الطاقة الكهربائية المطلوبة للمحافظة 90 ميجاوات والمتوفر حاليا 30 ميجاوات فقط


يعاني قطاع الكهرباء في مختلف محافظات الجمهورية العديد من المشاكل التي اربكت جهود القائمين عليه وزادت من معاناة المواطنين وتذمرهم محافظة إب التي ليست بأحسن حال عن غيرها من المحافظات فالطاقة الكهربائية الموزعة لها تصل إلى قدرة ( 30 ) ميجاوات بينما تحتاج إلى طاقة كهربائية تقدر بـ ( 90) ميجاوات خصوصاٍ في ظل الطلب المتزايد على خدمات التيار الكهربائي نتيجة التوسع العمراني الهائل وبالتالي فإن نسبة العجز تمثل مشكلة تتطلب وضع العديد من المعالجات والحلول التي تمثل نافذة أمل لتحقيق متطلبات المواطن من هذه الخدمة .
لمعرفة المزيد عن وضع الكهرباء في محافظة إب التقينا مدير عام مؤسسة الكهرباء بالمحافظة المهندس / عبدالملك مصلح الكامل – الذي استعرض العديد من الجهود والانجازات التي حققتها المؤسسة وما سيشهده قطاع الكهرباء من حلول ومعالجات ستحد من مشاكل انقطاع التيار وتحسين خدماته .. مشيراٍ إلى العديد من المشاكل والمعوقات التي تواجههم بصورة دائمة.. فإلى التفاصيل :

* كيف تقيمون واقع الكهرباء بمحافظة إب ¿
– بالتأكيد أن الطاقة الكهربائية في محافظة إب لا تختلف كثيراٍ عن بقية المحافظات فمشاكل الكهرباء كبيرة وقد تكون واحدة وعموماٍ فهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام مادية وإدارية وفنية وكل جزء من هذه المشاكل له مشاكله الخاصة فالمشاكل المالية نحن نعاني من قلة الاعتمادات المالية اللازمة لمواجهة كافة جوانب العمل كالصيانة ومستحقات الموظفين في ضل تمدد وتوسع الشبكة بالمحافظة أما المشاكل الفنية فالشبكة الكهربائية تمتد على مساحات واسعة في العراء ومعرضة لأي اعتداء أو أي عبث وهو الحاصل بشكل مستمر سقوط الشبكات – تفجيرات – احتراق المحولات نتيجة عبث المواطنين أو عدم إبلاغ الكهرباء بأي مشاكل فنية تحدث حتى نقوم بواجبنا وهذا كله يضاعف علينا المشاكل المادية من خلال الصيانة والإصلاحات أضف إلى ذلك ما نعانيه من اختناقات كبيرة في المحافظة سواء في محطات التحويل الفرعية نظام (33 ) و(11) كيلو فلت أو نظام (132) كيلو فلت ونحن نعمل على حل هذه المشكلات بشكل متواصل و بصدد إعداد برنامج لعام 2015م للحد من هذه الاختناقات ومن هذه الحلول إنشاء محطة خليج سيرت بقدرة (20) ميجا فلت أمبير بالإضافة إلى إنشاء محطة تحويلية لمدينة القاعدة بقدرة (20) ميجا فلت أمبير وذلك بهدف مواجهة الأحمال على المحطة في منطقة ذي السفال وهناك محطة تحويلية أخرى وضعناها ضمن برنامج 2014م إنشاء محطة داخل جامعة إب للحد من مشاكل الكهرباء وكلها محطات تحويلية وخلاصة الأمر أننا في محافظة إب بحاجة إلى كهرباء بقدرة (90) ميجا وات لتغطية احتياجات المحافظة بالكامل بينما الواصل من الشبكة إلينا هو بقدرة (30) ميجا وات مما يجعلنا نعاني ضغطاٍ كبيراٍ وذلك رغم أن بعض المناطق إلى الآن لم يتم دخول الكهرباء إليها ونحن بصدد متابعة توصيل الكهرباء لهذه المناطق.

