المناضل محمد جابر ثابت لـ”الثورة” :انطلقنا من ردفان إلى شمال الوطن وعددنا 150مقاتلا بقيادة الشهيد لبوزة

*المناضلة دعرة أول امرأة فدائية تصل مدينة حجة برفقة الثوار من جنوب الوطن
*تمركزنا في المحابشة بإشراف اللواء الكبسي واللواء عبدالمنعم رياض
في كل مناسبة وطنية نحتفي بها بأعياد الثورة اليمنية لا يمكن إغفال الحديث عن الأدوار البطولية التي خاضها أْولئك المناضلون الذين ساهموا في انتصارها وافتدوها بأرواحهم لعزة وكرامة هذا الوطن فمنهم من نال الشهادة ومنهم من يروي قصة كفاحه وكفاح رفاقه الذين لازموه في تلك المراحل الثورية الهامة وتمثل ثورتا 26 سبتمبر 1962م و14 أكتوبر 1963م أهم المراحل الثورية تلك ” الثورة” التقت المناضل محمد جابر ثابت أحد المناضلين الذين ساهموا في الدفاع عن ثورة 26سبتمبر وكان له دور نضالي في جبهة المحابشة وأحد الرموز الفدائية في جبهة ردفان فإلى حديث الذكريات:
• كان لعدد من الثوار في جنوب الوطن شرف المساهمة إلى جانب إخوتهم في شمال الوطن في الدفاع عن قيام ثورة 26سبتمبر 62م ما الدور الذي ساهمتم به ¿
– عند سماعنا في جنوب الوطن عن قيام ثورة سبتمبر بقيادة المشير المناضل عبدالله السلال قائد الثورة تحركت مجموعة من أبناء ردفان إلى شمال الوطن في نهاية العام 62م وعددهم لايتجاوز 20 مقاتلاٍ بقيادة المناضل حسن زين بن أحمد والتحقوا بأخوتهم في خولان وفي بداية مارس 63م توجهنا في مجموعة كبيرة يتجاوز عددها 150 مقاتلاٍ بقيادة الشهيد راجح بن غالب لبوزة والشيخ سيف مقبل عبدالله والشيخ عبدالحميد بن ناجي شيخ مشائخ قبيلة المحلئي للذهاب إلى شمال الوطن للمشاركة في الدفاع عن الثورة وكان في استقبالنا في قعطبة اللواء أحمد الكبسي قائد لواء إب ثم اتجهنا إلى الحديدة لتسليمنا أسلحة شخصية نوع كندا للالتحاق بجبهة القتال بعد أن تركنا أسلحتنا الشخصية في الأمانات في إب ثم اتجهنا بعد ذلك من الحديدة إلى عبس بقيادة اللواء الكبسي وهناك استقبلنا قائد القوات المصرية اللواء عبدالمنعم رياض وبعدها أْمرنا بالذهاب إلى منطقة المحابشة (الوعيلية والمفتاح) التي تقع أمام قيادة المملكة المتوكلية في جبال الرحبة التي تعد معقلاٍ للملكيين وقد أشرف على بقائنا في المحابشة اللواء الكبسي واللواء عبد المنعم رياض .
معركة الشرفين
* ما المهام التي أْوكلت إليكم في هذه الجبهة ¿
– كانت المهام الموكلة إلينا هي مواجهة وحماية المنطقة من اختراقها وحينها انقسمنا إلى فرقتين مع المصريين في الوعيلية والمفتاح رغم وجود جيش نظامي تابع للجمهورية الوليدة حينها إلا أن الثقة لم تكن موجودة .
* لماذا ¿
– لأن أفراد في الجيش النظامي لم يكونوا على قناعة تامة بالنظام الجمهوري والدليل على ذلك فقد تم قتل 2 من زملائنا الفدائيين وهم: الشهيد بحرين شقدف والشهيد الآخر لم أذكر اسمه الآن رغم علم الجميع بالمهمة النبيلة والوطنية التي جئنا من أجلها للدفاع عن الثورة .
* ولكن هذا الحادث لم يثنكم كفدائيين لإتمام رسالتكم الكفاحية التي جئتم من أجلها ¿
– نعم فعند سماع الملكيين بوصول مجموعات فدائية من ردفان إلى المحابشة عملوا على جمع قواتهم التي يزيد قوامها عن 800 مقاتل وتقدموا بها إلى منطقة الوعيلية والمفتاح التي تتمركز فيها أعداد من مجموعاتنا الفدائية من ردفان والأخوة المقاتلين المصريين وقامت القوات الملكية بمحاصرتهم في منطقة المفتاح أما المجموعة الأخرى المتواجدة في منطقة الوعيلية بقيادة الشهيد راجح بن غالب لبوزة فقد جاء إليها القائد اللواء الكبسي والقائد المصري عبدالمنعم رياض يطلبون منها بفتح الحصار عن منطقة المفتاح فاستجاب الشهيد لبوزة لطلب القيادة وتم الاستعداد للتقدم لمنطقة المفتاح لفك الحصار عن زملائنا المحاصرين وكان ذلك في يونيو 62م وبدأت المعارك منذ الصباح الباكر حتى الساعة 11صباحاٍ وفْتح الحصار عن منطقة المفتاح وخسر العدو خسائر فادحة في الأرواح لأكثر من 85 قتيلاٍ والعتاد العسكري ومن جانبنا أستشهد المناضل محمد نصر وجْرح المناضلان محسن جبران وأسعد صالح وبعد حسم المعركة انسحبت القوات الملكية من المواقع المحاصرة في منطقة الوعيلية والمفتاح التي مكثنا فيها قرابة 3 أشهر ونصف بعد تحريرها ودون رجوع الملكيين إليها ثانية ثم طلبنا من القيادة الميدانية بقيادة الشهيد اللواء الكبسي العودة إلى ردفان وسميت هذه المعركة بمعركة الشرفين.
