والشعب اليمني يخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس
المولد النبوي الشريف.. احتفاء اليمنيين جهاد وتضحية
ميدان السبعين يتهيأ في أبهى الحلل لاستقبال ضيوف رسول الله
يستعد أبناء الشعب اليمني لاستقبال المولد النبوي الشريف بالمحبة وتجديد الولاء والاحتشاد الكبير في الساحات بعد تزيين شوارعهم ومنازلهم ومساجدهم باللون الأخضر، مؤكدين مدى ارتباطهم الوثيق بنبي الرحمة والإنسانية وثابتين على هويتهم الايمانية ومبادئ الإسلام الحنيف التي تربوا عليها منذ دخولهم الإسلام، أبناء اليمن يستقبلون ذكرى المولد النبوي هذا العام مجاهدين في سبيل الله إلى جانب المستضعفين في غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة قتلاً وتجويعاُ وفي سبيل ذلك يقدمون التضحيات بأرواحهم وقياداتهم.
الثورة / احمد السعيدي
مع اقتراب موعد ذكرى المولد النبوي الشريف في الثاني عشر من ربيع الأول، تتزين العاصمة صنعاء بالأنوار المحمدية، وتكتسي شوارعها ومبانيها بحلة خضراء بهيجة، وتصدح ساحاتها ومساجدها بمدائح العشق المحمدي ابتهاجا بقدوم ذكرى مولد النور والهدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، تحضيرات مبكرة ومكثفة تشهدها العاصمة في عموم مديرياتها وقطاعاتها المختلفة، كما هو الحال في باقي المحافظات والمناطق الحرة، وتتهيأ قلوب أبنائها لاستقبال ذكرى مولد خير خلق الله وأعظم قائد وشخصية عرفتها البشرية محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، وبوتيرة عالية وتفاعل واسع، بدأت منذ أسبوعين أعمال تحسين ونظافة وإضاءة وتزيين الشوارع والحارات والمباني والحدائق والمتنزهات والساحات والأماكن العامة، ابتهاجاً بقدوم ذكرى مولد الرسول الأعظم، ولكي تكون العاصمة في أبهى حللها.
موقف أهل الحكمة
حب اليمنيين وشغفهم بمقدم خير البشرية يعبر عنه السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في جميع خطابات التدشين لفعاليات المولد النبوي بل ويعتبر الاستعداد المبكر لفعالية المولد الرئيسة في الثاني عشر من شهر ربيع الأول من كل عام من الأمور الإيجابية ويدل على ان شعبنا بحكم هويته الإيمانية يهتم بالمناسبات الدينية وهو في طليعة الشعوب الإسلامية التي تهتم بهذه المناسبات، ومن الطبيعي أن يكون شعبنا اليمني، يمن الإيمان وأحفاد الأنصار، في مقدمة شعوب الأمة التي تهتم بالمولد النبوي الشريف والحديث عن رسول الله يأتي ضمن الاهتمامات الرئيسية على المستوى التعليمي والتربوي وفيما يتعلق بالالتزام العملي، إذ يمثل الابتهاج والاحتفاء الكبير بهذه المناسبة رسالة لأعداء الأمة وعملاء الصهاينة والأمريكان، مفادها أن موقف اليمن الراسخ مع غزة وفلسطين هو جزء من هوية الشعب اليمني وإيمانه العميق وارتباطه بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبما جاء به من هدى وتعاليم وقيم إنسانية وأخلاقية.