إرباكات كبيرة
* في ظل التوسع العمراني الذي تشهده محافظة إب بالإضافة إلى التوزيع الجغرافي المتباعد للمناطق – كيف تواجهون هذا التوسع ¿
– هذا التوسع أحدث لنا إرباكات كبيرة بكل معنى الكلمة ويتمثل ذلك من حيث انهيار الشبكات التي تم استلامها من الشبكة الدولية للكهرباء ما يجعلنا بحاجة إلى تبديل الشبكات التي كانت من قبل كذلك نحن بحاجة إلى عمل تحسين وإصلاحات في الشبكات في كل المناطق بالإضافة إلى ما نحتاجه من مواد هائلة لتغطية الاحتياجات المتزايدة خصوصاٍ توصيل الشبكات إلى القرى والجبال والمناطق المتفرقة في كل مكان لكننا مع ذلك نبذل جهوداٍ كبيرة للوصول إلى تغطية كافة الاحتياجات وفي الأساس فالمشكلة مستعصية وليست بالأمر السهل لاننا بحاجة إلى طاقة كهربائية كافية لتحل كافة الإشكالات فعدد المشتركين في خدمة التيار الكهربائي في إب تصل إلى (201.000) مائتين وواحد ألف مشترك.

عجز في الطاقة
* كيف نستطيع أن نضع مشاكل الكهرباء للمواطنين بصورة سهلة تحد من التذمر من قبل المواطنين ومعاناتهم وطلباتهم باعتبارها طلبات مشروعة لهم خصوصاٍ في محافظة إب ¿
– باختصار شديد نحن في المحافظة بحاجة إلى طاقة كهربائية بقدرة (90) ميجا وات بينما ما يصلنا من الشبكة هو (30) ميجا وات وبالتالي يصل العجز حوالي (60) ميجا وات ولتغطية العجز يقوم التحكم الفرعي بالمحافظة بتوزيع التيار الكهربائي بين المناطق بشكل متساو لكن ما يحصل أحياناٍ أن المحولات الثلاثة لدينا تجبرنا على التوزيع المناسب وبما يتناسب مع قدرة تحملها فالمحول الأول قدرته (31.5) بند فايف ميجا فلت أمبير والثاني (31.5) والثالث (15) ميجا فلت أمبير هذا طبعاٍ بنظام (132) كما ان لدينا محطات على المحول الذي قدرته (15) فعندما نحمل المحطات على هذا المحول تكون الطاقة فوق قدرته وما يتحمل وبالتالي نضطر لتخفيف الحمل على مناطق أخرى فيما تتحمل المحولات الأخرى أجزاء من المحافظة لكن في حالة تعرض محطة مأرب أو الشبكة الكهربائية لأي اعتداء فإن كمية الطاقة المخصصة لإب تخفض إلى اقل من النصف فنزود بطاقة بقوة (10-15) ميجاوات فقط وهذا يضاعف المشكلة بشكل أكبر وبالتالي فإننا نواجه مشكلة كبيرة ونقع بين أمرين محيرين طلب الناس للكهرباء وتذمرهم ومشكلة تعطل الكهرباء وانقطاعها وخروجها عن الخدمة نتيجة الاعتداءات وما إلى ذلك لكن في كل الأحوال نحن نعمل ما بوسعنا للتوزيع بصورة عادلة وحسب ما هو متوفر.

انتهى عمرها الافتراضي
* هناك بعض المحافظات احتفظت ببعض المحولات والمحطات القديمة ويعملون على صيانتها وهي تساعدهم بالفعل على تغطية جزء من الاحتياجات فماذا تبقى في إب ¿
– عندما نتكلم عن التوليد والمحطات التي كانت قديمة هي تابعة لكهرباء الريف ونتيجة لقدمها فقد انتهى عمرها الافتراضي وما كان في إب انتهت بانتهاء عمرها الافتراضي أيضاٍ هناك محطات توليد في تعز تولد حوالي (10) ميجا وات وهناك أيضاٍ في المنصورة وخور مكسر وفي الحديدة كلها تعمل بالديزل كذلك هناك مولدات في حزيز تولد حوالي (8 أو 12) ميجا وات وهناك بالقاع بصنعاء ونحن بحاجة إلى إنشاء مثل هذه المحطات للتوليد سواءٍ بالديزل أو بالفحم الحجري وبما يساعد على تغطية الاحتياجات أما ما كان سابقاٍ فقد انتهى معظمه لطول الفترة الزمنية التي قضاها.