* لماذا سْميت بهذا الاسم ¿
– لا أعلم هل القصد منها مناطق الأحداث التي دارت فيها المواجهات أم أن القصد عكس ذلك.
دعرة الفدائية
* هل من مجاميع فدائية أْخرى التحقت للدفاع عن ثورة سبتمبر ¿
– نعم وصلت مجموعة فدائية أْخرى من ردفان إلى مدينة حجة وجبل يسلم في نهاية العام 63م منهم المناضلة دعرة بنت سعيد لعظب كأول امرأة فدائية برفقة المجموعة وخاضت هذه المجموعة معارك شرسة في هذه المناطق وأْستشهد العديد منهم الشهيد صائل سلام وآخرون وتفجرت ثورة 14 أكتوبر 63م وأولئك المناضلين يدافعون عن ثورة 26سبتمبر في هذه الجبهات وهذا يدل دلالة واضحة عن التلاحم الأزلي والعمق التاريخي بين الثورتين والثوار شمالاٍ وجنوباٍ ثم عادوا إلى ردفان لمواصلة الكفاح المسلح إلى جانب رفاقهم لانتصار ثورة 14 أكتوبر بعد أن حققوا انتصاراتهم لثورة سبتمبر .
استثمار خاطئ
* كمناضل ساهمت في الدفاع عن ثورة سبتمبر وانتصارها في شمال الوطن وفي تفجير ثورة 14 أكتوبر وانتصارها في جنوبه تْرى هل تم صيانة أهداف الثورتين ¿
– مع التسليم وقناعاتنا المبدئية بإسهامنا في انتصار الثورتين التي لم تعد ملكاٍ لنا بل ملك للأجيال الحاضرة واللاحقة ونقولها وبكل أسف فإن العبث بالتاريخ والتزوير بأحداثه جعل من القيادات المتوالية أكان في شمال الوطن أو جنوبه قبل الوحدة وكذلك الحال بعد الوحدة بعدم رد الاعتبار لدور الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداءٍ لهاتين الثورتين أو المناضلين الذين لازالوا على قيد الحياة واستثمار تاريخهم النضالي من قبل فسدة السلطات المتعاقبة وعملائها الوصوليين الذين تسلقوا إلى أعلى مراتبها ويتفوهون باسم الثورتين المجيدتين سبتمبر وأكتوبر بينما التاريخ الناصع للثورتين براء من تْرهات أولئك وأحاديثهم المناسباتية وكنا نعلق آمالاٍ كبيرة بعد قيام الوحدة في 22مايو 1990م بإنصاف النظام للمناضلين وأسر الشهداء غير أنه مع الأسف عمل على القضاء على ماتبقى من الرمق الأخير للمناضلين ومات الكثير منهم وهم يسعون لتأمين لقمة العيش لهم ولأسرهم بل أن أعداد من أولئك المناضلين وافاهم الأجل ولم تستطع أسرهم تأمين أكفانهم .
الأمل المفقود
* بعد مرور52 عاماٍ على ثورة 26سبتمبر هل تحققت أهدافها ومكتسباتها التي تطلعت إليها آمال وأحلام الشهداء والمناضلين من وجهة نظرك كمناضل ساهم في انتصارها¿
– أوجه تحية إجلال لكافة شهداء الثورة ونترحم على أرواحهم الطاهرة في هذه المناسبة التاريخية ونحن كمناضلين كنا نتطلع بعد انتصار الثورتين 26سبتمبر 62م في الشمال و14أكتوبر 63م في الجنوب إلى تحقيق أهداف الثورتين التي لم تتحقق وتنتصر لرخاء عامة الشعب ولو بنسبة 5% حتى بعد قيام الوحدة اليمنية التي مرت بإرهاصات ومنعطفات خطيرة يدفع ثمنها الشعب وليست القيادات السلطوية التي اغتنمت من مواقعها الكثير وزجت بفئات من الموظفين إلى الإبعاد عن وظائفهم ورمي البسطاء إلى قاع الفقر والتسول وكنا نتطلع أيضاٍ إلى يومُ نضع أنفسنا كمناضلين في مكاشفة علنية مفتوحة مع قيادة السلطة السابقة والحالية بعد تحقيق الوحدة اليمنية لأن ما نشاهده اليوم من أوضاع معيشية مزرية وإنفلاتات أمنية وسياسية وقضائية مريعة وغياب الدولة القوية التي تسودها القوانين والعدالة على أن ما حدث ويحدث على الساحة اليمنية اليوم من تطورات سلبية خطيرة قد لا تخدم الشعب ورْقيه ولا ترقى إلى أهداف ثورة سبتمبر أو أكتوبر التي ناضل من أجلهما أبناء الشعب اليمني إذ لا أمل في إصلاح اليمن شماله وجنوبه في ضوء الظروف والتطورات المتلاحقة التي يشهدها الوطن برْمته حتى اللحظة ونحن نحتفل بالعيد الـ 52 لثورة 26سبتمبر التي نأمل أن لا تدفعنا تلك الأوضاع غير المستقرة منذ قيام الثورة كمناضلين إلى الاعتذار عن دور كلُ منا بما قام به في مراحل الكفاح المسلح أكان ضد النظام الملكي في شمال الوطن أو ضد الاستعمار البريطاني في جنوب الوطن بعد أن تبددت أحلام وآمال الشهداء بفعل سياسات الأنظمة الفاشلة المتعافبة.