اغتيال المتوكل .. محاولة لاغتيال المدنية والشراكة الوطنية !!


أعتبر مراقبون وسياسيون اغتيال الشهيد الدكتور محمد عبد الملك المتوكل اغتيال للدولة المدنية والعدالة وصوت العقل والحكمة في البلاد , لكونه شخصية مجتمعية وقامة وطنية وفكرية هامة وإن غيابه عن المشهد الوطني كشخصية معتدلة قد يؤدي لتنامي تيار التطرف في المشهد السياسي داعين كافة القوى السياسية والمجتمعية إلى التحلي بالحكمة وعدم الانصياع لدعوات التخريب ودعاة الحروب والزج بالبلاد إلى حرب أهلية ,,

البداية كانت مع الأديب محمد عبد السلام منصور –والذي عبر عن بالغ حزنه وأسفه لاغتيال الدكتور محمد عبد الملك المتوكل القامة الفكرية والأكاديمية والسياسية والوطنية , مدينا يد الغدر والتخريب أعداء المدنية والوطن – كما وصفهم – وكل من وقف خلف اغتيال الشهيد الدكتور المتوكل
وأضاف منصور : إن هذه الجريمة الشنعاء الهدف منها زعزعة أمن واستقرار البلاد وخلط الأوراق وإعاقة مسار التسوية السياسية والشراكة الوطنية والزج بالبلاد إلى حرب أهلية عن طريق غرس ثقافة الانتقام وردة الفعل المعاكس بطريقة الاغتيالات والاعتداءات والتخريب مستغلة التدهور الأمني والاقتصادي والتمزق الاجتماعي بالبلاد
داعيا المكونات السياسية والمجتمعية إلى التحلي بالحكمة وعدم الانصياع لدعوات التخريب ودعاة الحروب وترك الأجهزة الأمنية والقضاء للتحقيق حول ملابسات الجريمة بصورة عاجلة وكشف الجناة وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع وليتحقق العدل والإنصاف وتطهير البلاد من أعداء المدنية والقانون .
اغتيال المدنية
فيما اعتبر السياسي الدكتور محمد حلبوب – ممثل الحراك الجنوبي حادثة اغتيال الدكتور المتوكل اغتيال المدنية التي كان يسعى لتحقيقها الفقيد طوال حياته ويأتي اغتياله في إطار استهداف الكوادر والقامات المفكرة والمنجزة في البلاد مؤكدا على ضرورة التعامل مع ظاهرة الاغتيالات بصورة حازمة وجادة من الدولة وعدم التهاون مع من يتلاعبون بمستقبل البلاد
غياب الدولة
السياسي الدكتور فيصل الخليفي أوضح أن اغتيال الدكتور محمد المتوكل هو اغتيال للحلم الذي كان ولازال بدولة عادلة فكان آخر لقاء لي معه عند تشكيل مجلس وزراء الشباب أو حكومة الظل وكان بصحبة البروفسور عبدالعزيز الترب..كان حديث من القلب إلى القلب
وأضاف الخليفي : إن أثر اغتيال الدكتور محمد المتوكل على التسوية السياسية أو العملية الانتقالية سيحدث الكثير من التطورات التي تؤثر سلبا وتنعكس على الوضع والانتقال بالتدرج إلى أكثر سلبية حتى نصل إلى وضع انعدام كلي للدولة. وتابع الخليفي حديثه متأسفا : لا أستطيع أن أصف حزني على أب فاضل عطوف يعتبر أبناء الوطن أبنائه وحبه للوطن وحلمه بدولة عادلة مدنية لكن أيدي الغدر اغتالته بشارع العدل بعد أن أفنى عمره من أجل وطن عادل ومستقر
من جهتها أدانت الدكتورة آمنة الأسلمي الجريمة واعتبرتها مهددة لأمن واستقرار البلاد داعية إلى الامتثال للحكمة وضبط النفس والاصطفاف مع الدولة لضبط أعداء المدنية والبعد عن الشقاق والالتفاف إلى بناء اليمن الجديد
مأزق سياسي
وأما المحلل السياسي الدكتور عبد الملك الضرعي – جامعة صنعاء فيقول :