مشكلة تزعجنا
* هناك مناطق أو أشخاص لديهم خطين من شبكة الكهرباء هل من إجراءات تتخذ ضد هؤلاء لضمان عدالة التوزيع¿
– بالتأكيد أن هذه المشكلة حاصلة وتزعجنا نحن في الكهرباء أكثر من غيرنا وتسبب لنا مشاكل مع الآخرين لأن الخلية أو القاطع من المحطة نفسها عندما يتحمل أكثر من طاقته يفصل ولا يستطيع المشغل في المحطة يتحكم فيه أصلاٍ وزيادة الأحمال هي ناتجة عن التوصيل من الخطين وبالتالي ينتج عنه الأعباء وفصل الكهرباء وهناك حلول وضعناها بغرض التغلب على هذه المشكلة منها تكتيكية آنية ومنها استراتيجية فالحلول التكتيكية كلفنا فرق عمل متخصصة للتفتيش والرقابة فأي مشترك لديه خطين يقومون بفصل أحد الخطوط وإذا رفض أو أعاد الخط نعمل له مخالفة وتضاف على فاتورة استهلاكه وهذا يحمله أعباء وغرامات بحيث يصل إلى قناعة بالفصل وهنا نتمنى أن يكون لدى المواطنين الشعور بالمسئولية تجاه الكهرباء حتى نستطيع توزيع الطاقة المتوفرة بطرق متساوية ويستفيد منها الجميع .

مشاريع عديدة
* هل هناك مشاريع جديدة من شأنها معالجة مشكلة الكهرباء في المحافظة ¿
– نعم هناك خطط استراتيجية منها ما بدأنا بتنفيذه ومنها ما نحن في صدد العمل على البدء فيه منها افتتاح مشروع محطة تحويل مذيخرة بقدرة (5) ميجا وات وبتكلفة حوالي (550.000) دولار كذلك افتتاح مشروع محطة تحويل حزم العدين بقدرة (5) ميجا وات وبتكلفة حوالي (550.000) دولار أضف إلى ذلك أن ضمن خطتنا هناك مشروع توسعة محطة التمويل الفرعية لمدينة القاعدة (11.33) كيلو فلت حيث يتم تركيب محول خافض بقدرة (20) ميجا وات وبتكلفة تقدر بـ(867.480) دولار كذلك مشروع توسعة خطوط (33) كيلو فلت ومشروع خليج سرت بقدره (20) ميجا فولت أمبير وكذلك أوجدنا محول (13) ميجا فلت أمبير محول جديد وهذا المحول سيحل لنا أيضاٍ عدة مشاكل واختناقات كثيرة في نظام (132) نظام الضغط العالي بالإضافة إلى الطاقة الاستيعابية لمحطة خليج سيرت .. إضافة إلى ذلك فقد وضعنا ضمن خططنا المستقبلية خصوصاٍ في العام 2015م استكمال شبكة الكهرباء لكل مناطق إب ووضعنا على السلطة المحلية عمل محطة توليد لرفد المحافظة وهو من المشاريع الاستراتيجية والمكلفة ونتابع أيضاٍ عمل محطة تحويل ضغط عالي في منطقة شبان (132) والأرضية محجوزة ونتابع الآن مشكلة إنشائها ولدينا أيضاٍ البرنامج الاستثماري السعودي هذا أيضاٍ قدمنا لهم عدة مشاريع منها تحسين الشبكة داخل مدينة إب بالإضافة إلى محطة تحويل في جبل رعاويين في الربادي منطقة جبلة وفيه محطة تحويل أيضاٍ في منطقة قحزة وهناك مشاريع توسعة لمحطة كهرباء العدين ومحطة طبيع ببعدان ومحطة جنوب غرب التي في حالة تم انشاؤها ستخفف علينا الشيء الكثير وهذا ما نحن بصدده .أضف إلى ذلك لدينا مناقصات القواطع وملحقات المحول (35) وغيرها من المشاريع التي ستبدأ خلال العام القادم إن شاء الله .
* ماذا عن المناطق التي لم تصلها الكهرباء إلى الآن في بعض المديريات¿
– بالنسبة للمناطق التي لم تصلها خدمات الكهرباء هناك توجهات ومشاريع نسعى إلى استكمالها حيث والجهود مستمرة لتوصيل الكهرباء إلى عدد من المناطق وهناك مشاريع كانت متعثرة منذ العام 2011م نسعى الآن إلى استكمال تلك المشاريع وتحديد الشبكات وإيصال خدمات الكهرباء إلى المناطق التي لم تصل إليها ومن أبرز المناطق حزم العدين وفرع العدين وذي السفال ومذيخرة وعما قريب إن شاء الله سنعمل على محاولة إيصال خدماتنا إلى كل المناطق .
* من خلال سردك لما تتعرض له الكهرباء من مشاكل واعتداءات متكررة قد تكون هي المشكلة الأكثر استعصاءٍ وقد أرهقت جهود الدولة وكلفتها نفقات وخسائر هائلة ومع ذلك نجد أن الدولة بدأت بالعمل في محطة مأرب (2) وخطوط النقل وفي نفس المنطقة التي تتعرض للاعتداءات فكيف تنظرون إلى مصير هذه المحطة خصوصاٍ إذا ما تعرضت لاعتداءات كسابقتها وما الجدوى التي ترجى منها ¿
– والله قيادة الدولة وفي الوزارة هم أكثر دراية بهذا الموضوع وبموقع المحطة واعتقد أن مشكلة نقل الغاز إلى منطقة أخرى كان عائقاٍ لهم بحسب اعتقادي لكن في الأساس فالمحطة وموقعها والعمل فيها وما قد تتعرض له من أخطار لم يأت بصورة عفوية بل جاءت وفق دراسات قامت بها شركات استشارية مع قيادة المؤسسة والوزارة وعلى اطلاع من قبل قيادة الدولة وبالتالي فإن العمل لم يكن عفوياٍ أو ارتجالياٍ إنما عمل مدروس ودقيق وإن شاء الله أن المحطة ستقدم الخدمة المرجوة منها والتي يتطلع إليها المواطنون .

