمار ” لذلك ينفي حمدي أن يكون من يقوم بهكذا عمليات ممن ينتمون إلى الاسلام فهو كما يقول ليس لهم ملة أو دين ولا يملكون في قلوبهم حتى مقدار ذرة واحدة من الإنسانية ولذلك فقد لجأ هؤلاء إلى تقمص الدين الإسلامي ليقتلوا الإسلام والمسلمين باسم دينهم وما يؤكد ذلك أنهم يستهدفون الناس على اختلاف توجهاتهم ولا يفرقون بين هذا الدين أو ذاك أو هذه الطائفة أو الأخرى أو بين هذا الحزب والآخر.
” رغم تكرار العمليت الإرهابية ورغم الظروف التي يعيشها الوطن إلإ أن الإرهاب لم يجد لنفسه موطأ يضع من خلاله قدمه وسط اليمنيين فهو منبوذ مهما تعلل من أعذار ” هذا ما قاله رشدي الحمادي وأضاف : ” ثمة إجماع بين مختلف فئات المجتمع كبارهم وصغارهم نساءهم ورجالهم على أن أن الإرهابيين يعملون لتحقيق أهداف خفية وهذا يدلل لنا أن الإرهاب ليس له أية صلة بالإسلام وأن المنتمين إليه هم قلة من الشواذ عبيد المادة وضحايا الفكر المتشدد وهذا الأمر يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك أن هذه العمليات تهدف في مجملها إلى تفريق الصف اليمني وإدخالهم في متاهات العنف الطائفي والمذهبي وتتابع الهجمات الارهابية العنيفة على اليمنيين مدنيين وعسكريين يأتي في إطار تلك الاهداف ورغم إحساسهم بالفشل في تفريق اليمنيين وتمزيق لحمتهم وزرع الفتن فيما بينهم إلا أنهم ما زالوا يتابعون أعمالهم الاجرامية “
تصوير/ محمد حويس