الاتجاه إلى سنغافورة

بكل الحب ودعنا الدكتور قاسم سلام سعيد معالي وزير السياحة السالف والذي سيظل في ذاكرتنا وزيراٍ ومناضلاٍ يحمل في جوفه قلباٍ يتسع العالم بإنسانيته ورعايته وتجاوبه وهو من ذوي الفراسة والقدرة في تقييم من حوله وتلك منحة من الله لا يمتلكها إلا مؤمن متمرس خبير بالحياة تسبق أفعاله صفاء النفس وعزتها بشموخ إيمان لا يقهر وسخاء من لا يخشى الفقر ليس لكثرة في المال ولكن لعلو في الزهد وثقة بعطاء الله لا يصل إليها إلا عظماء الرجال الزاهدين عن فتات الدنيا فتأتيهم مرغمة ولا يأتوها ويظل الإنسان الملهم والمفكر السياسي المتفاني لوطنه وعروبته وإسلامه ولقضاء حاجة الناس بما أمكنه ولا يستند ولا يلجأ إلا لله الحافظ – ولا أزكي على الله أحدا لكن الأحداث ومجرياتها وتقلباتها لا تزيد الجوهر النقي إلا بريقاٍ . وبكل ترحاب وتفاؤل بخير خلف لخير سلف نرحب بالأستاذ معمر مطهر الإرياني وزير السياحة متمنين له النجاح والتوفيق من الله في وزارة واجهت معوقات وتدمير ظل طوال الأعوام الثلاثة الماضية دون أن تحرك الحكومة ساكناٍ برغم ما بذله الدكتور قاسم سلام من جهد وطرح موضوعي لإحياء الوزارة ونشاطها وإعادة كيانها المؤسسي .. نتمنى أن تكون حكومة الكفاءات الوطنية مدركة لأهمية السياحة وخير معين بعد الله , ومع رحلتنا إلى شرق قارتنا الآسيوية للمشاركة في معرض السفر والسياحة الدولي آسيا وبرئاسة أخ كلما توالت الأيام وبعدت المسافات بيننا يؤكد صدق نواياه وصفاء نفسه وعلوها بتواضع واحترام وتقدير لمرافقيه في هذه المهمة وللآخرين وتلك من صفات القيادي الناجح التي يكتسبها في رحلة الحياة بدءا من التربية الأولى ثم تصقل كلما زاد الإنسان نضوجاٍ ومعرفةٍ وتعلماٍ وخبرةٍ . بعد تعثر كانت المشيئة أن أكون أحد أعضاء وفد الترويج السياحي إلى معرض السفر والسياحة الدولي في سنغافورة وللسفر فوائد ومتاعب منها طول الرحلة التي تبدأ بالتجهيز فالاستعداد للسفر لأن الجد والالتزام معيارا التفوق ولا مجال للتهاون والاسترخاء فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك خاصة والاتجاه نحو أحد النمور الآسيوية الرابض في جزيرة الأحلام بعدد سكان يصلون إلى سبعة ملايين نسمة جلهم من أصل صيني وميلاوي وهنود وقلة من المسلمين في مساحة لا تزيد ولا تقل عن سبعمائة وعشرة كيلو مترات مربعة لكنهم سنغافوريون لا يعترفون إلا بوجودهم كشعب واحد وإن تعددت العبادات والعقائد.
في مطار دبي ترى أبناء الإمارات أبناء الشيخ زايد رحمة الله عليه ذوي الهامات العربية والرؤوس العالية من خلال أبراج دبي في نوافذ الخدمات العديدة والتي لا حصر لها حيث ترى الآسيويين من الهنود خاصة والأفريقيين من مصر العربية وأجناساٍ أخرى تقدم جميع الخدمات والأعمال لهذا البلد المزاحم والمنافس في خدمة العالم وشعبه.
في مطار دبي تسع ساعات من الانتظار حتى ملت الكراسي منا والممرات من تكرار مرورنا وزياراتنا المتكررة لصالات السوق الحرة ولا يعلم الباعة أنه حب الاستطلاع والعجب من ما وصلت له دبي وتسارعت الساعات رحمة بنا لتنطلق الرحلة الإماراتية بفخامتها لتهبط بعد ساعات سبع في مطار سنغافورة ولم يكن أمام الوفد إلا بضع ساعات لاستعادة القوى والبدء بالمتابعة واستلام الجناح وإيصال المواد الدعائية والإعلانية بإشراف ومتابعة رئيس الوفد وهمته وحس الأعضاء بدقة العمل والمهمة .. وفي صباح اليوم التالي تم استكمال الإعداد والترتيب بتعاون الفريق الذي صار لحمة واحدة يعمل بفعالية وجدارة ومن أمام جناح اليمن كان إعلان افتتاح المعرض لتميزه وتفرده إضافة إلى موقعه وبهذه المشاركة الأولى برزت للعيان أهميتها وضرورة تحقيق النجاح عبر التفاعل والمظهر والالتزام بمواعيد الدخول والخروج والبقاء في الجناح مع توافد الزوار من المهتمين والمتخصصين بالسفر والسياحة ومنظمي الرحلات ورجال الإعلام والصحافة الأمر الذي نال إعجاب واستحسان إدارة المعرض واللجنة المنظمة والمشرفة وبذلك حاز على مكانته بين الأجنحة الفاعلة والمتميزة وهذا يعد تميزا رائعا للمشاركة الأولى حيث تواصلت زيارة الجناح من إدارة المعرض ورئيس اللجنة المنظمة ومن الشركات والوكالات وممثلي البلدان المشاركة في المعرض حتى نهاية اليوم الثالث مما يؤكد على أهمية تواجد اليمن فيه باعتبارها جزءا من قارة آسيا التي لاينبغي الغياب عن فعالياتها وباعتبار سنغافورة تجمع بين كونها بلداٍ سياحياٍ بامتياز وملتقي شركات السفر والسياحة ومفتاحاٍ من مفاتيح الدخول لآسيا والتواصل مع العالم . وقد بلغ عدد الدول المشاركة تسعة وسبعين دولة منها المانيا فرنسا أسبانيا النرويجاٍ النمسا سويسرا روسيا هنغاريا بلغاريا تركيا إيران الهند الصين اليابان ماليزيا أندونيسيا فيتنام كوريا الأكوادور الولايات المتحدة الأمريكية قطر مصر الإمارات اليمن …الخ
بهذا العدد تزاحمت الأجنحة وتعددت الوجوه والجنسيات وتنافست البلدان في عرضها لمنتجها السياحي وخدمات السفر والسياحة المتجددة بوسائل وعينات متنوعة ومختلفة ورؤية بعيدة تستقبل زوارها بابتسامة تزرع السكينة وتبعث برسالة (نحن الأفضل) لتقشع غيوم التردد وتكون المبادرة مدخلاٍ لحوار وإن كان زمنه ثوان لابد أن يستغل لإيصال الرسالة إنها الاحتراف والمهنية التي تترك انطباعاٍ مهما قصر الزمن وهكذا صار حالنا من رئيس الوفد وأعضائه من الوزارة والمجلس واتحاد الفنادق والقطاع الخاص مع مزيد من الإصرار على مجاراتهم والتواصل معهم للتعريف باليمن الذي غيبه أبناؤه .

قد يعجبك ايضا