
شهدت أسواق الملابس في العاصمة صنعاء تراجعا ملحوظا خلال الأيام الماضية مقارنة بالعام الماضي نتيجة للظروف الإقتصادية الصعبة التي تعيشها اليمن وتراجع القوة الشرائية للمواطن اليمني.
“الثورة” تجولت في عدد من المحلات التجارية التي تبيع ملابس العيد لمعرفة مدى إقبال المواطنين على شراء ملابس العيد ابتهاجا وفرحة بعيد الأضحى المبارك كما جرت عليه العادة كل عام.. فكانت الحصيلة التالية:
البداية كانت مع أحد العمال في محل تجاري للملابس بشارع جمال الشارع المشهور ببيع الملابس والأقمشة الأخ عبده فارع يقول: الحقيقة لاحظنا هذا العيد تراجعا كبيرا في عدد الزبائن ليس لأن بعض الزبائن يكتفي بما يشتريه من ملابس لعيد رمضان وإنما هناك تراجع فعلي ربما يكون لنزوح الكثير من صنعاء خلال الفترة الأخيرة بسبب الأحداث التي شهدتها صنعاء.
وأضاف فارع: أنا أعمل في هذا المحل منذ أكثر من خمس سنوات وقد لاحظت فعلا تراجع مستوى البيع في المحل وهذا ما أثر على مستوى دخل المحل مما أدى إلى عدم الاستعانة بعمال إضافيين لمواجهة أي إقبال زائد على البضائع.
الكثير أكد أن الأحداث الأخيرة أثرت تأثيرا مباشرا على مستوى البيع وإقبال المواطنين على الملابس العيدية.. ويوافق الأخ عبدالعزيز الريمي الذي يعمل كمحاسب في محل للملابس وعند سؤالنا له عن مستوى الإقبال ودخل المحل مقارنة بالأعوام الماضية أجاب قائلا: أنا أعمل في المحل منذ أربع سنوات وانتقلت للعمل على الحاسوب للتحصيل من الزبائن منذ عامين والحقيقة أن ما بعناه خلال عيد رمضان وهذا العيد لا يتجاوز النصف مما كنا نبيعه خلال الأعوام السابقة فمنذ عام 2011م ومستوى البيع يتراجع يوما بعد يوم وأعتقد أن السبب هو ضعف القدرة الشرائية للمواطنين الذين لا يستطيعون شراء الملابس ويكتفون بتوفير المواد الغذائية على حساب الملابس التي يعتبرها الكثير من الكماليات ويكتفون بالحاصل أو توفير الملابس الضرورية فقط.
وحول الأحداث الأخيرة التي شهدتها صنعاء ونزوح عدد من الأسر إلى قراهم ومدنهم والهروب مما حصل يقول الريمي: لا شك أن هذا أثر تأثيرا كبيرا وهذا ما يؤكد كلامي أن المواطن أصبح يهتم بتوفير قوت يومه فقط ويكتفي بما يستر نفسه وأهله ولا يهتم بشراء الملابس العيدية فهو ينظر إلى الواقع ويعمل على توفير المال للأيام القادمة التي لا تبشر بخير.. لكن الحمد لله رب العالمين مرت الأحداث وتوقف الصراع وأعتقد أن الكثير من الذين نزحوا سيعودون بعد العيد وستعود الحياة من جديد.
المواطن أصبح يعيش بين التوقعات والأحداث المتسارعة ويضع نفسه أمام خيارات متعددة ومع قدوم عيد الأضحى تظهر متطلبات العيد ومنها ملابس لأفراد الأسرة.. وبالتالي كان لا بد من الحديث مع عدد من المواطنين حول ملابس العيد وهل وفرها لأفراد أسرته أم لا وما هي الأسباب.. هذه التساؤلات وضعناها للعقيد أحمد عماد –أحد منتسبي قوات الأمن- الذي علق على هذه الأسئلة قائلا قبل أن تتحدث عن ملابس العيد للأسرة حدثني عن راتبي.. كم تستلم.. راتبي بالكاد يكفي إيجار البيت وصرفة البيت.. لم يعد الراتب يلبي احتياجات المنزل وأسرتي فكيف أوفر ملابس العيد للأولاد.
ويواصل عماد حديثه ووجهه متطلع إلى السماء ويأخذ نفسا عميقا ويواصل الحديث: يا أخي ما حدث من حروب في صنعاء جعلتنا نخاف على أسرنا وأولادنا وقمت بتسفيرهم إلى البلاد محافظة المحويت ولم أستطع توفير ملابس العيد التي تتحدث عنها لهم لأنهم بعيدون عني ولأني كذلك لا استطيع شراءها فعلا لضعف دخلي.. هذا الكلام وأنا أحد منتسبي الأمن فما بالك بالذين لا يملكون أعمال أو وظائف كيف يستطيعون توفير ما يعينهم على الحياة.. نسأل الله تعالى لهذه البلاد الخير.
أما الأخ معتز النهمي –موظف في قطاع خاص- فيقول: لدي من الأولاد اثنين ولد وبنت وقد عملت على توفير كسوة العيد في عيد رمضان واتفقت أنا والأولاد أن يحتفظوا بالملابس لعيد الأضحى.. يعني أني لن اشتري ملابس أخرى للأولاد لعيد الأضحى.
وحول الأسباب يقول النهمي: من السابق وبحكم أني أعمل في شركة خاصة ومرتبي لا بأس به كنت أشتري لهم كل عيد ملابس سواء في العيد الفطر أو عيد الأضحى.. لكن بحكم الأوضاع التي نعيشها في صنعاء غير المستقرة وبحكم أني في قطاع خاص مهدد بالاستغناء عني في أي وقت كان لا بد أن أعمل على اختصار الميزانية وتوفير المال لمواجهة أي طارئ.. والحمد لله إلى الآن لم يحدث شيء.. وأتمنى من القوى السياسية أن تصل إلى تسوية سياسية وتشكيل حكومة شراكة تسعى إلى تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي لليمن والمواطنين وتطبيق ما اتفقوا عليه في مخرجات الحوار الوطني الشامل في أقرب وقت.. فالمواطن لا يستحمل المزيد من الأزمات.
