رابطة الرياضيين القدامى الإنصاف المطلوب

حسن الوريث

 

 

في كل بلد يمثل الرياضيون القدامى أكثر من مجرد أسماء في سجلات البطولات، فهم جزء من الذاكرة الوطنية ورمز للصمود ومصدر إلهام للأجيال القادمة، ورغم هذا الدور المحوري غالبا ما يجد الكثير منهم أنفسهم في مواجهة مصير صعب بعد اعتزالهم، حيث يغيب الدعم وتتلاشى الأضواء وفي اليمن فإن كثيراً من الرياضيين بعد اعتزالهم يجدون أنفسهم في مواجهة مصاعب الحياة، فبعضهم لا يجد قوت يومه والبعض الآخر يعاني من المرض دون أن يجد تكاليف العلاج، لقد أصبحت مآسي الرياضيين القدامى ظاهرةً تتطلب حلولًا جذرية.
وفي كثير من البلدان حينما يعتزل الرياضي فإنه يتجه إما إلى مجال الرياضة كمدرب أو إداري أو فني أو أنه يكون قد أسس لنفسه مشروعاً تجارياً، أما في اليمن فإن الرياضي عقب اعتزاله يجد نفسه غالباً في الشارع دون أي عمل وهذا حال الكثير من الرياضيين اليمنيين الذين نجدهم في خانة التهميش والحرمان ونراهم غالباً في أروقة الوزارة والاتحادات يتابعون مسؤوليها لعل وعسى يجدون التفاتة بمساعدة مالية ربما لا يجدونها.
ومن هنا تبرز أهمية وجود رابطة للرياضيين القدامى كضرورة قصوى، ليست مجرد كيان يجمع شتاتهم، بل استثمار في الذاكرة الرياضية وضمان لمستقبل أكثر إنصافًا باعتبارها مظلة اجتماعية وإنسانية للكثير من الرياضيين الذين قدموا جهدهم وشبابهم لرفع اسم بلادهم، حيث يواجهون في شيخوختهم ظروفًا صعبة سواء كانت صحية أو مادية، ووجود رابطة قوية يضمن لهم شبكة أمان من خلال توفير برامج تأمين صحي ومساعدة الحالات المحتاجة وتوفير فرص عمل أو مشاريع صغيرة لهم.
طبعاً لا يقتصر دور الرابطة على الجانب الإنساني، بل يجب أن يمتد ليشمل الجانب المهني والتنموي، فالرياضي القديم يمتلك خبرة عملية وعلمية لا تقدر بثمن ويمكن توظيفها بشكل كبير في نقل الخبرات للمدربين واللاعبين الشباب، مما يضمن استمرارية الخبرة وتطوير الأداء الفني وكذا من خلال الاستشارات الفنية والإدارية للأندية والاتحادات الرياضية، مما يُساهم في تطوير الخطط الاستراتيجية والبرامج التدريبية.
هذه الفكرة مطروحة للنقاش على الرياضيين والإعلاميين والمسؤولين وكل من له علاقة بالرياضة لإثرائها والخروج برؤية متكاملة تهدف إلى إنشاء كيان متكامل للرياضيين القدامى يحافظ عليهم وعلى حقوقهم ويمكن الاستفادة من مشاريع وبرامج مماثلة في بعض البلدان حتى يكون المشروع ناجحاً ويحقق الغرض منه وتخرج الفكرة إلى النور ونستفيد جميعاً كرياضيين سابقين من هذه الرابطة وحتى لا تأخذنا الرياضة لحماً وترمينا عظماً، وهذه الرابطة إذا ما تم تأسيسها بشكل صحيح، ستُجبر الجميع على القيام بواجباتهم تجاه الرياضيين الذين قدموا عصارة جهدهم لخدمة بلادهم، كما أنها خطوة نحو إنصافهم.

قد يعجبك ايضا