صرح وزير الخارجية الإيراني الإيراني عباس عراقجي، أنه اذا كانت هناك مخاوف بشأن البرنامج النووي الإيراني، فإن الحل يجب أن يكون دبلوماسيا، مضيفا أن إيران كانت دائما مستعدة للحوار والحل الدبلوماسي وانه جاء إلى نيويورك بمقترحات بنّاءة.
وقال عراقجي في مقابلة مع شبكة CNN الإخبارية الأمريكية، ونقلت فحواها وكالة الأنباء الإيرانية إرنا اليوم الثلاثاء، : “الحقيقة هي أننا لم نكن نرغب قط في امتلاك سلاح نووي، وقد أثبتنا ذلك عندما وقّعنا في عام 2015 الاتفاق النووي الشامل (خطة العمل المشترك الشاملة – JCPOA) مع مجموعة 1+5، بما في ذلك الولايات المتحدة”.
وتابع موضحا: “لقد نفّذنا هذا الاتفاق بحسن نيّة والتزمنا بجميع التزاماتنا، وعندما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق، لم يكن هناك أي سبب مبرّر لهذا الإجراء، لأن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت مرارا أن إيران كانت ملتزمة تماما بالتزاماتها”.
واضاف: “لقد أثبتنا أننا لا نسعى لامتلاك سلاح نووي. كما أننا في مايو ويونيو 2025 دُعينا من قبل إدارة ترامب لاستئناف المفاوضات النووية، فوافَقنا. وعُقدت خمس جولات من المحادثات، وكان من المقرّر عقد الجولة السادسة في 15 يونيو، لكن قبلها بيومين هاجَمَنا الكيان الإسرائيلي، وساندته الولايات المتحدة في هذا الهجوم”.
وأردف وزير الخارجية قائلا:”لقد مررنا مرتين بتجربتين مريرتين وغير سارّتين مع أمريكا. الأولى كانت عندما تم التوصّل إلى اتفاق ثم انسحبت منه، والثانية عندما تفاوضنا هذا العام ثم تعرّضنا للهجوم منها”.
واستطرد عراقجي مبيّنا :” الأسبوع الماضي، جئتُ إلى نيويورك بمقترحات عادلة ومتوازنة وبنّاءة للتوصل إلى حل دبلوماسي لهذه الأزمة، لكن هذه المقترحات رُفِضَت من قبل أمريكا والترويكا الأوروبية، وبدلا من ذلك لجؤوا إلى إعادة فورية للعقوبات (Snapback)، مما عقّد الأمور أكثر”.
وأشار عراقجي إلى أن أمريكا هاجمت منشآت إيران النووية ومرافق التخصيب، ودمّرتها وألحقت بها أضرارا جسيمة، لكن هذه العمليات العسكرية لم تحل المشكلة، لأن التكنولوجيا النووية التي تملكها إيران هي تكنولوجيا محلية الصنع وليست مستوردة من الخارج. مضيفا أن إيران طورت هذه التكنولوجيا بنفسها، وبالتالي فإن التكنولوجيا موجودة. ولذا، إذا كانت هناك مخاوف بشأن البرنامج النووي الإيراني، فالحل يجب أن يكون دبلوماسيا، معلنا استعداد إيران الدائم للحوار والحل الدبلوماسي.
كما أكد عراقجي: “لقد جرّبوا الخيار العسكري، لكنه لم يحل المشكلة. والآن يلجؤون مجددا إلى آلية سناب باك، وهو ما لن يحل المشكلة أيضا، بل سيزيد من التعقيدات والصعوبات ويجعل الحل الدبلوماسي أكثر صعوبة”.
وحول موضوع التخصيب، نوّه عراقجي: “أعود إلى اتفاق خطة العمل المشترك الشاملة (JCPOA) لعام 2015. في ذلك الوقت، وافقنا على أن نقتصر في إيران على تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67% فقط، وأن نخصّب بنسبة تصل إلى 20% لتشغيل مفاعل الأبحاث في طهران”.
وأكّد وزير الخارجية الإيراني: “كما أن من حقنا تخصيب اليورانيوم. فنحن لم ننتهك قط معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، وعملنا دائما في إطار القوانين الدولية، ونحن فقط نطالب بممارسة حقنا القانوني”.
وبخصوص توصل ترامب و نتنياهو إلى اتفاق حول خطة سلام مكوَّنة من 20 بندا بشأن غزة، قال عراقجي: “لقد دعت إيران دائما إلى إنهاء الإبادة الجماعية في غزة، وأرى أن من واجب جميع الحكومات التعاون من أجل وقف هذه الجرائم في غزة”.
وأضاف عراقجي:”على مدى السنوات الثماني الماضية، تم اقتراح أكثر من مائة خطة مختلفة لحل هذا الصراع في غرب آسيا، والخطة الوحيدة القابلة للاستدامة هي تلك التي تعترف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير وتحترمه، ونحن ننتظر لنرى ما إذا كان هذا سيتحقق ام لا”.
وحول ما إذا كان قد رأى الخطة أو استشار حماس بشأنها، قال: “لقد رأينا هذه الخطة اليوم بعد الظهر (الاثنين بتوقيت نيويورك المحلي)، وننتظر الآن لنرى رد فعل حماس والفلسطينيين تجاهها”.