الثورة نت /..
أحيا الملتقى الإسلامي بصنعاء، اليوم، ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام، بفعالية خطابية تحت شعار “بصيرة وجهاد”.
وفي الفعالية التي حضرها مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى السفير عبدالاله حجر، اعتبر مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، إحياء الذكرى محطة من محطات التزود بالهدى والنور والثبات واليقين على المنهج القويم والصراط المستقيم الذي جاء به صلى الله عليه وآله وسلم.
وأشار إلى أن بني أمية كان لهم أثر سلبي في ماضي وحاضر الأمة، بترسيخ مفاهيم في أذهان الناس، غير مفاهيم رسول لله والإسلام المحمدي الأصيل الذي جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال “حريصون على أن نحّرز أنفسنا من عذاب لله ونقمته وسخطه لنكون من أهل الجنة، فهناك مبادئ وعقائد تُلزم الناس الاعتقاد بها وتحقيق مصاديق حقيقتها، فكيف نجسّد الإيمان الحقيقي، ونبرهن على إيماننا، لأن هناك من يقول لا إله إلا الله ويشرب الخمر ويزني وكلمة لا إله إلا الله يجب أن يكون لها معنى حاضر وتكون أعمالنا واضحة تدلّل على أن معنى الإيمان هو لا إله إلا الله – محمد رسول الله”.
وأضاف “في عهد بني أمية تغيرت معالم الدين وزاد الانحراف في الأمة وتغيرت الأمور إلى أسوأ الحدود، بانتشار المفاسد وتقريب اليهود والنصارى منهم وتخويف المؤمنين كما يخوفوننا اليوم بأمريكا وإسرائيل، فما كان من الإمام زيد عليه السلام إلا أن قال مقولته المشهورة “والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت”.
وتابع العلامة شرف الدين، “من حمل فكر الإمام زيد، وهو في حقيقة الأمر فكر رسول الله، بل هو فكر القرآن وشريعة الله سبحانه وتعالى، يخرجون ويجاهرون بعدائهم لليهود والنصارى تأسيًا ليس بالإمام زيد فحسب ولا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما تأسيًا بالأنبياء والمرسلين لأن الإمام زيد والأنبياء والمرسلين هم أسوة حسنة فمن يخرج في وجه الطغاة ويتبرأ منهم ويتولى المؤمنين ويتبرأ من الظالمين فهو المتأسي بالنبيين”.
ولفت إلى أن اليمنيين اليوم، هم من حملوا فكر الإمام زيد عليه السلام وباعوا أنفسهم في سبيل الله وصمدوا في مواجهة أمريكا وكل طغاة العالم، مبينًا أن هناك من علماء اليوم من يثبطّون الناس عن الجهاد ويركزون على أمور الدنيا.
وقال “نجد كثير من الناس بعيدون عن واقع أمتهم وعما يحدث في غزة من مجازر وبعيدون عن التحشيد في سبيل لله، لأن هناك علماء حرصوا على ألا يجرحوا بكلامهم مشاعر اليهود والنصارى، بل يعمدون على إغراء المسلمين وفتنتهم، فجرّوا عليهم الويلات والمحن وفي الوقت ذاته يحملون المسؤولية من يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر”.
وأوضح مفتي الديار اليمنية، “أن هناك من أخطأ بقوله أن الإمام علي عليه السلام خرج من أجل السلطة كابن تيميه وهناك من قال أن خروج الإمامين الحسين وزيد عليهما السلام، كان من أجل الدنيا وعندما خرج السيد حسين عليه السلام والسيد بدر الدين والسيد عبدالملك قالوا أنهم خرجوا من أجل السلطة وهكذا أصبح الحال من خرج آمرًا بالمعروف وناهيًا عن المنكر قالوا إنه يخرج من أجل السلطة والدنيا في حين أن خروجهم هو لرد الحدود لدين الله والإصلاح في أمة محمد رسول لله صلى الله عليه وآله وسلم”.
