> خاطبنا الأجهزة الأمنية تشديد إجــراءاتها الاحترازية لحماية المواقع الأثرية والمتاحف خلال إجــــــازة العيد
قرابة عشرة أيام إجازة عيد الأضحى المبارك لهذا العام وربما تكون الأطول منذ أعوام مضت , وفي ظل انشغال الناس وتعطل الكثير من أجهزة الدولة التي يأخذ موظفوها إجازتهم العيدية وعلى رأس تلك الجهات الهيئة العامة للآثار والمتاحف التي يتوقف عملها ويأخذ كل موظفيها إجازة أسوة ببقية الجهات الحكومية , وفي هذه الأثناء تتزايد المخاوف على المواقع الأثرية والمتاحف من استغلال مخربي الآثار ومهربيها وتجارها طول هذه الإجازة والظروف التي تمر بها البلد فيعملون على ممارسة هوايتهم المشينة في العبث والتخريب للمواقع وتهريب القطع الأثرية , فيا ترى هل وضعت الجهات المعنية وتحديدا الهيئة احترازات لمواجهة مثل هذه الأعمال وهل خصصت موظفين مناوبين خلال أيام العيد ¿¿ هذا ما سيجيب عليه رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف الأخ مهند السياني .
تحدث رئيس هيئة الآثار عن مخاوف دائمة ومستمرة على المواقع الأثرية حيث قال : خوفنا على المواقع الأثرية والمتاحف وعلى تهريب القطع الأثرية إلى الخارج لا يقتصر على فترة زمنية بعينها وإنما يمتد إلى كل أيام العام خاصة في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلد والهجمة الشرسة التي يواجهها تراث اليمن بشكل عام والمواقع الأثرية على وجه الخصوص , وحقيقة لم تسجل الهيئة او فروعها في المحافظات أي اعتداءات أو تخريب للمواقع الأثرية خلال الأعياد , ولكن يمكننا أن ننظر إلى إجازة الأعياد وأثرها على المواقع الأثرية من جانبين الأول سلبي وهو استغلال بعض ضعفاء النفوس تواجدهم في مناطقهم خلال إجازة العيدين فيعملون على الإطلاع على المواقع الأثرية فيها وقد يعملون على نبش تلك المواقع بحثا عن كنوز أو قطع أثرية , أما الجانب الآخر فهو ايجابي تقوده الفئة الواعية والمستنيرة التي تعمل أثناء تواجدها في مناطقها أيام الإجازة على توعية الناس بتراثهم ومواقعهم الأثرية وضرورة الحفاظ عليها , ومع هذا ننظر نحن للعيد هذا العام بشكل مختلف نوعا ما عن الأعياد السابقة نظرا للظروف الاستثنائية التي تمر بها اليمن ولهذا نخشى بالفعل أن يستغل المخربون والعابثون هذا العيد وإجازة معظم أجهزة الدولة خلال أيام العيد فيعملون على تخريب ونبش المواقع الأثرية وبدورنا نهيب بالجميع الحيطة والحذر ….
تكثيف الدوريات
طيب إذا كنتم تخشون على المواقع الأثرية فهل عملتم على توفير مناوبات في ديوان عام الهيئة لمتابعة ما يطرأ من أحداث وما إذا كان الهيئة قد أبلغت الجهات المعنية الأخرى باتخاذ التدابير الأمنية المناسبة ¿
أجاب الأخ مهند السياني قائلا : سؤال جيد حيث عملنا على مخاطبة الإخوة في وزارة الداخلية بضرورة التعميم على كافة الأجهزة الأمنية بالمحافظات بأخذ الحيطة وتكثيف الدوريات حول المواقع الأثرية والمتاحف كون حماية المواقع الأثرية وتأمينها من اختصاص الأجهزة الأمنية وليس من اختصاص الهيئة ولهذا لم نر ضرورة في تخصيص مناوبات وموظفين خلال أيام العيد .