ما يحدث في اليمن اليوم ليس تسوية سياسية بمفهومها الكليكون العناصر الفاعلة في المشهد السياسي والأمني في اليمن ليست جميعها منطوية في المكونات السياسية القانونية وبالتالي ما يحدث في اليمن هي حالة من حالات إدارة الصراع السياسي بالاتفاقات الهادفة لمعالجة المأزق السياسي الراهنوهذه الاتفاقات لا توجد لها ضمانات سياسية لأن الأطراف الموقعة عليها بعضها غير منخرطة في العمل السياسي الرسمي وبالتالي فوجود شخصيات عاقلة ومقبولة من جميع الأطراف هام جداٍ لمساعدة أطراف الصراع السياسي على الوصول إلى حلول وسطية للمشكلات الطارئة والاستاذ الدكتور محمد عبد الملك المتوكل -رحمه الله- كان من الشخصيات الوطنية الهامة جداٍ التي تملك المهارة السياسية والفكرية والاجتماعية المساعدة على تقريب وجهات نظر قوى الصراع السياسي برؤى ومخارج مقبولة لدى الجميع ويرجع ذلك إلى ما يملكه من خبرة سياسية متراكمة وشخصية تنال احترام الجميع
ومضى الضرعي يقول : إن رحيل الدكتور يمثل فقداٍنا لصوت من أصوات العقل والحكمة في المجتمع وشخصية من الشخصيات الداعية لقيام دولة مدنية عادلة وإن غيابه عن المشهد الوطني كشخصية معتدلة قد يؤدي لتنامي تيار التطرف في المشهد السياسي اليمنيفمع غياب أصوات العقل والحكمة في أي مجتمع تنمو بدلاٍ عنها أصوات التطرف والغلو
إرث عظيم
فيما أكد المحلل السياسي الدكتور أنيس شمسان – جامعة صنعاء : إن اغتيال مثل هذا الصرح لن يوقف الرجال في دفاعهم عن وطنهم وترابه بل سيزيدهم عزماٍ وقوة..فأمثال هذه القامة الشامخة في حياته ومماته.. يخيفون الخفافيش في كل عصر.. حتى بعد أن ينتقلوا إلى رحمة ربهم.. حيث أنهم وإن فارقتنا أجسادهم.. إلا أنهم يتركون لنا إرثاٍ عظيماٍ يذكرنا كلما نسينا بأن أرواحهم تطوف من حولنا
وتابع حديثه : كلما خسرنا رجل بهذا الحجم تزداد خسارة الوطن وتتضاعف آلامه.. ولكنه الأمل الذي لا ولن يتزحزح من قلوبنا.. الأمل بأن وطننا معطاء.. وخسارته سوف تظهر لنا ألف رجل بحجمه.. إنه وطن الرجال.. حتى وإن كان أشباه الذكور من لهم سطوة عليه.. يظل وطن الرجال.. ويظل منبعاٍ للشموخ..
صوت العدل
من جهته يقول المحلل السياسي هاشم علوي – جامعة إب : تأتي جريمة اغتيال الدكتور والسياسي و الإعلامي والكاتب الكبير الشهيد محمد عبد الملك المتوكل في سياق اغتيال الدولة المدنية العادلة الحديثة التي كان ينشدها الشهيد اغتيال المتوكل يعني اغتيال صوت العدل والاعتدال صوت الصدق وا?تزان صوت الحكمة والبناء وا?خاء ونبد الكراهية والبغضاء ومن المؤكد أن اغتيال الشهيد قد ألقى بضلاله على التسوية السياسية برمتها وفجع الشعب اليمني باستشهاد قامة وطنية بحجم الدكتور المتوكل وظهر جليا حجم الإدانات والغضب الشعبي والرسمي وشحب كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني لهذه الجريمة الشنعاء ورغم ما أثرت بالقلوب من جراح ا? أن الحقيقة هي من ستداوي ا?لم وتضمد الجراح وان تقديم الجناة للعدالة هو ما سيكشف كل الجرائم السياسية التي طالت أمثال المتوكل رحمه الله وستدفع بالعملية السياسية إلى الأمام نحو تحقيق ماكان يحلم به وينشده المغدور به المتوكل
عملية مدانة
الباحث والأكاديمي العربي الدكتور أحمد القاسمي بين أن عملية الاغتيال هذه عملية مدانة مهما كانت الأسباب والدوافع وراءها
داعيا إلى التحاور الديمقراطي من خلال النقاشات واللقاءات والانتقادات وليس الحوار من خلال القتل والاغتيالات وأن من قام بهذه العملية الإجرامية يتحملون تبعاتها وما يترتب عليها من تداعيات ومضاعفات سوف تهز الأمن اليمني برمته.
