ألبسونا ثمّ عمونا

د حسن الموسوي

 

لبَسُونا مِنْ فِضَةٍ وحَريرِ
أطعمُونا لَذيذَ لحمِ الطيورِ
أجلسُونا على الأرائِكِ راحاً
ووثير الدثارِ حُلمَ السريرِ
وشرابَ المَعِينِ هَا هُمْ سَقْونَا
يُسكِرُ العقلَ بَعدَ سُكرِ الضميرِ
****
وإذا غزّةُ الظليمةُ تبكي
بَغيَ صُهيونَ والصليبِ الفَجورِ
تًنْتَخينَا أخُوَةً وانتصاراً
يَا مُغيثي المَضِيمِ، أينَ نصيرِي؟
ثُمَّ لمَّا لمَ تلتقي بِمجيبٍ
واستَحلَّ الأعداءُ ذَبْحَ الكثيرِ
استدارتْ لِجمعِنا بجُروحٍ
أثخنَتْها مِن شدّةِ التدميرِ
ثُمّ قالَت أتحسبُونَ وأنتُمْ
ستظلُّونَ في هَناءٍ قريرٍ
****
نشوةُ السُكرِ هذهِ سَوفَ تُقضى
وتُزالونَ بعدَ غفوةٍ وسُرورِ
إنمَّا نحنُ بادئاتُ الضحايا
وستكونون إثرنا في المَصيرِ
سوفَ يأتونَ زاحفِينَ عليكُمْ
بجيوشٍ تُشِيعُ شرَّ الشُرورِ
ومِن القتلِ والنَكالِ ستُفني
جمعَكُم بينَ راحلٍ وأسيرِ
ويكونُوا أسيادَكَمْ وطغاةً
لِيُذلُّوا الشعوبَ بَعدَ الأميرِ
***
فأفيقوا معاشرَ الناسِ إنّا
قد نصحناكُمُ قُبَيلَ المَسيرِ
وانجِدونا قبلَ الخَسارةِ إنّا
دِرعَكُمْ واثبتُوا بكُلِّ جَسورِ

قد يعجبك ايضا