نمو وتطور متسارعان يؤهلانهما إلى طليعة المدن التهامية حديثة النشأة


جاءت عملية تنفيذ مشروع الخط الدائري الشمالي, خط (صعدة – حرض) بطول 204 كيلو مترات ليكسر حواجز العزلة الطبيعية التي فرضتها الجبال الشماء في القاطع الغربي لمحافظة صعدة ليربط الجبال والمرتفعات الغربية بسهول تهامة ويحقق عامل الاتصال وسهولة الانتقال لمديريات (قطابر – منبه – رازح – غمر – شداء – الملاحيظ) بكلö من صعدة وحرض, وشكل هذا المشروع عاملا في إعادة اكتشاف المناطق وانسياب مظاهر الحياة على جنبات الموكيت الأسود والطريق الإسفلتية الممتدة من خط البداية في يسنم وتنتهي في مدينة حرض.
وعلى طريق (صعدة – حرض) كانت منطقة المزرق التابعة لمديرية حرض حتى سنوات قليلة سوقا بسيطة على جنبات الخط لبيع القات ومحطة للمسافرين لكن موقعها المتميز في قلب الأراضي المفتوحة مكنها خلال سنوات قليلة مضت من استيعاب النازحين جراء أحداث حرب صعدة, حيث أقيمت المخيمات الواسعة وتضاعفت أعداد السكان بصورة مضطردة وانتعشت الحياة وتزايد حجم العمران والمباني وتوسعت الأسواق وأقيمت الاستراحات والفنادق الشعبية والمحلات والمطاعم لتعلن بدايات لقيام مدينة حية في قلب الأراضي المفتوحة على الشريط الحدودي, وبمرور الوقت تشهد منطقة المزرق توسعا وتمددا عمرانيا وانتعاش الحياة والحركة التجارية فيها بصورة غير عادية لتشكل نسخة من المدن التهامية المألوفة التي نشأت على جنبات الطرق الرئيسية ومن ثم تحولت إلى مدن تجارية آهلة بالسكان ونمو مضطرد بمرور الأيام.
تطور ملحوظ
ومما لا شك فيه أن منطقة المزرق التي تبعد عن مدينة حرض قرابة (22) كيلو مترا شمال شرق وتشكل نقطة فاصلة بين محافظتي صعدة وحجة, على موعد مع نمو وتطور محتوم خلال سنوات قليلة مقبلة يجعلها في طليعة المدن التهامية حديثة النشأة وتمتلك عوامل التوسع والامتداد نظرا لوجود الأراضي المفتوحة الشاسعة الممتدة بطول امتداد النظر وتلامس الجبال والمرتفعات الشاهقة على مسافة عشرات الكيلو مترات, حيث يتوافد إليها سكان هذه الجبال للتسوق وبيع المنتجات الزراعية والرعوية والبحث عن فرص عمل والسكن فيها, كما أن مناخها العليل وأجواءها الباردة نسبيا بفعل الأراضي المفتوحة يمنحها فرصا أكبر في النمو المستمر والسريع لتتحول إلى مدينة تجارية كبرى وحية آهلة بالسكان على غرار مدن شقر وعبس وحرض وعاهم وميدي في محافظة حجة أو المراوعة وبيت الفقيه وباجل في محافظة الحديدة.
بحاجة للتخطيط
وهذا الواقع الذي آلت إليه المزرق والتطورات المستقبلية المحتملة لها يتطلب من الدولة وبالذات السلطات المحلية وقيادة محافظة حجة وضع هذه المدينة الناشئة في الاعتبار من حيث المشاريع التنموية والخدمية الضرورية, حيث باتت المنطقة بحاجة ماسة إلى تنفيذ المجمعات التعليمية والمراكز الصحية ومشاريع مياه الشرب ومحطة للطاقة الكهربائية وغيرها من المشاريع الخدمية التي لا غنى للسكان عنها, ولكونها في موقع متميز يجعل منها مدينة متفردة السمات والخصائص, فمن الضروري أن تعمل وزارة الأشغال العامة والطرق وقيادة السلطة المحلية في المحافظة على الإسراع في إنزال فرق فنية هندسية لتنفيذ عدد من المخططات الحضرية القادرة على استيعاب التوسع المحتمل خلال السنوات العشر المقبلة, بما يكفل تجاوز العقدة الدائمة في أوضاع المدن التهامية الأخرى التي نشأت بصورة عشوائية في غياب المخططات الحضرية خلال العقود الثلاثة الماضية, كما أن قيادة السلطة المحلية في محافظة حجة مطالبة بتشكيل لجنة للوقوف على احتياجات ومطالب المدينة من المشاريع الخدمية المختلفة لتلبية احتياج السكان وتحديد مواقع لهذه المنشآت والمشاريع الخدمية وحجز الأراضي المناسبة لها لتجاوز مشكلة وأعباء توفير الأرض للمشاريع الخدمية المعتمدة مستقبلا, وفي اعتقادي أن إيلاء قيادة المحافظة والسلطة المحلية بالمحافظة الاهتمام الكافي بهذه المدينة الناشئة سيمنحها رصيدا في الأداء الصادق والمخلص والنهوض بالواجبات والمسؤوليات الملقاة عليها ويترك عليها بصمات مشرفة هي مبعث ثناء من الله سبحانه وتعالى ومن الناس كأعمال صالحة تصديقا لقول المولى عز وجل : “وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”.

قد يعجبك ايضا