المتحف الحربي.. ذاكرة اليمن الحية وسط إغلاق كافة المتاحف


بلغ عدد زوار المتحف الحربي بصنعاء منذ بداية العام الجاري حتى الثلاثاء الماضي ( 56.325 ) منهم (8125 ) من طلبة المدارس و(237) زائراٍ أجنبياٍ وبالمقارنة بالعام الماضي فقد تراجع الزوار حيث كان عددهم في العام الماضي (94793) زائراٍ منهم (8657) من طلبة المدارس و (357) زائراٍ أجنبياٍ.
ويعد المتحف الحربي المتحف الوحيد المفتوح بصنعاء بعد أن أْغلق المتحف الوطني بعد تعرضه للسرقة ويتبع المتحف الحربي دائرة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع وقد أنشئ المتحف في (30 سبتمبر 1984) ويحوي المتحف ما يقارب (10) آلاف قطعة بعضها قطع أثرية وأخرى ملبوسات ووثائق ومعدات عسكرية قديمة وسيارات تعود إلى بدايات القرن الماضي ومنتصفه.
الثورة زارت المتحف الحربي والتقت القائمين على هذا المتحف وتعرفت من خلاله على أبرز معروضاته وما تمثله لاسيما القطع الأثرية كما تعرفنا إلى أهم احتياجات المتحف..

