لا شك بأن ما تعرضت له السياحة اليمنية خلال الفترة الماضية وخصوصا منذ العام 2011م من وسائل تدمير لهذا القطاع السياحي الهام أصاب السياحة بشلل تام بل انقطعت الحركة السياسية الواردة إلى اليمن ما عدا محافظة أرخبيل سقطرى ولم تقتصر على السياحة الخارجية فقط بل تعرضت السياحة الداخلية أيضا لضربات موجعة جراء الأحداث التي شهدتها وتشهدها جميع محافظات اليمن والسؤال هنا هل هناك أمل في عودة السياحة وأين يكمن مستقبل العمل السياحي اليمني وغيرها من القضايا في الاستطلاع التالي:
يقول الأخ عبدالجبار سعيد – وكيل الوزارة المساعد لقطاع البرامج والأنشطة أن مستقبل السياحة كقطاع اقتصادي خدمي في ضوء المشهد القائم الآن يتوقف على عدد من القضايا التي يتطلب حلها بشكل عاجل وهي أولا عندما نتكلم عن الحركة السياحية الواردة هذه تتوقف على تحقيق الأمن والاستقرار السياسي والأمن بدرجة خاصة في كافة مناطق اليمن كون هذه المسألة سينتج عنها رفع الحظر والتحذيرات القائمة على الحضور السياحي لليمن منذ فترة هذا من جانب والجانب الآخر يتطلب المهنية العالية في عملية الترويج السياحي لليمن سواء فيما يتعلق بحضور المعارض أو المحافل السياحية الدولية وهذه المسائل عاجلة أما بالنسبة للقضية الثانية المرتبطة بتحسين جودة الخدمات السياحية التي تقدمها المنشآت والعاملين في القطاع السياحي فيرى سعيد أن هذا يتطلب توفر البيئة والظروف الملائمة للاستثمارات السياحية أمام المستثمرين الحاليين.
سلب الاختصاصات
توسيع قاعدة الخدمات ورفع جودة أدائها القضية الثالثة والهامة والتي ترتبط بمعالجة الاختلالات المؤسسية للإدارة السياحية من خلال إيجاد مبنى مجهز ويستوعب كافة الكادر السياحي الحكومي بمختلف مستوياتها ومكوناتها والتجهيز المادي والبشري والمعلوماتي لأن الإدارة السياحية تفتقر الآن لأبسط متطلبات الأداء والعمل السياحي من مقر وأثاث وتجهيزات ومعلومات كون الإدارة السياحية لا تزال تعيش مرحلة الشتات وتفتقر للعمل المؤسسي التخصصي وهناك سلب للاختصاصات سواء داخل إطار هيكل الوزارة أو مع الجهات الأخرى كما هو حاصل بالنسبة للسياحة الدينية.
رابعا يرتبط بتوفر البيئة المحفزة للسياحة بشكل عام وهذا يرتبط بدور المعرفة لأهمية السياحة على صعيد المجتمع والدولة ومؤسسات المجتمع المدني المؤثرة في وعي المواطنين من خلال تغليب ثقافة العنف السياسي والقبلي والمظاهر المسلحة في المدن والطرقات والاختطافات والإرهاب وضعف مؤسسات الدولة وتسييسها بعيدا عن مصالح الوطن والتنمية والسياحة بشكل خاص.
الأمن والسياحة
من جانبها تقول المهندسة فاطمة الحريبي المدير التنفيذي لمجلس الترويج السياحي إنه لا أمل من انتعاش السياحة طالما والوضع الأمني منفلت وإذا تحسن الوضع الأمني نتمنى أن تنتعش السياحة لأن هذا القطاع الاقتصادي الهام مرتبط ارتباطا مباشرا بدرجات الأمن والاستقرار في أي بلد ونحن لا شك أملنا أن تعود الأمور إلى نصابها وأن تستعيد السياحة عافيتها.
تنوع المنتج السياحي
أما الأخ عبده مهدي – مدير عام التنمية السياحية والاستثمار- فيقول إن اليمن تعد من أهم الدول السياحية في المنطقة لعدة مميزات أبرزها تنوع منتج اليمن السياحي من جميع محافظات اليمن والإرث الحضاري والتاريخي لليمن وتلك شواهد عن حضارة وتراث اليمن.
فهناك سياحة ثقافية وسياحة طبيعية وسياحة علاجية وسياحة النزهة وتسلق الجبال وسياحة الغوص وغيرها من نماذج السياحة التي تحتضنها اليمن ولكن على الجميع أن يعمل بروح وطنية وأن يبدأ اليمنيون مرحلة العمل وعودة الأمن والاستقرار ومن ثم ستأتي السياحة.