الدكتور/ نجيب القباطي- مدير صحة الطفل والمراهق بوزارة الصحة لـ (الثورة ) :


حملة التحصين ضد أمراض الحصبة والحصبة الألمانية وشلل الأطفال ستطعم ما يزيد عن نصف سكان اليمن.
¶التحصين ضد الحصبة والحصبة الألمانية من خلال لقاح عضلي مدمج للقاحين في لقاحُ واحد ويقوم بإعطائه عاملين صحيين مؤهلين لديهم الخبرة والتدريب الكافي.
اللقاح الثنائي المضاد للحصبة والحصبة الألمانية يفتح آفاقاٍ جديدة للصحة من شأنها التقليل من حجم المرضى والوفيات وحالات التشوهات والإعاقات الخطيرة.
لقاح الحصبة والحصبة الألمانية وكذا لقاح شلل الأطفال كلاهما آمن ومتداول على المستوى العالمي وليس في اليمن فقط .
أن نصنع نصراٍ للأجيال من عبثية أمراضُ لطالما خلفت مآس وآلامُ على مر التاريخ ليس بالأمر المستحيل إذا ما وقف جميع الآباء والأمهات مؤازرين ومؤدين الدور المناط بهم في سد كل منفذ يتيح سريان وانتشار الأوبئة المهددة لأطفالهم حرصاٍ على سلامتهم.
إنه الاتجاه ذاته الذي يرسي دعائمه التحصين ضد أمراض الطفولة القاتلة والتي من ضمنها مرضي الحصبة والحصبة الألمانية وكذلك فيروس الشلل الذي لا يزال تهديده قائماٍ في اليمن مع أنها خاليةٍ منه تماماٍ ولم يعد له وجود على أراضيها.
تزامناٍ مع الحملة الوطنية للتحصين ضد هذه الأمراض الثلاثة مجتمعة الممتد تنفيذها من (9-18 نوفمبر الجاري) مستهدفةٍ جميع الأطفال والمراهقين من سن(15) سنة فأقل سنسلط الكثير من الأضواء من خلال اللقاء الذي جمعنا بالدكتور/ نجيب خليل القباطي- استشاري طب الأطفال ومدير صحة الطفل والمراهق بوزارة الصحة لنجول في أفياء التحصين ضد الأمراض الثلاثة لنعكس أسباب ودواعي ومزايا إقامة حملة تطعيم من هذا النوع..
فإلى التفاصيل:
فيروس الشلل.. وآخر التطورات
* ما آخر التطورات إزاء فيروس شلل الأطفال محلياٍ وعالمياٍ¿ وما قراءتك لواقع اليمن الذي تعصف به الأزمات في ظل اتساع دائرة خطر هذا الفيروس في الجوار الإفريقي¿
* مرض من هذا النوع لا شك أنه من الأمراض الخطيرة والسريعة الانتشار لعوامل متعددة أثرت في زيادة أو قلة انتشاره.
فمرض شلل الأطفال لا يعترف بأي حدود جغرافية مهما تباعدت المسافات بين البلدان ووجوده وانتشاره في بلد من بلدان العالم يعتمد على بقاء المسبب له بما يتيح له الاستمرارية والتوسع في الانتشار.
هناك لجنة دولية بالإضافة إلى منظمة الصحة العالمية تقوم بمتابعة وترصد هذا الفيروس على المستوى العالمي والدولي وتصدر عنها بيانات وتقارير دورية توضح هذا التطور كان آخرها في(28 أكتوبر المنصرم) أي قبل شهر وقد يتبين من خلال التقرير أن هناك تراجعاٍ للحالات المرضية بالفيروس مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
كما يتبين ذلك من الخارطة العالمية حيث بلغت عدد حالات الإصابة التي سجلت هذا العام (257)حالة مقارنة بـما مجموعه(312)حالة إصابة سجلت في العام 2013م وهذا يعني أن هناك تراجعاٍ في عدد حالات الإصابة لكن دولَ مثل باكستان سجلت عدد حالات إصابة أكثر خلال العام 2014مº بلغت(220)حالة مقارنة بـ(53)حالة إصابة سجلت عام 2013م.
كما أن دولتين بالمنطقة هما سوريا والعراق قد ظهرت فيها حالات إصابة مؤكدة بشلل الأطفال الفيروسي وعلى الرغم من تراجع عدد الحالات في كلُ من الصومال وأثيوبيا إلا أن حالات جديدة ظهرت خلال العام الجاري في البلدين.
