ترجع العلاقات اليمنية- الإماراتية إلى مرحلة تاريخية قديمة بحكم أن اليمن أرض المهد وأساس الانتشار العربي وتكوينه فضلا عن عوامل أخرى ساهمت في تكوين تلك العلاقات أبرزها الجوار الجغرافي ومقومات اللغة والدين وصلة القربى منذ عصور تاريخية مختلفة, وتمثل العلاقات اليمنية الإماراتية أنموذجا للعلاقات العربية لما سادها من عوامل النمو والاستقرار والازدهار.
فبعد عام واحد من قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في 1971م كانت زيارة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان-طيب الله ثراه- إلى اليمن في 21 نوفمبر 1972م, حيث شكلت تلك الزيارة فاتحة جديدة لانطلاقة حقيقية سادت العلاقات التاريخية الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وكانت بداية لتعاون أوسع وأشمل خصوصا والإمارات العربية المتحدة تنأى عن التدخلات الخارجية السلبية في الشؤون اليمنية.
ودائما ما تعطى أولوية للعلاقات الإيجابية البناءة التي أثمرت في مجالات مختلفة لاسيما على الصعيد الاقتصادي حيث ساهمت دولة الإمارات في بناء العديد من المشاريع الإنمائية أكان ذلك قبل استعادة اليمن لوحدته الوطنية في 22 من مايو 1990م على صعيد الشطرين سابقا أو بعد قيام الجمهورية اليمنية.
ودولة الإمارات كانت ولا زالت وستظل تدعم وتساند اليمن في شتى المجالات الاقتصادية والتنموية بل تعتبر الإمارات الدولة الوحيدة التي أوفت بتعهداتها أمام مؤتمر المانحين قياسا ببقية الدول الأخرى, وقد أثمرت نتائج العلاقات اليمنية- الإماراتية في كافة النواحي السياسية والاقتصادية وقطاع الأعمال الخيرية والإنسانية ومشاريع التنمية المختلفة سندا قويا ساهم في عدة مجالات تنموية عوضا عن دعم الإمارات لأمن واستقرار اليمن ووحدته الوطنية.
حتى أن التجربة الإماراتية في شكل الدولة المتحدة تعتبر أنموذجا قابلا للتطبيق في اليمن بدلا من استيراد نماذج أخرى بحكم الجوار الجغرافي والخصوصية المحلية للبلدين الشقيقين وما لذلك من انعكاسات في تقوية العلاقات بين الجانبين والارتقاء بشأنها إلى مستوى أفضل مما هي عليه.
ولعله أصبح من الضروري اليوم تفعيل دور اللجنة الوزارية اليمنية الإماراتية المشتركة التي أنشئت عام 1995م ومثلت بادرة إيجابية يفترض تطوير آلياتها التنفيذية لتصبح بشكل أوسع وأشمل على نحو مجلس يمني إماراتي للعلاقات الثنائية بين البلدين للتنسيق والمتابعة لما فيه خدمة العلاقات التاريخية بهدف تفعيل الاتفاقيات التي سبق وأن وقعت بين حكومتي البلدين.
ولتكون تلك العلاقات على صلة وثيقة بنتائجها الإيجابية بالشعبين الشقيقين خصوصا في ظل الظروف الراهنة وما تواجه المنطقة من تحديات مختلفة بهدف الارتقاء بمستوى علاقات البلدين خاصة ودولة الإمارات العربية المتحدة كانت طرفا فاعلا وقامت بدور إيجابي في بلورة المبادرة الخليجية لحل الأزمة السياسية اليمنية بالإضافة إلى الجهود الإيجابية كما أشرنا في عدة مجالات مختلفة تسعى من خلالها إلى دعم ومؤازرة اليمن في مختلف الظروف.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا