أبناء محافظة المحويت: اتفاق السلم والشراكة يؤسس لمرحلة جديدة يسودها العدل والقانون


الشباب هم الأقدر على تجاوز صراعات وخلافات الماضي.. وإشراكهم في السلطة ضرورة ملحة..
رحب أبناء محافظة المحويت ووجهاؤها ومشايخها بتوقيع الأحزاب والمكونات السياسية على اتفاق السلم والشراكة الوطنية برعاية فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي والمبعوث ألأممي إلى اليمن جمال بن عمر , وأكد أبناء المحافظة أن هذا الاتفاق يْعد مدخلاٍ لبناء يمن جديد ينعم أبناؤه بالحياة الرغيدة , وتاريخا تتعزز من خلاله الديمقراطية والحكمة اليمنية , وبناء الدولة اليمنية الحديثة,التي تقوم على التداول السلمي للسلطة ,وبمشاركة جميع أبنائها, معبرين في الوقت ذاته عن وقوف أبناء المحافظة إلى جانب القيادة السياسية في تجنيب اليمن ويلات الحروب والدمار .
الشيخ أحمد النزيلي – قيادي بالمؤتمر الشعبي العام – اعتبر اتفاق السلم والشراكة بمثابة محطة هامة لبناء الدولة اليمنية الحديثة , وهو ينهي كذلك الأخطاء التي شابت الفترة الماضية.

معبرا في الوقت ذاته عن عميق الأسف للأحداث الأليمة التي شهدتها العاصمة صنعاء والتي ما كان لها أن تكون لولا سياسات خاطئة انتهجت من قبل بعض الأطراف السياسية , وأوصلت الوضع إلى ما شهدناه خلال الأيام الماضية في العاصمة الحبيبة صنعاء.
أخذ العبرة..
وقال: ينبغى أخذ العبرة مما حصل من أحداث مؤسفة واشتباكات دامية ,في العاصمة , وأن نعمل على تجاوزها وجبر الأضرار عنها , وذلك بتطبيق اتفاق الشراكة والسلم الذي وقعته جميع الأطراف السياسية , والذي يؤسس لشراكة سياسية ومجتمعية عادلة.
مضيفا: الوطن يتسع لكل اليمنيين , ولن يتم بناء البلد إلا بسواعد أبنائه جميعا والاحتكام إلى عملية ديمقراطية شهد العالم لليمنيين بالسبق فيها , وأبناء المحافظة إذ يباركون للقيادة السياسية توقيع هذا الاتفاق التاريخي فإنهم يشددون على ضرورة التزام كافة الأطراف السياسية به .
وقال : الشعب اليمني تعب من الحروب والصراع ,آن الأوان بعد سنوات عدة من اختلال في ميزان السياسة والأمن أن ندلف إلى ميدان الرخاء والاستقرار الاقتصادي وأعتقد أن في الاتفاق ما يؤسس لذلك إن صدقت النوايا .
وختم حديثه بالإشادة بجهود وحكمة فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي والتي يحرص من خلالها على تجنيب اليمن الانزلاق إلى أتون حرب أهلية ,تأتي على الأخضر واليابس .
عقد سياسي جديد
من جانبه علق مروان توفيق – أحد كوادر الحزب الاشتراكي في المحافظة – على الاتفاق السياسي بالقول: إنه بمثابة عقد جديد وقعته القوى السياسية اليمنية ومن شأنه إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس صحيحة بعد أن حدث بها اختلال كبير في أعقاب حرب صيف 94م.
وأضاف: ينبغي على كافة اليمنيين في الشمال والجنوب التفرغ لدعم تنفيذ هذا الاتفاق , ودعم الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في تنفيذ ما اتفقت عليه القوى السياسية اليمنية برعاية أممية وترحيب دولي كبير ناله اتفاق الشراكة والسلم الوطني .