ومن هذه الصورة يلاحظ استمرار ظهور فيروس شلل الأطفال في مناطق قريبة من بلادنا ما يعني ضرورة احترازنا من دخول الفيروس إلى اليمن التي ما تزال خاليةٍ ولم تسجل فيها حالات إصابة بالفيروس منذ فبراير2006م حتى أنه أعلن خلوها من هذا الفيروس من قبل منظمة الصحة العالمية عام 2009م وكل ذلك بفضل الله والجهود الطيبة لوزارة الصحة في مجال التحصين عبر تكثيفها حملات التطعيم وتنشيطها ورفعها التغطية بلقاحات التحصين الروتيني المعتاد الذي تقدمه المرافق الصحية على مدار العام للمستهدفين من الأطفال دون العام والنصف من العمر على الرغم من كل التحديات التي واجهت البلد والأوضاع السيئة التي يعيشها والأزمات والظروف المعيشية الحرجة التي مر ويمر بها.
تزايد انتشار الحصبة
* إن لم تخن ذاكرتي فإن مرض الحصبة قبل نحو(5-6سنوات) ظل لمدة من الزمن تحت السيطرة حتى أنه لم تكد تسجل حالات إصابة جديدة.. ما تقييمك لتلك المرحلة¿ ولماذا عاود فيروس الحصبة بالظهور والانتشار على نحوُ سيء وواسع¿
* صحيح أننا في اليمن وصلنا إلى نجاح كبير في السيطرة على مرض الحصبة القاتل في السابق حيث لم تسجل عام 2009م سوى حالتين مؤكدتين مخبرياٍ ولم تسجل وقتها أي حالة وفاة بسبب مرض الحصبة الخطير.
ولم يتأتِ هذا إلا من خلال الجهود التي بذلت على المستوى الوطني بعد أن كانت الحصبة تتسبب بوفاة مالا يقل عن( 8%) من مجمل حالات وفيات الأطفال دون سن الخامسة – بحسب الدراسات والمسوحات التي أجريت في بداية الألفية الحالية.
والعامل الرئيسي للسيطرة التي حدثت يعود إلى الجهود التي بذلت من أجل حصول جميع الأطفال على اللقاح المضاد لفيروس الحصبة من خلال حملات التطعيم المتكررة مع التوسع في إعطاء اللقاح بالمرافق الصحية إلى جانب الأنشطة الإيصالية التكاملية للتحصينº خارج المرافق الصحية والتي شملت جميع المحافظات.
إضافةٍ إلى ذلك كان هناك حرص كبير من قبل الآباء والأمهات والمجتمع بشكلُ عام على التحصين فالبعض رأى بأم عينيه أطفالاٍ يواجهون الموت أو المتاعب الخطيرة بسبب مرض الحصبة وهذا جعلهم يدركون أهمية اللقاح في وقاية الأطفال من خطر الإصابة بالحصبة.
إن أي نجاح يْصنع طالما لم يحافظ عليه الإنسان فلن يستمر طويلاٍ في ظل وجود الأسباب والعوامل التي تساهم في انتشاره بين أوساط المجتمع.
وفي هذه الحالة يتيح التقاعس عن تطعيم الطفل باللقاح المضاد للحصبة ظهور الفيروسº ليجد سبيله إليهº باعتباره لا يحمل المناعة اللازمة والوقاية التي كان بالإمكان أن يحصل عليها من اللقاح.
فبعض الأسر والآباء والأمهات يمعنون في حرمان أولادهم من التحصين لاعتقادات غير صحيحة جعلتهم يتخوفون من اللقاحات ليبقى بذلك العديد من الأطفال بدون وقاية مما يجعلهم في الغالب فريسة سهلة للإصابة.
ولا نغفل الظروف التي مرت بها البلادº من حروبُ وأزماتُ عصفت باليمن قد طالت بعض المناطق اليمنية معيقةٍ- إلى حدُ ما – وصول الخدمات الصحية إلى بعض المناطق أو انشغال الناس أو ابتعادهم عن التماس خدمات التطعيم لأطفالهم ما جعل أطفالاٍ كثيرين محرومين من حقهم في الحصول على اللقاح المطلوب.