يقول المقدم عبدالملك المطري –مدير العلاقات والتخطيط بالمتحف- إن المتحف يفتح أبوابه بصورة متواصلة حتى أيام الأعياد والعطل الرسمية ولم يقفل المتحف أبداٍ إلا في العام 1998 عندما تم ترميمه بشكل كامل من قبل دائرة الأشغال العسكرية ويحوي المتحف مكتبة هامة للوثائق والكتب والمخطوطات تحوي ما يقارب (8) آلاف عنوان وأضاف: لدينا قطع أثرية ذات قيمة كبيرة تعود جذورها إلى العهد السبئي والعصر المعيني والعصر البرونزي وبعضها يعود إلى القرن السادس قبل الميلاد وأخرى تعود إلى العهد الحجري وبالتالي فهي قطع نادرة ذات قيمة عظيمة وقد تم إرسال (16) قطعة للترميم والصيانة في جامعة بيزا الإيطالية بموجب اتفاقية وقعت بين دائرة التوجيه المعنوي وبالاشتراك طبعاٍ مع الخارجية وحتى هيئة الآثار والمتاحف.
طيب إذا كان المتحف يحوي قطعاٍ أثرية ومخطوطات مع أنه متحف حربي وهناك متاحف مختصة بالآثار والمخطوطات ألا يعد هذا ازدوجاٍ فكيف يتم التعامل مع هذه القطع والمخطوطات كونها تحتاج إلى عناية خاصة وكادرا مؤهلا ومتخصصا.
وهنا يؤكد (المطري) أنه تم التواصل مع الهيئة العامة للآثار من أجل تسليمهم القطع الأثرية والمخطوطات وبالمقابل على الهيئة تسليم أي قطع ذات صبغة عسكرية للمتحف الحربي لكن هيئة الآثار لم تتفاعل بالشكل المطلوب كما أن المتحف الحربي يعتمد الأسلوب العلمي الصحيح في العرض المتحفي أما بالنسبة للكادر فقد تم تزويد المتحف بكادر مؤهل ومتخصص من خريجي قسم الآثار وقسم التاريخ ويتم إخضاعهم بصورة مستمرة إلى دورات تدريبية وتأهيلية لكيفية التعامل مع القطع الأثرية وكذا القطع التاريخية الأخرى فقبل أيام على سبيل المثال عاد من إيطاليا اثنان من الضباط بعد أن أخذوا دورة مكثفة في مجال الآثار بجامعة بيزا كذلك يشارك المتحف الحربي قبل سنوات في معرض الحضارة الذي أقيم بباريس وكانت مشاركة المتحف بعشرين قطعة أثرية.
لا نعلم العلاقة القائمة بين المتحف الحربي وهيئة الآثار وهل هناك تعاون مشترك على الأقل لصيانة وترميم القطع الأثرية الموجودة في المتحف أم أن العلاقة منعدمة..
وحقيقة بأن المتحف الحربي بصنعاء من أبرز المزارات السياحية التي يقصدها الكثيرون ولعل أبرز زواره من طلبة المدارس كونه المتحف الوحيد الذي لا تزال أبوابه مفتوحة كذلك تم استحداث أقسام جديدة في المتحف ومنها قسم الوحدة اليمنية المباركة وقسم آخر خصص للرؤساء الذين حكموا اليمن بعد ثورتي سبتمبر وأكتوبر سواءٍ في الشمال أو الجنوب قبل الوحدة وأيضاٍ الذين جاؤوا بعد الوحدة تعرض فيه أبرز مقتنياتهم وأشيائهم إضافة إلى وثائق وصور..
الدخول إلى المتحف الحربي بتذاكر قيمتها بالنسبة للزائر الأجنبي (200) ريال وللزائر اليمني (100) ريال ولطلبة المدارس والجامعات (30) ريالاٍ كما يقدم المتحف تذاكر مجانية لذوي الاحتياجات الخاصة وبحسب المختصين فإن الكثير من القطع التاريخية والحربية والأثرية لا زالت قابعة في مخازن المتحف ولم تعرض بعد.
المتحف صغير
وهنا يقول العقيد محمد الجومري نائب مدير المتحف إن السبب في ذلك يكمن في عدم اتساع المتحف لتلك القطع والمتحف صغير مقارنة بما يمتلك من قطع وقد تم الاتفاق على أن يضاف إلى المتحف المبنى الذي توجد فيه وزارة الثقافة حالياٍ بعد أن يتم تحويل وزارة الثقافة إلى مبنى مجلس النواب الذي سينتقل بدوره إلى البناء الجديد وهذا سيعطي دفعة قوية للمتحف يمكنه من عرض كافة محتوياته وتوسيع وتنويع العرض المتحفي.
وأكد (الجومري) أن المتحف يفتقر إلى الكثير من الأشياء وأهمها المعمل الأثري الخاص بصيانة وترميم القطع الأثرية وكذلك أجهزة الإنذار والمراقبة والإضاءة إلا أن المتحف لديه مولد كهربائي صغير لا يكفي بشكل كامل وبالكاد يكفي أحد الطوابق.
وأشار الجومري إلى أن تمت مخاطبة دائرة التوجيه والتي بدورها خاطبة وزارة الدفاع مراراٍ وتكراراٍ من أجل توفير تلك المتطلبات الهامة إلا أن المماطلة من سنة إلى أخرى هي ما كان يتم التوجيه به.
وعن تعاونهم مع هيئة الآثار وقطاع المخطوطات بوزارة الثقافة على الأقل لترميم وصيانة القطع الأثرية والمخطوطات أوضح الجومري أن وزارة الثقافة وهيئة الآثار تعتبره متحفاٍ تابعاٍ لوزارة الدفاع وعلى وزارة الدفاع توفير ما يحتاج إليه المتحف وتوفير الكادر المؤهل والمتخصص وكذا المعمل الخاص بالترميم.
ويقول المعنيون في المتحف إن عدد الزوار إلى المتحف شهد تراجعاٍ ملحوظاٍ خلال السنوات الثلاث الأخيرة خاصة الزوار الأجانب الذين كان يصل عددهم قبل عام 2011م إلى (3000) زائر في المتوسط والآن لا يتعدى عددهم (100) زائر.
الثقافة تطالب بتسليم المخطوطات
وبدوره أكد الدكتور مقبل التام الأحمدي وكيل وزارة الثقافة لقطاع المخطوطات ودور الكتب أن القطاع سيوجه رسالة تحت توقيع وزير الثقافة إلى وزير الدفاع ليحثهم على تسليم ما بحوزتهم من مخطوطات في المتحف الحربي إلى دار المخطوطات بصنعاء كونه المكان المناسب والمخصص للمخطوطات والذي يملك معامل ووسائل صيانة وترميم حديثة جداٍ بالإضافة إلى الكادر المؤهل والمتخصص القادر على التعامل مع المخطوطات بشكل سريع وفعال.
وأبدى الأحمدي خشيته على المخطوطات الموجودة في المتحف الحربي كون المتحف لا يمتلك أساليب ووسائل الحفاظ المناسبة وبالتالي ينبغي سرعة تسليم هذه المخطوطات لدار المخطوطات وسيتم تسليم المتحف الحربي نسخاٍ ملونة طبق أصلية من هذه المخطوطات.

تصوير/فؤاد الحرازي

قد يعجبك ايضا