مقدما برسالة إلى الشعب اليمني التمسك بالديموقراطية واحترام الرأي والرأي الآخر والقبول بالتناقضات والتباينات وأن الاختلافات في المواقف والرأي موضوعية وظاهرة صحية يجب أن لا تقودنا إلى الاقتتال والأعمال الإجرامية الغير مقبولة
المحنة منحة
أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور أحمد عبد الملك حميد الدين أوضح أن لهذا الحدث أثره السلبي في تعميق عدم الثقة بين الأطراف المتصارعة إن ظلت تتمترس وراء عواطفها ..وأن المؤمل من القيادات الحكيمة أن تجعل من المحنة منحة بادراك أن هناك طرفاٍ خفياٍ يجول ويصول في الساحة اليمنية في غياب الأمن الرسمي منفذا مخططا إرهابيا وهو جعل البلد في فوضى عارمة ترتع فيها الجماعات الإرهابية فتكاٍ بمن يخالفها ولن تسلم منها حتى القوى السياسة التي قد تبرر تواجدها انتقاما لخصومها .
وقال : إن على الجميع أن يدركوا أن الاغتيالات التي تستهدف الاعتدال والإنصاف إنما لتفسح المجال للتطرف والغلو
فاجعة للوطن
واعتبر المحلل السياسي الدكتور حسان القديمي – جامعة إب : رحيل المتوكل بالفاجعة بهذه الطريقة المؤسفة وبكونها خسارةٍ كبيرةٍ لنا كوطن وشعب لأن الشهيد الدكتور محمد عبد الملك المتوكل كان إنساناٍ استثنائياٍ وكان وجوده فارقاٍ لصالح استقامة الحياة السياسية والاجتماعية في هذا البلد الذي يمر في هذه الأثناء بمنعطف خطير ولهذا استهدفته قوى الشر والإرهاب ونيتها خلط الأوراق وخلق بيئة محتقنة بالكراهية والتعصب والعنف والاحتراب وهي البيئة التي عاش الشهيد الدكتور في مواجهة حاسمة معها طيلة حياته وعبر كل المواقع التي شغلها في حياته الحافلة بالعطاء الوطني الكبير: وزيراٍ وأكاديمياٍ ورائداٍ من رواد التنوير في اليمن.
داعيا كل اليمنيين إلى أن يحولوا مشهد الموت الذي ارتقى عبره شهيد الوطن الكبير إلى مشهد للحياة والتصالح وإلى اصطفاف شامل في مواجهة العنف والإرهاب وضد كل العوامل التي تولدهما وأن ننتصر جميعاٍ للدولة المدنية الحديثة التي ناضل من أجلها الشهيد وتبلورت في صيغة إجماع وطني بمؤتمر الحوار الوطني باعتبارها الملاذ الآمن للعيش المشترك والبيئة الطاردة للعنف والتطرف.
عقلية قومية
من جانبه يقول الناشط الحقوقي علي ناصر الجلعي : جريمة بشعة ندينها ونستنكرها وهي بمثابة اغتيال وطن فالدكتور محمد عبد الملك المتوكل شخصية اجتماعية يعيش في أوساط المجتمع ببساطته وتواضعه وهو يمثل عقلية قومية عربية ووطنية وله إسهامات كبيرة في المجال السياسي لكونه شخصية متزنة تحظ ى باحترام جميع الأطراف والقوى السياسية
ويرى الجلعي إن هذه الجريمة لها تداعياتها على مسار التسوية في البلاد فكل الأطراف تدين هذه الجريمة والدكتور لا يمثل تيارا معينا فهو يمثل الوطن بأكمله
منعطف خطير
ويرى الناشط الحقوقي أنور الداعي : إن حادثة اغتيال الدكتور محمد عبد الملك المتوكل رحمه الله جاءت في الوقت الذي تمر به اليمن بمنعطف خطير نحو التسوية السياسية
ويرى الداعي أن”الحل للخروج من الأزمة التي تعصف بالبلاد يتمثل في إنهاء المرحلة الانتقالية في أسرع وقت عبر “وضع خارطة واضحة وإنهاء صياغة الدستور في غضون أسابيع والمرور لإعداد قانوني انتخابي وتشكيل حكومة كفاءات وإلا سنكون عرضت لمشاريع أخرى تهدم اليمن ولا تبنيه وهذا ما لا نرضاه ..

قد يعجبك ايضا