محاولات الأعداء
ورغم محاولات الأعداء وأدواتهم التقليل من أهمية الاحتفاء بهذه المناسبة، إلا أن الشعب اليمني ومن منطلق هويته الإيمانية الراسخة يعتبرها من أعظم وأهم المناسبات الدينية، ويتصدر شعوب الأمة الإسلامية في إحيائها، ليرسم لوحة إيمانية فريدة تزدان بحب وتوقير النبي الكريم، كما أن مظاهر إحياء هذه الذكرى ليست بجديدة على أبناء اليمن الذين ناصروا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منذ بداية بعثته الشريفة، وكان لهم أدوار عظيمة في نشر رسالة الإسلام إلى أصقاع الأرض، ولهذا وصفهم النبي بأنهم أهل الإيمان والحكمة، تعبيرا عن مكانتهم الخاصة والعظيمة لدى الرسول الأعظم.
مظاهر الاحتفال
وتختلف مظاهر الاحتفال عند أبناء الشعب اليمني بالمولد النبوي الشريف بما يميزهم عن غيرهم من الشعوب، حيث ازدانت العاصمة صنعاء بالأضواء، وطُليت واجهات المنازل والمباني الحكومية والمركبات بالألوان والشعارات ابتهاجاً بالمولد النبوي الشريف.
وفي مشهد جمالي وروحاني مليء بالكثير من المظاهر والصور الاحتفالية، المعبرة عن حب الرسول الأعظم وخصوصية هذه المناسبة الدينية العظيمة؛ تحولت المدن وشوارعها إلى ساحة كبرى للاحتفال، فيما بدا ميدان السبعين أشبه بخلية نحل تسابق الزمن للتهيئة للاحتفال بمولد خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ومنذ بداية شهر ربيع الأول ومدينة صنعاء وشوارعها وأزقتها وأحياؤها تكتسي بالزينات الضوئية والرايات الخضراء والبيضاء التي راحت ترفرف خفاقة في أرجاء المدينة، بما يبعث مشاعر البهجة والسرور في نفوس الزوار وسكان الأحياء ممن كان لشبابها نصيب الأسد في تزيينها وتحسينها في مشهد كرنفالي كان له أثره خاصة في نفوس الأطفال.
وإلى جانب الأضواء التي تزينت بها المنازل وواجهات المباني الحكومية والمحال التجارية والشوارع الرئيسية والفرعية بمدينة صنعاء أقامت العديد من المؤسسات والدوائر الحكومية أنشطة ومهرجانات خطابية، أكدت أهمية الاحتفال بذكرى مولد رسول الإنسانية وتكريس قيمه النبيلة في نفوس الأجيال.
جهاد وتضحيات
ومع اقتراب الثاني عشر من ربيع الأول، الذي سيحل غداً الخميس ، يخوض الشعب اليمني أشد المعارك ويقدم أعظم التضحيات حيث يمثل استشهاد رئيس الحكومة وعدد من رفاقه الوزراء امتدادًا لموقفه الأصيل الذي تصدّر به الأمتين العربية والإسلامية في نصرة أكبر مظلومية عرفها التاريخ المعاصر ممثلة بما يجري في قطاع غزة؛ في الوقت الذي تخاذل وتهاون الكثير بما فيهم المتشدقون بحب رسول الله صلى الله عليه وآله، وبقي العالم متفرجًا إزاء مواجهة العدوان الإسرائيلي الوحشي على القطاع المحاصر منذ أكثر من 23 شهرا، واستمرار الإبادة الجماعية والتجويع بأبشع الأساليب وأكثرها توحشا، ويقدم اليمن باستشهاد هذه الثلة من خيرة قادته، في عدوان صهيوني على صنعاء، نموذجا إضافيا للتضحية والوفاء والصدق في المضي على نهج الصمود والمقاومة، مؤكدا استمرار الإسناد مهما كانت التحديات والتضحيات، ولذلك سيكون تفويض السيد القائد بمواصلة الجهاد المقدس من شعارات المولد النبوي لهذا العام، كما سيكون فرصة للاعتزاز بشهدائنا العظماء من قيادات الدولة الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله ونصرة المستضعفين في غزة وفي مقدمتهم رئيس الوزراء الدكتور احمد غالب الرهوي الذي سيكون حاضرا مع رفاقه في احتفالنا لهذا العام.