ثقافة الرياضيين
ينظر إلى الرياضيين أنهم من ذوي المؤهلات العلمية المتدنية والذين لديهم تصحر ثقافي وأنهم لا يهتمون برفع مستوى تحصيلهم العلمي والثقافي وتجدهم عندما تستضيفهم وسائل الإعلام المسموعة والمرئية بالذات يكثرون من (التأتأة) و(الفأفأة) وعاجزين عن الرد بكفاءة وثقافة يتمناها المعجبون بأدائهم في ساحات الملاعب الرياضية.
هذه النظرة الدونية القاصرة والظالمة فيها جزء من الصحة لكن التصميم غير مقبول.. هذا من جانب.. ومن ناحية أخرى فإن المستوى الثقافي العام للاعبين ليس في مستوى الطموح ذلك أن كثيرا من نجوم الملاعب, ينظر إلى الثقافة بوصفها ترفا وأمرا هامشيا وهو الخطأ نفسه الذي يقع فيه الكثير من المثقفين الذين ينظرون أيضا إلى الرياضة باعتبارها ترفا كذلك!
وليس غريبا أن يشعر العديد من الزملاء الإعلاميين بالصدمة عندما يحاور نجما رياضيا يصفق له عشرات الآلاف من الجماهير فيجده عند الحوار الصحفي أو الإذاعي أو التلفزيوني خاويا يضرب أخماسا في أسداس بل ويتحول عندما يسأله عن أمر محرج يحتاج إلى شيء من الذكاء للإجابة عن هذا السؤال وكأن الصحفي ألقم النجم حجرا فلم يقو على الإجابة وتلعثم!!
وليس معنى هذا أن جميع النجوم على هذا النحو من ضعف المستوى الثقافي العام بل إن هناك نماذج في مختلف الألعاب يحرصون على تنمية ثقافتهم على الأقل إن لم يتمكن ـ لظروف مختلفة ـ من مواصلة تحصيله العلمي.
وأمام قضية مهمة كهذه فإنه منوط بكل المنتمين إلى قطاع الشباب والرياضة الحرص على رفع مستواهم العلمي والثقافي ـ جنبا إلى جنب مع الحرص على الجانب الإبداعي والأخلاقي وصولا إلى أن يكون الرياضي انموذجا وشخصية متكاملة في إطار المجتمع الذي سيعتبر الرياضي رمزا من رموز هذا المجتمع عندما يحرص على تطوير ذاته وإمكاناته وقدراته في الجوانب كافة.
ونتمنى أن يأتي الوقت الذي يكون فيه الرياضيون بمن فيهم الإعلاميون منهم في أعلى سلم السلطات التنفيذية والتشريعية ليسهموا في تشكيل مستقبل هذا الوطن العزيز.