متابعة / قاسم الشاوش
تشهد العلاقات بين حركتي فتح وحماس حالة من المد والجزر السلبي والمؤثر على القضية الفلسطينية واستحقاقاتها المشروعة الأمر الذي يجعل المستفيد الوحيد من هذا الشرخ الفلسطيني الحاصل دولة الاحتلال الإسرائيلية حيث جاءت الاتهامات المتبادلة بين الحركتين الفلسطينيتين لتؤجج رقعة الانقسامات بعد ان فجر مجهولون عبوات ناسفة أمام أكثر من عشرة منازل لقادة في فتح في قطاع غزة الجمعة الماضية ما الحق بها اضرارا مادية بدون وقوع إصابات في واقعة هي الأولى من نوعها سرعان ما ألقت حركة فتح مسؤوليتها على حماس التي نفت ذلك مما يثير المخاوف في عودة الخلافات الفلسطينية الداخلية المعطلة للمصالحة الفلسطينية.
وقد اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه في مقر الرئاسة الفلسطينية (المقاطعة) امام آلاف الفلسطينيين حماس “بتدمير” المصالحة الوطنية الفلسطينية وارتكاب عمليات التفجير.
وطالب عباس في خطابه “يسألون عن الذي ارتكب جريمة تفجير منازل قادة فتح غزة الذي ارتكبها هم قيادة حركة حماس وهي المسؤولة عن ذلك ولا اريد تحقيقا منهم”.
وبحسب عباس فان حركة حماس تقول “ان هذه التفجيرات من جماعة منفلتة ولا ادري كيف يقع 15 انفجارا في خمس دقائق ولا تعرف عنهم حماس”.
وكانت حركة فتح اعلنت انها ستلغي مهرجان تأبين عرفات الأحد بعد ان اعتذرت حركة حماس عن “تأمين” الاحتفال.
وأشار عباس “أعلنوها صراحة انهم لا يريدون هذا الاحتفال ولكن الجماهير تزحف هنا اليوم الى رام الله والى غزة رغم انفهم”. وأضاف أن “الذي يقوم بهذه الأعمال لا يريد مصالحة ولا يريد وحدة وطنية”.
واعتبرت حركة حماس ان خطاب عباس مليء “بالاكاذيب” واتهمت حركة فتح “باصطناع التفجيرات في غزة”.
وزعم المتحدث باسم حركة حماس مشير المصري بأن “خطاب عباس امتلأ بالاكاذيب والمغالطات والتضليل والشتائم ويدل على فئويته وحزبيته” موضحا ان الشعب الفلسطيني “بحاجة الى رئيس شجاع حسب قوله”.
واتهم المصري فتح انها “اصطنعت هذه التفجيرات في غزة لمحاولة إقحام حركة حماس بفشل تنظيم المهرجان والتغطية على أزمة خلافاتها الداخلية من خلال سياسة الاتهامات المرفوضة لحماس”.
وبحسب المصري فان عباس “يحاول ابتزاز قطاع غزة كله في ملف إعادة الاعمار بربط التفجيرات بإعادة الاعمار لأسباب حزبية ضيقة لم يسبق للاحتلال استخدامها”. وتابع ان “ما جرى من تفجيرات في غزة امتداد لازمات فتح الداخلية التي تعانيها”.
وفي رام الله شارك أكثر من خمسة آلاف فلسطيني في أحياء الذكرى العاشرة لعرفات التي تم تنظيمها في مقر الرئاسة الفلسطينية (المقاطعة) بالقرب من قبر عرفات.
وتوفي عرفات عن 75 عاما في 11 نوفمبر 2004 في مستشفى بيرسي دوكلامار العسكري الفرنسي قرب باريس بعد تدهور مفاجئ في صحته اثر معاناة من آلام في الأمعاء من دون حمى بينما كان في مقره برام الله حيث كان الجيش الإسرائيلي يحاصره منذ ديسمبر 2001.
ووصل المئات من مناطق بعيدة شمال الضفة الغربية وحملوا الإعلام الفلسطينية ورايات فتح وصور الرئيس عرفات.
وفي غزة أكد رفعت حجاج ان عدم أحياء ذكرى عرفات هو “طمس لهذه الذكرى. نريد الوحدة الوطنية التي كان يجسدها الزعيم القائد”.
وأشارت سهيلة بربح من خان يونس “كنا نأمل ان تكون ذكرى ابو عمار علامة لانهاء الانقسام وتحقيق الوحدة وان تقف حماس دائما إلى جانب فتح في هذه الذكرى”.
من جانبه دعا القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي المعتقل لدى إسرائيل في رسالته في الذكرى العاشرة لرحيل عرفات السلطة الفلسطينية إلى دعم “المقاومة الشاملة والبندقية”.
وقال البرغوثي في رسالة كتبها من سجن هداريم الاسرائيلي ونشرتها صحيفة القدس الفلسطينية ان “التمسك بإرث عرفات ومبادئه وثوابته التي استشهد وعشرات الآلاف من اجلها يأتي من خلال مواصلة مسيرة المصالحة الوطنية على أسس صحيحة ودعم ومساندة حكومة الوفاق الوطني والتمسك بخيار المقاومة الشاملة والبندقية التي استشهد عرفات وابو جهاد واحمد ياسين والشقاقي وابو علي مصطفي والكرمي والجعبري وهي في أيديهم”.
وأكد البرغوثي “ضرورة إعادة الاعتبار مجددا لخيار المقاومة بوصفه الطريق الأقصر لدحر الاحتلال ونيل الحرية”.
من جهة أخرى عززت إسرائيل أمس إجراءاتها الأمنية بعد يوم من مقتل جندي ومستوطنة في هجومين منفصلين الاثنين احدهما في تل أبيب والآخر في مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة. وقالت المتحدثة باسم الشرطة لوبا سمري لوكالة الصحافة الفرنسية أن “الشرطة في حالة انذار متقدمة وتم نشر آلاف من رجال الشرطة والضباط والمتطوعين والتعزيزات في كافة انحاء البلاد لضمان الأمن العام”. وأضافت سمري أن “عملية على المستوى الوطني بدأت الثلاثاء لوقف كل هؤلاء الموجودين في إسرائيل بصورة غير قانونية ودعت السلطات الإسرائيلية الإسرائيليين إلى “اليقظة” والى ابلاغ الشرطة عن “أي سيارة أو شخص مشبوه”. وأضافت سمري “لن نتسامح مع مثيري الشغب” من جهته نشر الجيش الإسرائيلي تعزيزات في الضفة الغربية المحتلة
Prev Post