مديريات الحديدة ترتدي حُلة النور وتتفرد بأمسيات واسعة ابتهاجاً بالمولد النبوي

الثورة نت /تقرير: جميل القشم

تعيش مديريات محافظة الحديدة منذ مطلع شهر صفر أجواء روحانية غامرة، مع انطلاق أمسيات احتفالية واسعة بذكرى المولد النبوي الشريف، بزخم استثنائي يتصاعد يوماً بعد آخر، لترسم مشهداً جامعاً يجسد عمق الارتباط الشعبي بخاتم الأنبياء والمرسلين.

في مراكز المديريات وأريافها، تتوهج الأمسيات بمشاهد احتفالية نابضة؛ بالقصائد التي يصدح بها الشعراء، والأناشيد التي تفيض بمدائح نبوية عطرة، فيما تتزين الأحياء والحارات ومربعات المراكز الإدارية باحتفالات متواصلة تمنح الليالي التهامية بريقاً روحانياً متجدداً.

هذا الامتداد الشعبي يجسد حالة من التلاحم المجتمعي حول ذكرى مولد رسول الله، باعتبارها محوراً روحياً وثقافياً في وجدان أبناء تهامة، ويبرز من خلاله ارتباطهم بتاريخهم الإيماني وهويتهم الدينية، في صورة تؤكد رسوخ المناسبة في الوعي الجمعي وحرصهم على إحيائها بما يليق بمكانة النبي الأعظم.

الأمسيات البهيجة التي تشهدها مربعات المحافظة في شمال وجنوب وشرق الحديدة تحظى بمشاركة لافتة من إدارات الأمن وأقسام الشرطة، لتتحول إلى احتفالات جامعة بين الوظيفة الأمنية والرسالة الدينية، في مشهد يجسد تلاحم المؤسسات مع المجتمع حول مولد النبي الأكرم.

وفي الجانب الحكومي، يرتسم حضور المكاتب التنفيذية في المديريات بملامح استثنائية، حيث تتحول أمسياتها إلى ساحات حاشدة بمشاركة واسعة من المواطنين، ليظهر المشهد لوحة إيمانية جامعة يتداخل فيها الرسمي بالشعبي، ويعكس حالة اصطفاف تُبرز عمق الانتماء والمحبة للنبي والحفاوة بهذه المناسبة.

الملمح التهامي الأصيل يتجلى في تفاصيل هذه الأمسيات، حيث تصدح الفرق الإنشادية المحلية بأهازيج تمزج بين المديح النبوي والموروث الشعبي، فيما تصاحبها فقرات فلكلورية توارثتها الأجيال، ويضيف الشعراء ببديع قصائدهم نكهة روحانية خاصة، تجعل من الأمسيات محطات وجدانية تُحاكي روح المكان وأصالته.

العلماء حاضرون بقوة في هذه الأمسيات، بخطاب راسخ يوضح مشروعية الاحتفال ويعمق مضامين الذكرى، وتترك كلماتهم ومواعظهم بصمتها البليغة في النفوس، معبرة عن وعي حي بالرسالة المحمدية وما تمثله المناسبة من معان إيمانية لترسيخ القيم والمبادئ التي حث عليها نبي الأمة.

وفي موازاة ذلك، تعكس مظاهر الزينة الممتدة من الشوارع إلى المؤسسات الحكومية، ومن المساجد إلى المدارس، طابعاً احتفالياً استثنائياً، حيث يكتسي كل ركن من أركان المديريات بالأخضر، فيما تتزين ساحات الأمسيات بأجواء روحانية غامرة تمنح المناسبة خصوصية تهامية بامتياز.

البعد التحليلي للأمسيات يتجلى في الخطاب التوعوي الديني الذي يحضر بقوة، إذ يتصدر الحديث عن فلسطين ومظلومية غزة أولويات الكلمات، في ربط مباشر بين نور المولد وموقف اليمن المبدئي من قضايا الأمة، ويبرز هذا الخطاب الدور اليمني المتفرد الذي تجاوز القول إلى الفعل في نصرة الشعب الفلسطيني.

الذاكرة الجمعية التي تعكسها هذه الأمسيات تستدعي صورة الأنصار الأوائل الذين ناصروا الرسول منذ فجر الدعوة، ليجدد أبناء تهامة المعنى ذاته اليوم بمواقف عملية تجاه فلسطين، فتتجسد القضية في سياق الولاء للنبي الخاتم، وتتحول إلى عهد متجدد على خطاه.