وقال : لم يحظ اتفاق يمني بمثل ما حظي به هذا الاتفاق كونه جاء بعد مخاض عسير استمر لثلاث سنوات , وأزمة كادت تودي بالبلد إلى المجهول , ونلاحظ حجم الدول التي تنضم يوماٍ بعد آخر إلى قائمة المؤيدين والمرحبين بهذا الاتفاق .
وفيما يتصل بالقضية الجنوبية أشار إلى أن المرحلة المقبلة تتضمن إجراء مصالحات شاملة لكل عوالق الماضي , بدءاٍ من الأخطاء التي شابت الوحدة اليمنية وصولا إلى حرب 94م ومروراٍ بحروب صعدة وانتهاء بأحداث العام 2011م وأخيراٍ الأحداث المؤسفة التي شهدتها العاصمة صنعاء , فجميع هذه الأحداث خلقت حالة من انعدام الثقة بين الأحزاب والأطر السياسية اليمنية و توجب الدخول في حوارات ثنائية بين الأحزاب أو حوار جماعي من نوع خاص يهدف لمحو آثار الماضي والتعالي على الجراح .
واستطرد: أعتقد أن الولوج إلى أخطاء الماضي بنية معالجة الملفات وإعادة بناء الثقة وعبر مبادئ العدالة الانتقالية , وإضافة إلى ما اتفق عليه مؤخرا في الـ21 من سبتمبر تؤسس جميعها لعهد جديد .
شراكة حقيقية
يحيى عبدالرحمن – مسئول حزب الحق بمحافظة المحويت – اعتبر أن الاتفاق يؤسس لمرحلة سياسية جديدة قائمة على الشراكة الحقيقية بين الأحزاب والمكونات السياسية ويعالج بدرجة كبيرة أخطاء الماضي .
وقال : سابقا كانت الشراكة بين الأحزاب تقوم على إلحاق الأحزاب الصغيرة نفسها بالأحزاب الكبيرة لضمان صوتها في الحياة السياسية , بمعنى آخر كانت الأحزاب الكبيرة تنظر للصغيرة كرقم يضم إلى قائمة تحالفاتها ليس إلا فيما هي تستفرد بالقرار السياسي.
وأضاف: باعتقادي فإن المرحلة القادمة ستوفر مناخا اكبر وحرية أكثر اتساعا للأحزاب الصغيرة لتقول رأيها وتحضر بفاعلية في الحياة السياسية والاجتماعية دون أن تكون رقما فقط إلى جانب الأحزاب الكبيرة, والرؤية السياسية قد لا تكون دائما إلى جانب الأحزاب الكبيرة فالأحزاب الصغيرة يمكنها لعب دور مهم في الحياة السياسية وإيجاد مخارج لصالح الوطن عند وقوع الأزمات كونها لا تنظر إلى مصالحها التي تكون عادة صغيرة وبعكس الحال لدى الأحزاب الكبيرة التي قد تعيقها مصالحها الكبيرة عن الخروج بالوطن من الأزمات .
وحول توقيع الملحق الأمني لاتفاق السلم والشراكة قال : ما شهدناه من توقيع الملحق الأمني باتفاق السلم والشراكة الوطنية نضعه في صوب مصداقية الأطراف الموقعة على الخروج من الأزمة الراهنة, ونعتبره دليلا جديدا بأننا على أعتاب مرحلة جديدة ينبغي على الجميع أحزاباٍ ومكونات سياسية واجتماعية , وكذلك مكون الشباب والمرأة العمل بشكل جماعي لبناء اليمن الجديد الذي يتسع لكل أبنائه .
