الجيلاني.. سيمفونية رائعة تصدح بحب الوطن
حين يختار اليمنيون طريق الإعمار والبناء يكون تحقيق الآمال حليفهم, وتأتي إليهم سبل الرفعة والمجد طواعية ولا يخطئ الظفر والوصول للغايات النبيلة من كان ذا عزيمة وإصرار وشحذ همته بنية صادقة للارتقاء نحو المعالي, ولا ترى الأوطان النور إلا حين يصبح أبناؤها شموعا ومصابيح تتوهج بريقا يملأ الأرجاء سلاما ومحبة وتسطع إشراقا مفعما بالجد والمثابرة والعزم المتدفق عطاء ومنجزات.
انبثقت كلماته الواثقة ونظرته الثاقبة لترتسم أسطر لامعة في مستهل هذا الاستطلاع, قال: (بفضل الله ثم بفضل كل اليمنيين لن يخفت بهاء وطننا “اليمن” الغالي) ولن تتراجع اشراقات حاضره وأصالة غابره الراسخة الجذور, فاليمنيون هم من يصنعون المعجزات ويحققون المنجزات ولعلهم اليوم يدركون أكثر من ذي قبل ضرورة تعريف العالم قاطبة بعراقة هذا الوطن ومكانته المرموقة التي يجب أن يكون عليها في الوقت الحاضر على الرغم من كل التحديات التي تواجهه.
واستهل سيف أحمد (طالب جامعي) حديثه بالقول: عندما أراد منتخبنا الوطني أن يصنع أفضلية له في خليجي 22 استطاع أن يحقق ذلك, إذ أنه وضع الوطن نصب عينيه فأكسبه ذلك ثقة في النفس وخاض المباريات بكل إصرار وعزيمة وتطلع نحو تحقيق إنجاز ومكانة وكان له ما أراد وأعطى للعالم أجمع صورة ناصعة غير تلك الصورة التي كانت مرسومة من قبل نحو الرياضة اليمنية وربما المجتمع بأكمله, إنهم بحق رسل سلام ومحبة نقشوا اسم اليمن في شغاف القلوب وسطروا أرقى معاني الإبداع في العقول والأذهان.
سحابة غيث
كان ما أنجزه منتخبنا الوطني في خليجي 22 سحابة غيث ماطرة أنعشت آمال شعب بأكمله ورسمت صورة تفاؤلية مزخرفة لديه بأن الفرص لا تزال سانحة للعمل البناء والمثمر وأن الوقت لا يزال يسمح بتحقيق الأماني فإذا كان المنتخب برغم الصعوبات قد استطاع بتألقه وإبداعه تغيير الصورة السلبية تجاهه بأخرى أكثر إيجابية فإن الملايين من أبناء هذا الوطن الغالي قادرون على صنع التألق والإبداع أيضاْ.
عن دور المنتخب في إحياء الروح المعنوية العالية لدى كل اليمنيين وماذا يعني تحقيق هذا النجاح, قال فراس مرشد الخليدي (مواطن): هذا يبرهن أنه بمقدورنا أن نحقق أفضلية عن واقعنا المعاش وأن نعلو أكثر بمكانتنا ونغرس حجمنا الكبير وأهميتنا العظيمة في قلوب وضمائر الآخرين من خلال روح التسامح والإخاء والتفاني في الأداء المنتج والشعور بالمسؤولية تجاه مجتمع ووطن آن الأوان لنرد بعض جمائله وأفضاله بمزيد من العزم والإصرار والمثابرة لنقطف ثمار ذلك رفعة وتقدما وحياة رغيدة.
قبول التحدي
لعل ما قاله الخليدي وجد من يستطرده حين قال معين عبدالجبار (مواطن): اليمنيون لا يعترفون بالهزيمة وهذا ما تثبته الأيام, وهذا لا يعني أن ما قلته مأخوذ فقط من كلام المعلق على إحدى مباريات منتخبنا الوطني في خليجي 22 حين قال ذلك, بل إن فيه تأكيداٍ لحقيقة معاشة فبرغم التحديات والصعوبات حظي المنتخب بإشادات رائعة, كذلك نجد من أبناء هذا الوطن من يشارك في عدد من المنافسات العربية أو الإقليمية أو الدولية وينافس بجدارة على المراكز الأولى ومعظمهم يحقق الفوز باللقب سواء في مجال الغناء أو فنون الأدب كالشعر والقصة أو الرسم والفنون التشكيلية وغيرها من المجالات, وهذا لن يتأتى إلا بثقة بالله وإصرار وقبول بالتحدي ومردود ذلك لا يعود بالخير والثناء على الحائز على المركز المتقدم أو اللقب فسحب, بل يعود أيضاٍ بكل ذلك على الوطن بأسره ولعلنا في هذه الأيام نتابع النجاح المتألق الذي حققه المبدع وليد الجيلاني في المسابقة الغنائية (أراب آيدول) التي تبثها قناة MBC الفضائية.
