بكيل صالح ناشر –
إن فكرة الاغتراب والسفر حلم يراود الكثير من اليمنيين خاصة في ظل هذه الظروف الاقتصادية المحيطة التي تمر بها البلاد آملين بذلك وسيلة لتحسين وضعهم المعيشي والحياتي بمختلف جوانبه¡ وما أن يضعون قدمهم الأولى في مواطن الاغتراب حتى يرون حقيقة تلك العقبات التي تتشكل في طريقهم صعوبة التعايش مع دول المهجر والتمازج الثقافي والفكري والنمط المتعارف عليه في مواطن الاغتراب التي تلزم على المغترب التكيف معها وتقبلها حتى يحقق أهداف غربته ويتمكن من المشاركة مع مختلف المجالات والنشاطات المجتمعية.
وبزاوية ليست بعيدة عن هذا المنطلق نجد ونسمع يوميا◌ٍ عن تهميش وتجاهل الجهات المختصة في مواطن دول المهجر مع رعاياها وكأن في ذلك تعمد حقيقي في تقليل من مكانة وشأن المغترب اليمني بين شعوب العالم فلا يجدون من يسمع لهم أو يكترث بأمورهم ومع هذا نرى أن مسألة التجاهل مشتركة بين الجهات المختصة ووسائل الإعلام المتعددة التي لا أدري أهي تتعمد هذا الإهمال أم لم تجد بعد من يوجهها في سبيل مناقشة هذه القضايا الحية التي تسهم شريحة كبيرة من الناس سواء من الداخل أو الخارج..
لإن الإعلام هو الصورة التي تعكس ما تحقق على أرض الواقع من المهام والمسؤوليات المناطة بها حيث أن لهذا التهميش لقضايا المغتربين الذين أثقلت معظمهم جور المعاناة وأدت إلى شعور المغترب بالدونية والانتقاص النفسي بالمواطنة حين لا يجد أي جهة معنية تقف إلى جانبه وتتبنى قضاياه أسوة بالمغتربين من الدول الأخرى بالإضافة إلى ضياع حقوقه ومستحقاته والتقليل من شأنه مع من يخصهم الأمر في دول المهجر¡ توطيد أصول المعاناة وضعف الانتماء الوطني تجاه أرضه وناسه ووطنه.
كانت تلك لمحات بسيطة من جذور تلك المعاناة التي يتكبدها المغتربون في دول المهجر ومواطن الاغتراب وبالمقابل هي رسالة لابد من أن تؤخذ بعين الجد والاعتبار.
Next Post
قد يعجبك ايضا