استهداف عدواني همجي لم يكن إلا ضربة حظ كما وصفه رئيس الجمهورية اليمنية المشير الركن «مهدي المشاط» وللبحث عن انتصار وهمي ينتسبه إليه كيان ذليل لا يقاتل إلا من وراء جُدر أو من قُرى محصنة ليثبت بذلك ذله وخوفه ومكره عند استهدافه وزراء مدنيين بغاراته العدوانية وهم في اجتماع اعتيادي.
استهداف الحكومة اليمنية بهذا الشكل إنما أراده الكيان الإسرائيلي أن يثبط همة الشعب وأن يثقل كاهله وأن يحد من عزيمته وثباته في دعمه وإسناده للشعب الفلسطيني، وأن يعرقل خروجه المليوني في كل أسبوع لنصرة أهالي غزة، وليحدث إرباكاً لدى حكومة صنعاء كي تتخلى عن موقفها في مساندة غزة، من خلال تعثر أعمال الحكومة عند استهدافها، كما كان يظن هذا العدو الفاشل.
ولكن لم يكن يدرك هذا العدو أنه من خلال استهدافه لا يعرف طبيعة الشعب اليمني، حيث أنه شعب عصي قوي شديد البأس لا يرضخ ولا يستسلم ولا يستكين للصعوبات والمؤامرات، حيث اتضح أن عدوان العدو ضد المدنيين في صنعاء ما هو إلا ناتج عن عمليات القوات المسلحة اليمنية في عمق الكيان المحتل مؤخراً ، حيث شهد العدو وجعاً عميقاً قوياً وسمع له دوياً وأثراً بالغ الوجع، ليس فقط في الكيان المحتل، وإنما أيضاً في واشنطن ولندن وغيرهما من العواصم الداعمة لهذا الكيان، حتى لو أنهم أخفوا ذلك في وسائل إعلامهم، ولكنهم يعلمون جيداً أن الشعب اليمني لا يمكن أن يتخلى عن الساحات، أو أن يُفلت الرايات، وبالتالي فإن اعتقاد العدو الإسرائيلي بأنه سيوهن أبناء هذا الشعب فإن اعتقاده خاطئ، وإن ما حدث سيجعل الشعب أكثر همة، وأكثر إصراراً وأكثر قوة وثباتا.
بيد أن موقف الشعب اليمني الثابت في نصرة الشعب الفلسطيني لن يتغير والموقف هو الموقف، وأن الكيان الصهيوني باستهدافه هذا لن ينال إلا الخزي والعار، حيث أراد أن يحقق نتائج أمام جمهوره، بينما ثقافتهم لدينا مختلفة وهم يعلمون أن ما حدث في اليمن هو دليل عجز الكيان الصهيوني، وهو إعلانٌ كامل أن الكيان الصهيوني قد فشل عسكرياً واستخباراتياً، ولهذا لجأ إلى استهداف المدنيين والأعيان المدنية والقادة المدنيين.
وبهذا المصاب الجلل نعيش مأساة إخواننا في غزة ونتشاطر معهم الحزن والفقد، ونمزج دماءنا مع دمائهم، فالعدو واحد والهدف واحد والوجع واحد، وقد حمل شهداؤنا العظماء مسؤولية مهامهم بكل جدارة وروح جهادية مؤمنة صادقة في أصعب مرحلة لتاريخ الأمة العربية والإسلامية، وقد عاهدوا الله وعاهدوا شعبهم وأبناء أمتهم على نصرة إخوانهم في فلسطين مهما بلغت التضحيات، وها قد وفّوا بعهودهم وعمدوها بدمائهم، وختموا مسيرة جهادهم ومسؤوليتهم بالفوز العظيم والمكانة الرفيعة المشرفة وهي الشهادة في سبيل الله تعالى.
سيواصل الشعب اليمني موقفه ومسيرته، وستكون دماء هؤلاء الشهداء العظماء حافزاً كبيراً ودافعاً قوياً على الصمود والثبات في موقفه الثابت والراسخ، المستمد من هويته الإيمانية ومن إيمانه ونهجه المحمدي الأصيل، وهو بعون الله تعالى سيتجاوز كل المؤامرات والتحديات التي تحاك ضده من داخل الوطن وخارجه، ولن يتمكن العدو من كسر إرادة صموده وثباته، بل سيكون ثأره لدماء شهدائه هو مصدر إرادته واستمراريته في هذا الموقف المشرف، في وقت رضخت الدول العربية وحكوماتها بالتطبيع والإذلال للعدو الصهيوني، فقد سجل الشعب اليمني بقيادته وحكومته أشرف وأزكى وأسمى مواقف الشرف والبطولة والفداء لأهالي فلسطين وللمجاهدين في قطاع غزة.
وعليه، نؤكد أن موقفنا ثابت وصواريخنا على أهبة الاستعداد وثأرنا لا يبات .
وإنه لجهاد نصرٌ أو استشهاد.