رئيس هيئة الأثار يؤكد سقوط قذائف على ساحة قلعة رداع ومدير آثار البيضاء ينفي
آثار إب: لسنا متأكدين من تأثر حصن الرضمة لأن الصراع لايزال مستمراٍ
ما إن يهدأ الصراع في محافظة أو منطقة يمنية حتى يبدأ في مناطق ومحافظات أخرى وتشترك كل تلك المحافظات والمناطق بأضوائها على معالم تاريخية وأثرية فعندما كان الصراع في عمران تعالت الأصوات المتخوفة على المواقع الأثرية في هذه المحافظة وعلى رأسها مدينة ثلا التاريخية.
وعندما نشب الصراع في الجوف كان الخوف على المعالم الأثرية في هذه المحافظة العريقة وعلى رأسها مدينة براقش الأثرية وكذلك الحال في محافظة مأرب وحاضرتها التاريخية مدينة صرواح وهاهو اليوم الخوف والخشية والأعين تتجه صوب محافظتي إب والبيضاء حيث الصراع لا يزال يحتدم بين الإخوة الأعداء.
ماذا كانت المواقع والمعالم الأثرية في المحافظات التي انتهى فيها الصراع قد خرجت بسلام فهل تسلم المواقع والمعالم الأثرية في محافظتي إب والبيضاء.
أنباء تتحدث عن تأثر أصاب بعض المواقع والمعالم الأثرية في هاتين المحافظتين وتحديداٍ أحد الحصون الأثرية القديمة في منطقة الرضمة محافظة إب وقلعة رداع بمحافظة البيضاء.. فما هي صحة هذه الأنباء وما مدى تأثر هاذين المعلمين الأثريين وللتأكد التقينا بعدد من المختصين والمسئولين في هيئة الآثار.
إصابات غير واضحة
بداية أوضح الأخ مهند السياني –رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف- أن المعالم الأثرية في مواطن الصراع بمحافظتي إب والبيضاء لم تؤثر كثيراٍ على المواقع والمعالم الأثرية باستثناء بعض القذائف التي سقطت على قلعة رداع لكن القلعة لم تتأثر كون هذه القذائف سقطت في ساحة القلعة ولم تكن إصاباتها مباشرة مشيراٍ إلى أن الهيئة لم تتلقِ أي بلاغات عن تأثر معالم أثرية في المحافظتين باستثناء قلعة رداع.
لافتاٍ إلى أن المخاوف لازالت قائمة على المواقع والمعالم الأثرية في المحافظتين مع استمرار الصراع المسلح.
وحول ما عملته الهيئة أو ستعمله من أجل تفادي إحداث أي أضرار للمواقع والمعالم الأثرية قال السياني: نحن مسئولون بكل تأكيد عن آثار هذا البلد ولكن لا نستطيع أن نحمي هذه المعالم والمواقع دون تعاون جميع الأطراف فلا يمكننا مثلاٍ الانتقال إلى المناطق الأثرية في أماكن الصراع بسببين: الأول الإمكانيات غير متوفرة وثانياٍ: أن الصراع لايزال قائماٍوهو أمر يشكل خطراٍ على من يفكر بزيارة تلك المعالم بل هل ستسمح الأطراف المتصارعة لنا أو للفرق التي ستنزل لدخول المعالم الأثرية وإيقاف العبث فيها وهنا نود أن نؤكد أن الهيئة تواصلت مع بعض الأطراف المتصارعة في محافظتي الجوف وعمران وأزعم أننا استطعنا أن ننجح في تجنيب براقش ومدينة ثلا الآثار السلبية لذلك الصراع وهنا أود أن أشكر كل من تفاعل معنا وأول المشكورين الإخوة في وزارة الدفاع الذين قاموا بنشر تعميم لكل المعسكرات والمواقع التي يتواجد فيها أفراد من الجيش للعمل على تجنيب المواقع والمعالم الأثرية الصراعات أياٍ كانت وبذل الجهود من أجل حمايتها.
وحول إمكانية التوصل مع الأطراف المتصارعة في محافظتي إب والبيضاء لتجنيب الأضرار والمواقع والمعالم الأثرية أسوة بما حصل في محافظتي الجوف وعمران أجاب السياني قائلاٍ: الوضع في البيضاء وإب متوتر بشكل كبير وسنحاول قدر المستطاع التواصل من أجل تجنيب الإضرار بالمواقع الأثرية غير أن الكم الكبير من هذه المعالم والمواقع موجود في محافظة إب وهذا قد يحتاج إلى جهود كبيرة وتواصل مع كل أطراف الصراع.