مديونية كبيرة
* ماذا عن مديونية مستحقات الكهرباء لدى المؤسسات أو الأشخاص ¿
– نحن نعاني كثيراٍ من تراكم المديونية على بعض المؤسسات والشخصيات الاجتماعية والمواطنين حيث تصل المديونية إلى 3.247.660.000 ريال وقد تم إنشاء غرفة عمليات لتحصيل المديونية ونحن بصدد العمل في تحصيلها حيث بدأنا بحصر المديونيات لدى المشتركين والمعيار الذي حددناه هو مبلغ المديونيات أينما كانت ومن يكون الشخص سواءٍ مواطن أو تاجر أو غيره وقدمنا كافة التسهيلات لتحصيل المبالغ ولو بأجزاء أو غيرها وعلمنا الآن نماذج وشكلنا فرق عمل ومذكرات خطاب رسمي لكل شخص لسداد المبالغ التي عليهم ولدينا تنسيق مع السلطة المحلية لتسهيل المهمة وقد تم تحصيل مبالغ لا بأس بها من المديونية ولو أردنا أن نقيم هذه المشكلة فهي تراكمية لفترة طويلة بالإضافة إلى ما حصل من مشاكل في عام 2011م من ضعف الدولة والمشاكل والضعف الأمني التي ضاعفت المشكلة ونحن الآن نعمل على عدم تراكم المديونيات ونتخذ إجراءات الفصل على أي كان في حال وصول المديونية إلى سقف معين بنسبة (80%) من الاستهلاك التجاري أياٍ كان المبلغ ولو كان بسيطاٍ ومع ذلك نحاول تقديم تسهيلات كبيرة للمواطنين .

مشاكل وصعوبات
* ما هي أبرز المشاكل التي تواجهونها ¿
– نواجه عدداٍ من المشاكل منها ما ذكرتها لكم سابقاٍ من مشاكل مالية ومشاكل فنية وغيرها لكن ما نريده هو تعاون المواطنين واحترام مؤسسة الكهرباء وخدماتها التي تقدمها لكن في ظل تعرض سيارات الكهرباء وموظفي الكهرباء ومقدرات الكهرباء لاعتداءات فهذا يجعلنا نواجه مشاكل جمة وقد حصل اعتداء على موظفين واحتجاز سيارات وخلال الأسبوع الماضي تم الاعتداء على مدير فرع الكهرباء بمديرية حبيش وإمطار السيارة بوابل من الرصاص وكل المشاكل هي بسبب أنك تعمل مع مؤسسة الكهرباء وبالتالي فسيارات الكهرباء وشبكاتها وموظفوها بحاجة إلى حماية واحترام كما أن هناك مشاكل أخرى تتمثل في إقامة مبان تحت خطوط الضغط العالي والمحافظ مشكور تعاون معنا ووجه إلى الأشغال والنيابة والأمن بضبط المعتدين ومنع هذه الظاهرة كون مثل تلك الأعمال تعرض العديد من الناس لمخاطر الكهرباء ومن خلالكم أدعو كل المواطنين استشعار المسئولية التي تقع على عاتق الجميع وأن يكونوا متعاونين مع مؤسسة الكهرباء حتى نستطيع تحقيق الخدمات التي يتطلبها المواطن كما أدعوهم إلى الحفاظ على مقدرات المؤسسة وسداد المبلغ ومستحقات المؤسسة أولاٍ بأول.

قد يعجبك ايضا