حملة الحصبة والحصبة الألمانية والشلل
* ما الهدف أو الغرض من تنفيذ حملة وطنية في اليمن هي الأولى من نوعها لاستهدافها بالتحصين ثلاثة أمراض مجتمعة تحت مسمى الحملة الوطنية للتحصين ضد الحصبة والحصبة الألمانية وشلل الأطفال والتي يسري تنفيذها من(9- 18 نوفمبر2014م)¿
* الهدف من التحصين بشكلُ عام هو الوقاية من الأمراض القاتلة التي قد تؤدي إلى متاعب أو إعاقة لأي شخص قد يصاب بها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
وطالما أن هذه الأمراض يتوافر لها لقاحات آمنة تؤدي إلى الوقاية المطلوبة فإنها تعد ضرورية جداٍ لتجنب الإصابة وما قد يترتب عليها من مضاعفات خطيرةُ مهددة للصحة.
وهذه الحملة معنية بثلاثة أمراض خطيرة أي حملة التحصين الوطنية ضد أمراض الحصبة والحصبة الألمانية وشلل الأطفال في الفترة من(9- 18 نوفمبر2014م) ذلك لأنها يمكن أن تخلف إعاقات وتشوهات أو تؤدي إلى الوفاة.
وهي تستهدف بلقاح الحصبة والحصبة الألمانية جميع الأطفال والمراهقين من عمر(9 أشهر-15سنة) في سائر محافظات الجمهورية كذلك تستهدف جميع الأطفال دون سن الخامسة بلقاح شلل الأطفال.
علماٍ بأن حملة التحصين الوطنية لن تكون من منزلُ إلى منزل وإنما بالمرافق الصحية وعبر مواقع التحصين المؤقتة والمستحدثة في المدارس ومنازل بعض الوجهاء وعقال الحارات والمشايخ وحتى في بعض المساجد القريبة ليكون من السهل على الناس الوصول بأطفالهم من أجل تطعيمهم في الحملة إلى مواقع التحصين بأقل جهدُ دون الاضطرار إلى قطع المسافات الطويلة.
من ناحية ثانية فإن لقاحي التحصين آمنان ومتوفران ومتداولان على المستوى العالمي وليس في اليمن فقط.
كما أن الوضع الراهن الذي يمر به اليمن في ظل انتشار فيروس شلل الأطفال في دول الجوار الأفريقي وبعض دول المنطقة عدا عن تفشي وبائي الحصبة والحصبة الألمانية تجلت معهما أخطار كبيرة شكلت مصدر تهديد لبلدنا بينما الإمكانيات الفنية والمادية المطلوبة متاحةٍ حالياٍ بما يكفل المحافظة على أطفالنا من خلال وقايتهم بالتحصين وبذلك فإن تنفيذ حملة تطعيم بهذا الشكل سيكون بمثابة رمي ثلاثة عصافير بحجر واحد.
لقاحان ضد ثلاثة أمراض
* طالما أن هناك لقاحين يقدمان في حملة تحصين وطنية..كيف ستتمكن فرق التطعيم من أداء عملها في الحملة¿ وما معيار اختيار المطعمين للقيام بهذه المهمة التي قد تبدو صعبة بعض الشيء¿
* ليس من الصعوبة بمكان إعطاء اللقاحين خاصةٍ وأن لقاح الحصبة والحصبة الألمانية يْعطى من خلال حقنة واحدة في العضل تحوي لقاحين مدمجين في لقاح واحد(اثنين في واحد) ويقوم بإعطائه عاملين صحيين مؤهلين لديهم المعرفة والخبرة والتدريب الكافي في طريقة إعطاء هذا اللقاح العضلي.
أما لقاح مرض شلل الأطفال فيْعطى عن طريق الفم عبر قطرتين من اللقاح ومن السهل لأي عامل صحي أو متطوع مدرب أن يعطيها للطفل.
* لماذا أدرجت الحصبة الألمانية ضمن قائمة الأمراض المستهدفة بالتطعيم للمرة الأولى في اليمن بالوقت الراهن تحديداٍ¿
* لا شك أن الأولويات في القطاع الصحي متعددة ولا تستطيع وزارة الصحة أن تتبناها كلها في وقتُ واحد ولكن هناك قضايا مهمة وقضايا ذات أولوية قصوى أكثر أهمية.
وليس من السهولة بمكان إدخال لقاح ما ودمجه ضمن التطعيمات الروتينية المعتمدة للأطفال في المرافق الصحية كون البدء بلقاح جديد يتطلب جهوداٍ فنية وكلفة مادية كبيرة قد تشكل – في كثيرُ من الأحيان- عقبة تعيق عملية التنفيذ.