تضارب في التصريحات
وإذا كان الأخ مهند السياني قد أكد سقوط قذائف على ساحة قلعة رداع فإن الأخ خالد العنسي –مدير عام الآثار والمتاحف بمحافظة البيضاء- قد نفى سقوط أي قذائف على هذه القلعة وأكد أن المواقع والمعالم الأثرية في البيضاء بأمان حتى الآن ولم تتأثر أبداٍ بأي صراعات مسلحة وقال العنسي: قلعة رداع توجد فيها حراسات عسكرية أمنية ولهذا تعتبر محمية كذلك بقية المواقع والمعالم مثل المدرسة العامرية وغيرها لم تتأثر أبداٍ وذلك لأن الناس في رداع خصوصاٍ والبيضاء بشكل عام لديهم وعي وإدراك بأهمية المواقع والمعالم الأثرية والحفاظ عليها وإبعادها من أي صراعات ومواجهات مسلحة وبالتالي فهذا المواقع والمعالم يحظى باحترام وحرص كبيرين كونها تراث أمة وحضارة شعب وهذا الإدراك الذي نتمنى أن يظل مستمراٍ بعد خير داعم لنا كمسئولية للحفاظ على هذه المواقع وحمايتها.
وتمنى العنسي أن يعم الأمن والاستقرار ربوع اليمن وتعود الأوضاع إلى طبيعتها فكم هو مؤلم جداٍ أن تحدث هذه الصراعات وهذا الاقتتال بين أبناء الوطن الواحد.
خشية من توسع المواجهات
ومثلما نفى العنسي حدوث أي اعتداءات أو تأثير على المواقع الأثرية في البيضاء ها هو الأخ فؤاد الغشم -مدير عام الآثار والمتاحف بمحافظة إب- ينفي حدوث أي تأثير أو اعتداء على مواقع ومعالم أثرية في محافظة إب مشيراٍ إلى أن ما يشاع عن تأثر أحد الحصون الأثرية في مديرية الرضمة لم يتسن لفرع الهيئة بإب التأكد من صحة هذه الأخبار كون الصراعات لازالت قائمة ويصعب على المعنيين الانتقال إلى ذلك الحصن ومعرفة الأضرار التي لحقت به وهل هي صحيحة أم لا¿
وأكد الغشم أنه لم تصل إلى آثار إب أي أخبار سواء من المراقبين الآثاريين أو السلطات المحلية في المديريات التي توجد فيها صراعات مسلحة تفيد بتأثر معالم ومواقع أثرية ومنها مديرية الرضمة التي يوجد فيها “مراقبين اثنين” للآثار.
وأضاف: توجد في الرضمة الكثير من المعالم الأثرية القديمة بينما المواقع الإسلامية قليلة جداٍ في هذه المديرية وللأسف الشديد لا نستطيع تقديم إحصائية محددة لعدد المواقع الأثرية في هذه المديرية لأننا لم نجر حتى الآن مسحاٍ أثرياٍ في هذه المديرية ولكن ما نستطيع قوله أن المواقع الأثرية القديمة من الصعوبة أن تتأثر لأنها عبارة عن أطلال أو مواقع مدفونة تحت الأرض وبالتالي لا تصل إليها المواجهات المسلحة خاصة إذا كانت هذه الصراعات لا تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة ومثل هذه الصراعات من الممكن أن تؤثر على المعالم الإسلامية القائمة مثل الحصون والقلاع والمساجد ولهذا نحن نخشى أن تتطور هذه الصراعات إلى استخدام الأسلحة الثقيلة وتمتد إلى مديريات أخرى تمتلك مواقع ومعالم أثرية إسلامية منها ذي السفال والسياني وجبلة.
وأشار الغشم إلى أن معلومات لم تصل إليهم عن تأثر مواقع ومعالم أثرية من نطاق مناطق الصراع سواء في الرضمة أو بيت الذاري أو حتى إب وما حولها والتي استقرت فيها الأمور وهدأت نوعاٍ ما.
لافتاٍ إلى أن معلومات وصلت إليهم أن أحد أطراف الصراع من مديرية الرضمة لجأ إلى أحد الحصون للتمترس فيه الأمر الذي يعرض الحصن للخطر ولكن لم تصل أنباء مؤكدة حتى الآن عن تأثر هذا الحصن ولا يمكن معرفة مدى التأثر إلا إذا نزل فريق إلى الحصن وهو ما يشكل استحالة في الوقت الحالي كون الصراع لا يزال على أشده والأمور لا زالت متوترة.