وأكد “أن طريق الدنيا والسلطة معروف فمن يريد الدنيا لا يحارب أعداء الله بل سيقيم علاقة معهم كما هو حال الجولاني اليوم ونحن لا يمكن أن نبيع ديننا بدنيانا ولن نساوم في ذلك لأنها ثقافتنا وعقيدتنا”.
بدوره وصف رئيس هيئة الأوقاف العلامة عبدالمجيد الحوثي، ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليهما السلام، بالأليمة، لأنها ذكرى من شق غياهب تلك المرحلة الخطيرة من تاريخ الأمة الإسلامية التي سلّبت من الإسلام روحه ولم تبق من القرآن إلا رسمه.
وأفاد بأن خروج الإمام زيد ومن قبله الإمام الحسين عليهما السلام، كان لتجسيد صوت الإسلام المحمدي الذي جاء ليقيم الحق والعدل لا ليشرعن للظلم والجور وليخرج الناس من عبودية البشر إلى عبودية رب البشر.
ولفت العلامة الحوثي إلى “أن الظالمين اتخذوا الإسلام وسيلة لشرعنة طغيانهم وظلمهم وجرائمهم حين سكت الناس عن قول كلمة الحق، فكان صوت آل بيت رسول الله هو الصوت الصادع بالحق الذي لا يخشى في لله لومة لائم”.
وأوضح أن الإمام زيد عليه السلام ظل يتدبر القرآن الكريم لمدة 13 عامًا ليجد لأمة جدة مخرجًا من حالة الضعف والاستسلام والخضوع والذلة التي أصبحوا يعيشونها في عهد بني أمية فشق الطريق أمام الأحرار في كل زمان ومكان.
وأشار رئيس هيئة الأوقاف إلى “أن منهج الإمام زيد عليه السلام، ما يزال شامخا منذ 1300 عام وسطر الثوار السائرون على نهجه أروع الملاحم والبطولات في كل جيل وزمان ومكان، مؤكدًا أنه لولا تضحيات أئمة آل البيت ودمائهم لضاع الإسلام وعم الفكر الأموي بإطاعة الأمير وإن جلد الظهر وأخذ المال”.
وقال “يتجسّد فكر بني أمية اليوم في سلب الأمة لعزتها وكرامتها وحريتها وشرعنة الظلم للظالم، كما يتجسّد في أولئك الصامتين عما يحدث من مجازر في غزة وفي ولاية ابن سلمان وابن زايد والسيسي وغيرهم من ولاة الأمة الذين تركوها فريسة لليهود والنصارى وغيبّوا نهج ومبادئ الإسلام وجعلوا المسلمين خاضعين ليعبث بهم اليهود”.
وحث العلامة الحوثي، على المضي على خطى الإمام زيد والتحرك على نهجه لنصرة الشعب الفلسطيني بقيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي.
من جهته، عّد الأمين العام المساعد للملتقى الإسلامي، العلامة عبدالله الشاذلي، استشهاد الإمام زيد عليه السلام فاجعة ومأساة في التاريخ الإسلامي، مؤكداً ضرورة استلهام الدروس من شجاعته وتضحيته وثقته بالله ووقوفه في وجه الطغاة والمتكبرين.
واستعرض سيرة وحياة الإمام زيد، وجهاده، والبصيرة التي تحرك بها، ورسمها للأمة كنهج ملازم لمسار الجهاد ونصرة الحق والمستضعفين ومواجهة الطغاة وأعداء الإسلام.
وتطرّق الشاذلي، إلى مناقب وتضحية الإمام زيد ومواقفه وأقواله الخالدة، مشيرًا إلى أهمية إحياء الذكرى للاقتداء بنهج حليف القرآن وأخلاقه، وثورته في مواجهة الطغيان والاستكبار.
تخللت الفعالية قصائد شعرية وفقرات إنشادية.