بيد أن الجهود المتعاقبة التي بذلتها وزارة الصحة العامة والسكان خلال السنوات الماضية تمخض عنها نجاح كبير وهو إدراج اللقاح الثنائي المضاد للحصبة والحصبة الألمانية ضمن اللقاحات المستهدفة للأمراض القابلة للتحصين بتعاون وإسناد حلف اللقاح العالمي.
مما يعني أن آفاقاٍ جديدة للصحة قد انفتحت بما من شأنه التقليل كثيراٍ من حجم المراضة والوفيات وحالات التشوهات والإعاقات الخطيرة لكونه يؤمن لسائر الأطفال وقاية من الإصابة ثم أنه بتحصين الفتيات بهذا اللقاح تتجنب أمهات المستقبل المحصنات الإصابة بالحصبة الألمانية والتي تتجلى خطورتها بشكلُ أسوأ على الأجنة أثناء الحمل.
فمن خلال التطعيم بهذا اللقاح الذي يْعد مدمجاٍ مع لقاح الحصبة في لقاحُ واحد يمكن الحد من وقوع هذه الإصابة حيث لا يوجد علاج لهذا المرض لكن الوقاية متاحة بكل تأكيد وبالتحصين تتجلى القيمة الحقيقية للوقاية فهو الأفضل والأجدى لتلافيه تماماٍ حتى القضاء عليه.
الحصبة والحصبة الألمانية
* ما حقيقية التقارب اللفظي بين مرضي الحصبة والحصبة الألمانية¿ وما أوجه الاختلاف بين المرضين¿
* لفظ الحصبة أصبح متداولاٍ لدى الكثير من الناس لدرجة أنهم يعزون – أحياناٍ- سبب ظهور أي طفح جلدي يصيب الطفل إلى الإصابة بالحصبة.
بالنسبة للطفح الجلدي للحصبة الألمانية فإنه يشبه – إلى حدُ ما- طفح الحصبة المعروفة ولكن يختلف عنه من ناحية فترة ظهوره واختفائه حيث لا تزيد هذه الفترة عن( 3 أيام) في الغالب بينما في حالة مرض الحصبة يتطلب ذلك (6 أيام).
ومن الناحية الطبية يطلق طفح مرض الحصبة على مرض معين بسبب عدوى فيروسية لفيروس معين يسبب ظهور أعراض معينة من ضمنها طفح جلدي عام له خاصيته من ناحية كيفية بدء ظهوره وانتشاره في الجسم وفترة ظهوره وكذا فترة اختفائه حيث أن طفح الحصبة يكون مصحوباٍ بالحمى ووجود سعال أو احمرار في العينين أو سيلان من الأنف.
وبالتالي ليس كل طفح يظهر على جلد أي طفل ينسب إلى مرض الحصبة فهناك العديد من الأمراض التي تحدثه في الجسم وليس فقط الحصبة وهنا يأتي دور الطبيب في تشخيص الحالة المشتبه بها وتصنيف المرض ولا يتم تأكيد الحالة إلا من خلال الفحوصات المخبرية.
مضاعفات.. وأوجه خطورة
* ماذا عن المضاعفات وأوجه الخطورة بالنسبة لمرضي الحصبة والحصبة الألمانية¿
* مضاعفات مرض الحصبة متعددة وتتراوح بين الوفاة والإعاقة القريبة والبعيدة الأجل وما ينتج عن ذلك من تطور المرض وتطور مضاعفاته بما لها من تأثير يْضعف مناعة الجسم ويعرضه لأمراضُ ثانوية التهابية تزداد حدةº مْعرضةٍ صحة الطفل للخطر.
لا شك أن الحصبة أشد ضراوة وعنفواناٍ وأكثر تسبباٍ للوفيات وفي معظمها تحدث للأطفال أقل من خمس سنوات أو البالغين وتكمن المشكلة الأساسية لنشوء مضاعفات هذا المرض في أن الإصابة الحادة- بحد ذاتها- تضعف المناعة وخاصةٍ خلال الأشهر الثلاثة التالية للإصابة.
ومن هذه المضاعفات- على سبيل المثال لا الحصر- تعتيم القرنية والإصابة بالعمى أو إصابة الجهاز السمعي الذي قد يؤدي إلى الصمم.
وأيضاٍ: الالتهاب الدماغي الشوكي (التهاب أنسجة الدماغ كالمخ وأنسجة الحبل الشوكي أو النخاعي) والتهاب عضلة القلب والتهاب الكبد.
