من (وعي) المحاضرة الرمضانية الثانية للسيد القائد 1446هـ ..

عبدالفتاح حيدرة

 

 

أكد السيد القائد – عليه السلام – في محاضرته الرمضانية الثانية للعام الهجري 1446 هـ ، ان من مميزات عرض القصص القرآنية في كتاب الله، ان القرآن الكريم كتاب هداية وليس كتاب سرد تاريخي ، وقصص القرآن الكريم هي من معالم الغيب التي أوحيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله، وهي ملهمة في قصص الاهتداء لله ، وفي مقدمة هذه المميزات ان الذي قصها هو الله وبالتالي فإن كل ما ورد فيها هو حق خالص ليس فيه أي شيء من زيف الأساطير، وكذلك ان اختيار الله سبحانه وتعالى لنا من سجل التاريخ بعلمه وحكمته ودقته لما هو الأكثر قيمة لنا، وكذلك تميز العرض الذي فيه الهداية، تتميز أيضا بالدروس والعبر في بيان السنن الإلهية..
تتميز القصص القرآنية بالواقعية التي تمنح الإنسان الثقة، ومن المميزات ان العرض القرآني يعالج الجوانب النفسية من باب الحقيقة التي يعلمها الله، يقدم الأحداث بعمقها، وتتميز أيضا بالتنوع وتقديم النماذج عن كل أنواع البشر وفي كل الجوانب المختلفة، وبما أننا آخر الأمم لدينا رصيد من الأحداث التي هي نماذج تقدم لنا الدروس المهمة التي تزيدنا وعيا وحكمة وتجنبنا العواقب الخطيرة، في مجال الدعوة لله ومعرفة الله، ونبدأ هذا الشهر مع قصة نبي عظيم هو النبي إبراهيم عليه السلام، الذي منحه الله الوسام الرفيع، وهو من ارفع رسل الله منزلة ومقاما، وهو شخصية عالمية تلتقي على تقديره أغلب الأمم والأقوام، اتخذه الله خليلا وحبيبا ووليا، وهذا يبين ما هو عليه من الطهارة..
من الدروس المهمة في قصة سيدنا إبراهيم هو درس رعاية الله له، وصفه الله انه آمة لوحده، وهذا التوصيف يبين لنا مدى أهميته، وكان رمزا للأنبياء والناس وكان أمة في تصديه للظلم والطغيان، وكان جهده يعادل حركة أمة، كانت مواصفات ارتباط سيدنا إبراهيم مع الله، فقد كان قانتا لله خاضعا مطيعا له ومحبا لله والاستقامة والثبات على نهج الله ، وقد عرض القرآن كيف انه كان رمزا في التسليم لله، وكيف كان رمزا صادقا مصدقا لله تعالى، ونموذجاً في اليقين وفي الشكر لله في أعماله وسلوكه، ونموذج في الرشد والحكمة والعلم والبصيرة، كان من المقدمين والمسهمين في تقديم الحق، وكان أواباً حليماً ونموذجاً في ذلك، ونموذجاً في الكرم والعدالة والبراءة..

قد يعجبك ايضا