وتبرز في الأمسيات صورة التلاحم الشعبي الذي يتجاوز الحدود التقليدية للمناسبات، حيث تؤكد الحشود بوعيها واستجابتها استعدادها الدائم للنفير والجهاد، ويُعاد التأكيد على الثقة الكاملة بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بما يعكس التزاماً عملياً يستند إلى إرث إيماني وتاريخي متجذر.

هذا التلاحم يعززه البعد التعبوي الذي تحمله الأمسيات، إذ تتحول إلى منابر للتحشيد وتأكيد الجهوزية في مواجهة الأعداء والمؤامرات، لتتداخل الروح التعبوية مع معاني الذكرى في لوحة واحدة، تربط المولد النبوي بمعركة الصمود في مواجهة قوى الاستكبار ومخططاتها العدوانية.

ومع كل أمسية تتجلى الدلالات العميقة لهذه الفعاليات متجاوزة الطابع الاحتفائي إلى فضاء جامع يربط الدين بالهوية وبالموقف حيث يترسخ الوعي الجماعي بالرسالة المحمدية وينعكس على الحاضر بمواقف صلبة إزاء قضايا الأمة والتصدي لمؤامرات أعدائها.

وحول هذه المناسبة ومظاهر الاحتفال ودلالات إحياء ذكرى مولد رسول البشرية، أكد وكيل المحافظة لشؤون مربع مدينة الحديدة علي كباري أن أبناء المدينة يجسدون من خلال هذه الفعاليات هويتهم الإيمانية وارتباطهم الوثيق برسول الله، ويؤكدون أن ولاءهم للنبي الأكرم يتجسد اليوم في مواقف عملية راسخة بالصمود في مواجهة التحديات، ومساندة قضايا الأمة وفي مقدمتها فلسطين.

من جانبه، لفت وكيل المحافظة لشؤون المربع الجنوبي مطهر الهادي إلى أن الأمسيات الجماهيرية في مديريات المربع الجنوبي تعكس الروح الإيمانية التي تميز أبناء تهامة، وتجسد معاني الاقتداء بالرسول في الثبات على المبدأ والجهاد ضد أعداء الأمة، مؤكداً أن هذا الوعي الشعبي يجعل من المولد محطة متجددة لتعزيز معاني التضحية والعطاء.

كما أشار وكيل المحافظة لشؤون المربع الشرقي عامر مثنى إلى أن المشاركة الواسعة في فعاليات المولد النبوي تعبّر عن تحول هذه الذكرى إلى مناسبة جامعة تربط الحاضر بروح الرسالة المحمدية، وتؤكد أن الارتباط بالنبي الأكرم يتحول إلى قوة دفع للصمود في وجه الضغوط والتحديات السياسية والاقتصادية التي يفرضها العدوان.

بدوره، بين وكيل المحافظة لشؤون المربع الشمالي غالب حمزة أن الأمسيات في مديريات المربع الشمالي تعكس التزام أبناء تهامة بخط الأنصار الذين نصروا رسول الله واحتضنوا دعوته، مجدداً التأكيد على أن هذا النهج يتجلى اليوم في نصرة قضية الأمة الأولى فلسطين، وفي الاستعداد المستمر لمواجهة مؤامرات الأعداء.

وفي الاتجاه نفسه، أكد قائد المحور الشمالي ومسؤول التعبئة العامة بالمديريات الشمالية اللواء فاضل الضياني أن أبناء الحديدة يثبتون في هذه الفعاليات أن إحياء ذكرى المولد ليس مجرد طقس احتفالي، بل موقف تعبوي يجسد وعيهم الإيماني ويضعهم في طليعة الصفوف المدافعة عن الوطن في مواجهة قوى الاستكبار.

وأوضح الضياني أن إحياء ذكرى المولد يرسّخ الارتباط برسول الله ويحوّل الولاء له إلى فعل واقعي يتمثل في الثبات والجهاد ومواجهة مؤامرات الأعداء بما يعكس امتداد موقف الأنصار الذين نصروا رسول الله ويجسد التزام أبناء اليمن بالسير على نهجه نصرة لقضايا الأمة.

هكذا تبدو مديريات الحديدة وهي ترتدي حُلة النور مثالاً لمجتمع يُحيي ذكرى مولد النبي الأكرم بوعي عميق وبهجة متجددة وتعبئة واعية في صورة تلخص معاني الولاء والاقتداء وتعيد وصل نور الرسالة بقضايا الواقع في مشهد يليق بالأنصار الذين جعلوا من ذكرى المولد منطلقاً للموقف والفعل والهوية.

سبأ

قد يعجبك ايضا