يتطلعون لبارقة أمل
من زاوية أخرى عن الإبداع قال سلطان المذحجي (مثقف): بالتطرق للحديث عن المبدعين المشاركين في المنافسات الخارجية نجد أنهم يشكلون نسبة ضئيلة جدا من مئات بل آلاف المبدعين في شتى المجالات في بلادنا ممن تحبسهم الظروف عن الظهور خارجياٍ وربما أولاٍ محلياٍ وقد يكونون مترقبين لأي بارقة أمل تمنحهم المجال لإبراز إبداعاتهم.
وأضاف: نتطلع لأي خطوة واثقة من الجهات المعنية لاستيعاب كل النتاجات الإبداعية والمقصود بذلك تصنيفها إلى مستويات عدة حسب الأفضلية والتميز وتبني كل مبدع من حيث كان مستواه من أجل تطويره بانطلاقة ترتكز على أساس متين من حيث كان مستواه من أجل تطويره بانطلاق ترتكز على أساس متين ليغدو عملاقاٍ بعد ذلك, ومما لاشك فيه فإن ذلك يحتاج عزماٍ وإصراراٍ ومثابرة من تلك الجهات توطد همم المبدعين العالية المتطلعة لبلوغ قمم الإبداع بكل ثقة وجدارة وإصرار على الوصول.
إصرار وعزيمة
إصرار المبدعين كان حاضرا في كلمات نبيل سلمان (مواطن) الذي قال: كل إنجاز إبداعي مهما كان مجاله سيعمل إما على علاج ظاهرة سلبية أو إبرازها ولفت الأنظار إليها لتتم معالجتها شيئاٍ فشيئاٍ كذلك هناك الكثير من الاختراعات المحلية من قبل عقول يمنية وإن كانت تبدو في البداية بسيطة إلا أنها نواة لإنتاج عديد أجهزة مفيدة في الحياة العملية, وربما ستكون منافسة في السوق العالمية بمجرد تبنيها من قبل أي جهة معنية أو شركة مصنعة وتصبح هذه الاختراعات يوماٍ ما مصنوعات تحمل علامة (صنع في اليمن) وبراءة اختراع يمنية, وأؤكد هنا على أن إصرار تلك العقول اليمنية على اللحاق بركب غيرها من العقول المنتجة في دول عدة قادر على المنافسة وتحقيق الأفضلية بمشيئة الله والمطلوب هو إصرار وعزيمة قوية من المعنيين لمؤازرة ودعم إصرار هؤلاء المبدعين.
من يزرع يحصد
مثال بدأ به عبدالرحيم قائد (مواطن) حديثه عن شحذ الهمة وصلابة الإرادة ليؤكد من خلاله قول أمير الشعراء أحمد شوقي: (وما نيل المطالب بالتمني.. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا) فيقول: صبر وإصرار المزارع اليمني لأشهر في المزروعات السريعة الإنتاج وسنوات في الأشجار بعيدة الإنتاج تجعله يجني ثمار ذلك مردودا اقتصاديا يعود عليه وعلى مجتمعه بالنفع والخير الوفير, ولولا ذلك الصبر والجد والعزم الذي يوليه المزارع مثلاٍ لشجرة البرتقال أو المانجو أو التفاح وهي تحتاج لسنوات كثيرة منذ بداية غرسها إلى أن تصبح قادرة على الإنتاج لما استطاع أن يحصل هو أو غيره على ثمرة واحدة منها وهكذا هو الإنسان اليمني منذ القديم في أرض الجنتين وحضارة سد مأرب العظيم ولا تزال تلك الصفات النبيلة مكتسبة في بلادنا حتى وقتنا الحاضر.
واستطرد بالقول: بكل صدق أقول إن بلادنا الحبيبة تحتاج من كل أبنائها عزماٍ متواصل الهمة وإصراراٍ لا يعرف النكوض وتطلعا لا يعرف النظر إلى الخلف بل النظر نحو الأعلى لتحقيق الأفضل على مستوى كافة المجالات متزامنا مع المثابرة والجد منقطع النظير في البناء والعطاء ورسم صورة أفضل مفعمة بروح الأخوة والتسامح.
نداء الوطن
لم تغب الروح التفاؤلية عن واقع المواطنين ومجريات حياتهم اليومية, ولا يزال التصميم على الانطلاق نحو النهوض والتقدم يلازمهم مهما كانت الظروف كيف لا ووطنهم الحبيب يناديهم اليوم أكثر من ذي قبل ويشد على أيديهم لصيانة المكتسبات الوطنية وصناعة المنجزات بل والمعجزات وهم أهل لذلك.