بالإضافة إلى الالتهابات التنفسية الشديدة من جراء ضعف مناعة الجسم الذي تقود إليه حدة الإصابة بالحصبة والتي تشمل(الالتهاب الرئوي الحاد التهاب الأذن الوسطى الإسهال الحاد والجفاف الناجم عنه).
بينما بعض المضاعفات يمكن أن تظهر بعد فترة من الإصابة بمرض الحصبة تصل أحياناٍ إلى (10سنوات) مثل التهاب الدماغ الشامل التصلبي تحت الحاد الذي يْعد انحلالياٍ يصيب الجهاز العصبي المركزي ويتميز بتغير السلوك والتخلف العقلي والصرع.
في حين ترتبط مضاعفات مرض الحصبة الألمانية بالجنين في بطن أمه ذلك لأن الفيروس المسبب لهذا المرض يمكنه الانتقال إلى الجنين من خلال الحبل السري لاسيما في الأشهر الثلاثة الأولى للحمل مما قد يؤدي إلى الإجهاض وموت الجنين أو أن الإصابة تقود بالطفل المولود لأمُ أصْيبت أثناء حمله إلى المعاناة من تشوهات خلقية مختلفة (متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية) ولعل أبرزها حدوث تشوهُ في القلب أو تشوهات تقود إلى إعاقة سمعية أو بصرية أو إلى الإصابة بمرض التوحد أو داء السكري أو اعتلالات الغدة الدرقية وما إلى ذلك من حالات الإعاقة الجسدية أو الذهنية أو العقلية التي تستمر- بطبيعة الحال- مدى الحياة.
رسالة تطمينية للجميع
* كيف بالإمكان معالجة العوارض الجانبية للقاحات بما في ذلك لقاح الحصبة الألمانية باعتباره جديداٍ وغير مألوف لدى المجتمع¿
* العوارض الجانبية للقاح الحصبة والحصبة الألمانية وكذلك للقاح شلل الأطفال لا تكاد تذكر قد يكون منها الحمى التي تتبع التحصين وهنا يمكن استخدام دواء خافض للحرارة (الحمى) أو قد يظهر احمراراٍ أو تورماٍ في موضع ضرب الحقنة العضلية والذي يعطي مؤشراٍ على فعالية اللقاح وبذلك قد يحتاج إلى كمادات باردة – في بعض الأحيان- متى كان كبيراٍ لكنه لا يستمر لوقتُ طويل بل يزول في ظرف يومُ أو يومين.
* يْبدي البعض خوفه على أولاده من اللقاح العضلي.. ما الرسالة التطمينية التي توجهها للقارئ إزاء هذا¿ وما الموانع الطبية لأيُ من الأمراض المستهدفة بالحملة التي تقتضي منع حصول الطفل على اللقاحات¿
* ببساطة أقول: ألم إبرة في العضل خير من كارثة يمكن أن تحل على الأم وجنينها بسبب مضاعفات مرض الحصبة الألمانية أو تحل على سائر الأطفال المحرومين من التحصين ضد مرض الحصبة وكلا المرضين يِسفر عنه مضاعفات قد تجعل الأسرة والطفل في ألمُ وحسرةُ وندامةُ مستمرة مدى الحياة.
وبشكلُ عام لا تكاد موانع التحصين تذكر إلا في حالات وجود مرض شديدُ جداٍ وهذا ما يدركه العاملون الصحيون الذين يقومون بعملية التحصين.
وليس ثمة من يْمنع من التحصين باللقاح الثنائي ضد مرضي الحصبة والحصبة الألمانية باستثناء النساء الحوامل حتى لا يؤثر اللقاح على الحمل والمنع يشمل – أيضاٍ- الأطفال الذين تقل أعمارهم عن تسعة أشهر.
بالتالي لا قلق من التحصين بأيُ من اللقاحات التي تقدمها الحملة الوطنية للتحصين ضد أمراض الحصبة والحصبة الألمانية وشلل الأطفال التي يتواصل تنفيذها في الفترة من(9-18 نوفمبر الجاري)مستهدفةٍ الأطفال والمراهقين من(15)سنة فأقل إذ إن ما تحقق الخلاص أو القضاء على الأمراض القاتلة للأطفال في الدول المتقدمة إلا عبر التحصين فهو صحة وحياة لأولادنا ومجتمعنا والوقاية – كما يقول المثل- خير من العلاج.
* المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني
بوزارة الصحة العامة والسكان

قد يعجبك ايضا