حضور المرأة
يكاد يكون للمرأة حضورها في مختلف التغيرات التي تشهدها البلد والتحولات السياسية , والاتفاق السياسي الأخير لم يغفل دور المرأة وتأكيد حضورها في بناء اليمن الجديد حول أهم مضامين الاتفاق من وجهة نظر نسائية تشير أحلام الولي – مسئولة قطاع المرأة بالتنظيم الوحدوي الناصري بالمحويت – إلى أن اتفاق السلم والشراكة يعد مؤشرا قويا على تغلب حكمة اليمنيين على ما عداها من دعوات العنف والاقتتال, وهو دليل كذلك على أن اليمنيين شعب حضارة عريقة لديهم القدرة لمعالجة أزماتهم والخروج منها بسرعة أكبر مقارنة ببقية الشعوب في المنطقة فاليمن هو أصل الحضارات في المنطقة .
وحول حضور المرأة في الاتفاق السياسي قالت : المرأة حاضرة بقوة وتمت الإشارة بوضوح إلى ضرورة اعتماد المكونات جزءاٍ من حصصها للمرأة والشباب عند تشكيل الحكومة أو تشكيل هيئات السلطة المحلية في المحافظات , وما نأمله من الأحزاب هو الالتزام ببنود المبادرة فيما يخص المرأة والشباب , وكذا تنفيذ تعهداتها على صعيد لوائحها الداخلية في إشراك المرأة في مفاصل القرار بداخل الأحزاب نفسها .
وأضافت: العهد الجديد ينبغي أن يغلب عليه الطابع الشاب وأن تشهد اليمن ضخ دماء جديدة شابة في شرايين الحياة السياسية , كما أن على المرأة كذلك أن تثبت بنفسها حضورها الكبير لتغيير وكسر الصورة النمطية عن الحضور الشكلي للمرأة في الحياة السياسية خلال الفترات السابقة .
تفاؤل شعبي
من جانبه اعتبر شرف الزين – ناشط مجتمعي وأحد كوادر أنصار الله في مديرية شبام بمحافظة المحويت – أن التوقيع على اتفاق السلام والشراكة الوطنية يعد خطوة مهمة نحو تحقيق مطالب الشعب وقد بدأ السير في تنفيذه بإقرار تخفيض سعر المشتقات النفطية وفق المرحلة الأولى لإلغائها وبصدور قرار رئيس الجمهورية بتعيين مستشارين للرئيس يمثل أحدهما أنصار الله والآخر يمثل الحراك الجنوبي يتعزز الأمل بتنفيذ الاتفاق الذي يجب أن يكون له أثره الفعلي على أرض الواقع .
وأضاف: هناك تفاؤل شعبي بتنفيذ الاتفاق وخروج البلاد من حالة اللا استقرار التي عاشتها خلال الفترة الماضية, وذهاب أنصار الله نحو الحل السياسي يمثل أنموذجا , كما أن توافق القوى السياسية على الحل السياسي كمخرج لإنقاذ البلاد يعزز ويعاظم من درجات التفاؤل ويبقى الأمر رهنا بتنفيذ ما اتفق عليه على أرض الواقع .
وأشار إلى ضرورة أن تبقى كل القوى السياسية ملتزمة بالاتفاق وما جاء فيه وأن تبتعد عن المماطلة وإدخال البلاد في أزمات دستورية وسياسية لم يعد البلد قادراٍ على احتمالها.
وقال: أؤكد أن سفينة التغيير ستواصل السير ما دام الشعب قد وعى وتحرر من كوابيس الجور والظلام ولكن الحرص كل الحرص على تجنب أي صراع والاتجاه نحو الشراكة الوطنية فكلنا يمنيون وينبغي المضي في كل الخطوات بجدية وإخلاص لتحقيق سلام وشراكة وطنية بالفعل إن كنا أحراراٍ.
أولوية اقتصادية
الدكتور عبدالله الشرفي – أستاذ الاقتصاد بكلية المجتمع بمحافظة المحويت – اعتبر أن أهمية الاتفاق تكمن إلى جانب أنه اتفاق سياسي في أنه أفرد مساحة كبيرة وأولى اهتماما لإصلاح الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد والذي ينذر بكارثة في حال ترك الحبل على غاربه .