العابثون لا يهدأون طوال العام
وفي رده على سؤال يتعلق بالحراسات الموجودة في المواقع الموجودة في المواقع الأثرية ودورها خلال أيام العيد وما هي المحافظات التي تخشى هيئة الآثار أن تتعرض مواقعها لأعمال نبش وتخريب ¿
أوضح السياني أن الأصل أن تكون الحراسات للمواقع الأثرية والمتاحف طوال العام كون العابثون لا يهدأون طوال العام وتعمل الهيئة على حماية المواقع والحفاظ عليها بحسب الإمكانات المتاحة لها , وما يؤسف له ان الحراسات ليست في كل المواقع وإنما في القليل منها فقط بينما الغالبية العظمى دون حراسات وعملت الهيئة على خلق تعاون مع بعض الأجهزة الأمنية بالمحافظات والسلطات المحلية من اجل حماية وتأمين مواقع أثرية ضمن الخطة الأمنية الشاملة.
مشيرا إلى انه لا توجد مخاوف على مواقع في محافظات بعينها دون أخرى فقد يتم التركيز أو الخوف على محافظة فتكون المفاجئة ان يتم العبث في محافظة أخرى لم تكن في الحسبان ولهذا يتم النظر لكل المواقع بعين واحدة وباهتمام واحد .
تحذير للمواطنين
وأهاب رئيس هيئة الآثار بجميع المواطنين في كل المناطق التي تحوي مواقع أثرية أن يحافظوا عليها ويحمونها فهي عنوان هويتهم وأصالتهم وان يدركوا أن الهيئة العامة للآثار والمتاحف هي الجهة المخولة والمعنية بأعمال التنقيب والمسح وهي المعنية بمنح تراخيص العمل في المواقع الأثرية وأي شخص كائنا من كان يدعي أن لديه صلاحية تنقيب وحفر أو أي أعمال متعلقة بالجانب الأثري غير قانوني وينبغي على كل المواطنين والجهات المعنية عدم السماح لأي شخص المساس بالمواقع الأثرية .
تنقيب ودراسة آثار سقطرى
وفي سياق آخر ذات صلة تصل إلى محافظة أرخبيل سقطرى أواخر أكتوبر الجاري البعثة الأثرية الروسية لمواصلة أعمال التنقيب والدراسة للمواقع الأثرية والعادات والتقاليد السقطرية الأصيلة .
وفي تصريح لـ(الثورة) أوضح رئيس هيئة الآثار والمتاحف ان البعثة الأثرية الروسية تعمل في اليمن منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي وتوقفت لسنوات بعد قيام الوحدة وخلال العشر السنوات الأخيرة استأنفت العمل في الأرخبيل وبشكل منتظم سنويا .
وقال : تعد البعثة الروسية من أفضل البعثات التي وصلت إلى اليمن فهي تضم نخبة من خبراء الآثار من الأكاديمية الروسية للدراسات الشرقية ومتحف سان بطرس برج ويرأسها البروفيسور الكسندر سيدروف مدير معهد الاميتاج في موسكو وتحوي أيضا عالم الآثار فيتالي فوم كين الذي قام بتأليف كتاب عن اليمن في مائة عام وهذان الخبيران لهما الفضل في دراسة آثار اليمن منذ سبعينيات القرن الماضي وتقوم البعثة بتقديم تقرير مفصل للهيئة سنويا عن نتائج دراساتها للموسم السابق قبل البدء بموسم جديد .
وأشار إلى أن هذه البعثة ستعمل حتى السابع عشر من نوفمبر المقبل على مسح المواقع الأثرية التي تعود إلى عصر ما قبل التاريخ دون إجراء حفريات أو أعمال , كما ستقوم بدراسة الجانب اللغوي في هذا الأرخبيل الفريد .
وأضاف : ساهمت هذه البعثة على اكتشاف الكثير من الكهوف الأثرية العجيبة والفريدة واكتشاف المواقع الأثرية ذات الطابع العمراني والنقوش بالإضافة إلى دراسة الانثروغرافيا للبحث في العادات والتقاليد السقطرية وعلى رأسها اللهجة واللغة السقطرية .