وقال: لأول مرة نجد في اتفاق سياسي اهتماما اقتصاديا يجعل أولوية الحكومة الرئيسية هي أولوية اقتصادية ,بل ويتعدى الأمر إلى ضرورة تشكيلها من الأكفاء وأن يرأسها رجل اقتصاد هذا بحد ذاته يعطينا تفاؤلا أكبر بإمكان النجاح لهذا الاتفاق فالاقتصاد المتردي هو ما سبب السقوط لكثير من الاتفاقات المبرمة بين القوى السياسية التي كانت تغفل عن أن حاجات المجتمع الاقتصادي تتحكم في أمزجة الشعوب تجاه الحكومات .
وأشار إلى أن تشكيل لجنة اقتصادية تقوم بدراسة وضع اقتصاد البلد وحصر موارده وإدارتها في هذه اللجنة التي ستمثل من رجال اقتصاد ومن كل الأطراف سيمثل عاملا مهما جداٍ في القضاء على أكبر بؤر الفساد والتي كانت تستنزف اقتصاد البلد وبالمليارات وأعتقد أنه وفي حال نجحت هذه اللجنة وشكلت بالكيفية المطلوبة ستتمكن من إعادة الاقتصاد اليمني إلى سكته الصحيحة في فترة وجيزة لكن تعافيه من الأضرار التي لحقته جراء عقود من الفساد سيحتاج لبعض الوقت, لكن الأهم انه ستكون حينها عجلات الاقتصاد قد دارت ومضت في الطريق السليم وهذا مبشر, وسيلمس المواطنون ثمارا إيجابية سواء لخفض نسب البطالة أو تحسين المعيشة أو تعزيز الخدمات الحياتية كالكهرباء وغيرها .
إشراك الشباب
الشباب لهم رؤيتهم الخاصة نحو الاتفاق وأمل في حضور أكبر وفق العقد الجديد لليمنيين فقد اعتبر عبدالله شرف الدين – ناشط شبابي – أن الاتفاق السياسي بين القوى السياسية اليمنية يؤسس لمرحلة جديدة من عقد بناء الدولة اليمنية , وهو يؤكد أيضاٍ أن اليمنيين أهل الحكمة وسرعان ما يتداركون الوضع ولا ينزلقون طويلا في خضم الصراعات التي لا تجدي ولا تنفع .
وقال: توقعت الكثير من الدول أن ينزلق اليمنيون في أتون صراع دام وطويل في صنعاء, ولكن الحمد لله أن هذه الظنون خابت وان الشعب ضد الإفقار والفساد ونحن نلمس اليوم أن هناك جدية في تنفيذ الاتفاق السياسي بين القوى السياسية , وأولى تباشير التنفيذ كان خفض أسعار المشتقات النفطية , وغدا يجري التوافق بشأن الحكومة.
وأضاف: نتمنى على الأحزاب الالتزام بإشراك الشباب في تشكيلة الحكومة , وأيضاٍ مواصلة العمل على تطهير مختلف مؤسسات الدولة من الفساد كي يتحقق الرخاء الاقتصادي المنشود .
وحول دور الشباب أشار إلى أن الشباب هم من وضعوا اللبنة الأولى للتغيير في اليمن عبر ثورة فبراير, وقد كان الشباب في مقدمة الصفوف , ويجب أن تعمل القوى السياسية على ضخ الدماء الشابة إلى الحكومة أو في السلطات المحلية بالمحافظات أو الأقاليم كون الشباب هم الأقدر على بناء اليمن على مستوى مركزي أو على مستوى المحافظات والأقاليم , وكذا فالأحزاب مطالبة بتشبيب مفاصلها وهيئاتها الحزبية لأن الشباب هم الأكثر قدرة على التكيف مع عصرهم والنظر برؤية أبعد إلى المستقبل , وهم الأبعد في الوقت الحاضر عن حساسيات الماضي , والأقدر فعلا على تجاوز الخلافات.

قد يعجبك ايضا